الحاوي بلحيته وطاقيته  ولسانه

"الحاوي" بلحيته وطاقيته .. ولسانه

المغرب اليوم -

الحاوي بلحيته وطاقيته  ولسانه

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

حال توقيع اتفاق سلام في أفغانستان، تفكر إسرائيل بجلب من تراه سبطاً ضائعاً يهودياً من 10 آلاف أفغاني. هنا مادة قديمة عن الموضوع.

***
سيجُرّنا الاشتقاق اللغوي للكلمة (من آذاننا لا من عقولنا: الأذن تعشق.. إلخ) إلى العثور على «سبط آشر» الثاني عشر. أمّا اشتقاقات أشكال حروف اللغات السامية، فسوف تجرّنا (من عيوننا هذه المرة) إلى «سبط دانئيل».
 الداعية، المؤمن بما يدعو إليه من ضلال، يعتمر قلنسوة (حثّية!) تتواضع أمامها رقعة صغيرة على أم رأس رئيس الكنيست (سابقاً) ابراهام بورغ (النجل اليساري لزعيم «المفدال» الديني اليميني).
بعد الاشتقاقات للغة ولحروف اللغات السامية (الواحدة في الأصل) سوف نصل، بطبيعة الحال، إلى اللحى، الشعر الطويل.. ولباس قبائل الباثان الأفغانية. وحتى رقصة الدراويش.. وهكذا، فإن الطالبان في بلاد الأفغان يقودون، في درب الإسلام الأصولي، ذراري سبط دانيال (أو أي سبط آخر). إذاً، يجب هدايتهم إلى يهوديتهم.
 المستمعون للداعية، لا يميّزون حروف اللغة السنسكريتية عن حروف اللغة الآرامية، فكيف يميّزون الآرامية عن العبرية.. والعربية.
المستمعون آسيويون وثنيون. صفحات بيضاء يمكن لك (للداعية هذا) أن تنقش، على آذانها وعيونها (فعقولها بالتالي) كل التباسات الاشتقاقات: من خيبر الممر إلى خيبر القبيلة، ومن نهر حوبور إلى نهر الخابور.. ثم يقودونك إلى حجر عتيق في ممر خيبر حيث نقش باللغة الآرامية القريبة من العبرية (من حيث الشكل) فترى أن حروفاً عربية للغات الأفغانية والباكستانية تبدو غريبة (لأنها صارت تُكتب موصولة) في حين أن الآرامية والعبرية ذات حروف منفصلة. والناس من البساطة والسذاجة بحيث لا يُدركون أن «المسمارية» منفصلة الحروف (ولهذا تُكتب اللغات السامية من اليمين إلى اليسار، لأن المطرقة في اليد اليمنى).
 لا تنتهي رواية الداعية ليوم الخلاص اليهودي - المسيحياني الوشيك في أرض فلسطين، إلاّ عند حائط المبكى: جندي «فالاشي» أثيوبي (من سبط يهودي) إلى جانب جندي يهودي من بلوشستان.. وهكذا تتحقق نبوءة التوراة عن عودة أسباط بني إسرائيل. ما الذي يبقى؟
 يجب العثور على «سبط آشر» لأنه يشبه مثلاً، من حيث كرم المحتد، قبيلة قريش وبيت آل هاشم الكرام. وهكذا، تنعطف الأسهم على الخرائط باتجاه جنوب لبنان (الكنعانيون - الفينيقيون سبط آخر) ثم تحملك عَبر المتوسط، إلى جزيرة جربة التونسية. لماذا؟ لأن السبط الطاهر هو سبط آشر، وفي هذا السبط سدانة «الكهانة».
الشعب المختار ليس سواسية في أسباطه الـ 12 (لاحظ السحر في الرقم 12 كما في أرقام أخرى).
 الكاهن هو كوهين. (المستمعون لا يُدركون تشابه الأسماء العربية والعبرية، ولا تشابه المفردات، ولا أسماء الإشارة، ولا وحدة جذر الكلمات الأساسية: شمس، أرض، حياة، موت، قبر، بحر... إلخ!
ما فعله ذلك الداعية اليهودي في رحلته السينمائية (فيلم آخر الليل، القناة الأولى للتلفاز الإسرائيلي)، يكاد يكون رحلة معاكسة، في الطريق ذاتها، التي سلكها كمال الصليبي في كتابه الشهير «التوراة جاءت من الجزيرة العربية».
 لو أن كبير علماء الألسنية، نعوم شومسكي (وهو يهودي) استمع إلى رواية الداعية، الملأى بالتركيبات التاريخية الملفّقة المبنية على اشتقاقات الكلمة وتشابهات الحروف.
تشومسكي لا يستمع إلى ألاعيب أولاد وحواة أيديولوجيين - خلاصيين. إنه يكتب، بعد الانتفاضة الثانية، مسفهاً السياسة الإسرائيلية، وساخراً من هذا اللغو اللغوي - البصري - الأزيائي.
كان الباحث اللغوي علي الشوك، خبير اللغات الشرقية، قد جاس، على صفحات «الكرمل» في مرحلتها القبرصية، في اشتقاقات الصوت، والحروف والكلمات، في رحلة للبحث عمّا يوحّد الإنسان في اللسان، باعتبار اللغة البشرية ذات ميّزتين: إبداعية (تصلح للكلام عن كل شيء) وتجريديّة لا حسّية، (صيحة الحيوان حسّية).. بينما لغة الدلافين تقتصر على صيحة الغذاء (وجبة سمك) وصيحة التكاثر في موسم التزاوج.
 الفارق بين الشمبانزي «الذكي» وطفل الإنسان الساذج، أن الشمبانزي قد يتعلم 150 كلمة، دون أن يبدأ بتشكيل جملة بسيطة، بينما طفل الإنسان يبدأ مع 100-150 كلمة في تشكيل جملة.
غير أن الهذر واللغو اللغويين يكفيان داعية ليسحر البسطاء بزيغ بصري وزيغ سمعي.. إلى أن يقود «الأسباط» للوقوف كجنود إسرائيل عند حائط المبكى؟!
إنها وجبة لغوية مثل «السيريلاك» المقدّم للأطفال. لماذا؟ حليب وحبوب.. وجبة مغذية وطاهرة (حلال = كوشير)، ولعل «كوشير» ليست إلاّ «الكشك» وهي حبوب وحليب. والمستمعون للداعية كأنهم أطفال.
في إحدى قصائده، يقول الشاعر محمود درويش: تاريخهم تاريخنا / لولا الخلاف على مواعيد القيامة.
 .. ولولا الخلاف على ما بعد القيامة. المسلمون يحلمون بجنة في السماء و»الحياة الآخرة» واليهود يؤمنون بالنعيم الأرضي.. بعد إعادة بناء الهيكل. عند هذا الخلاف يتوقف اللغو في اللغة.
.. ونحتكم إلى أبسط الأسلحة: الحجر، وأبسط البطولات: الموت في سبيل قضية عادلة.
.. وللسينما أن تلغو بالأساطير من «تابوت العهد» إلى .. سبط دانئيل وآشر.
حـسـن الـبـطـل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحاوي بلحيته وطاقيته  ولسانه الحاوي بلحيته وطاقيته  ولسانه



GMT 13:16 2025 السبت ,28 حزيران / يونيو

حكومة فى المصيف

GMT 15:46 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ترمب... وحالة الغموض

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

هند صبري.. «مصرية برشا»!

GMT 17:41 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

..وإزالة آثار العدوان الإسرائيلى

GMT 22:58 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

سباق التسلح الجديد؟

GMT 00:48 2016 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

شيماء الزمزمي بطلة للمغرب في رياضة الجمباز

GMT 17:43 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 08:56 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تنصيب ناروهيتو إمبراطورا لليابان رسمياً

GMT 17:34 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحتضن أول بطولة عربية في مضمار الدراجات «بي.إم .إكس»

GMT 08:59 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تؤكد وجود الكثير من النساء الذين يفقنها جمالًا

GMT 04:17 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الدرك الملكي يحجز كمية مهمة من المواد المنظفة المزيفة

GMT 13:09 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

اليمن: حملة توعية بالحديدة بأهمية حماية البيئة

GMT 15:36 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تشييع جثمان الجنرال دوكور دارمي عبد الحق القادري

GMT 05:56 2016 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

سان بطرسبرغ أسطورة روسية تستمد بريقها من أجواء الشتاء

GMT 09:12 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

سيدة تشعل النار في نفسها في مدينة مراكش
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib