من «صفر مشاكل» إلى عش دبابير
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

من «صفر مشاكل» إلى عش دبابير!

المغرب اليوم -

من «صفر مشاكل» إلى عش دبابير

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

لا أعرف: هل «التكية السليمانية» على ضفاف بردى، وقرب جامعة دمشق، منسوبة لسليمان شاه، جد عثمان الأول، ووالد أرطغرل، لكن لقبر سليمان المتنقل قصة تذكر بنقاط المراقبة التركية في إدلب. هاكم ملخصاً لما تعتبره تركيا ضريحاً: حسب معاهدة فرنسية ـ تركية 1921 كان للقبر ثكنة تركية تحرسه، وبعد إقامة سورية سد الفرات نُقل القبر 85 كم شمالاً، وفي العام 2015 نقل مرة أخرى شمالاً على بعد 27 كم من حدود تركيا. محافظة إدلب تجاور محافظة حلب، وكذلك لواء الاسكندرون السليب، وكذا محافظة اللاذقية حيث لروسيا قاعدة «حميميم» صارت إدلب «مقلباً» لتجميع المعارضة السورية المسلحة، المهزومة في غوطة دمشق، ثم حماة وحمص، وأخيراً حلب. حلب موصوفة بالشهباء، لأبنيتها الحجرية البيضاء، وهي العاصمة الصناعية التجارية لسورية. دمشق العاصمة السياسية موصوفة بالفيحاء لغوطتها الخضراء، وبين العاصمتين، طريق استراتيجي يرمز إليه بـ M5، وجرى تحريره كلياً من سيطرة المعارضة في حملة للجيش السوري بدأت في كانون الأول، كما تم للنظام السوري استعادة معظم محافظة إدلب، تاركاً ما تسميه تركيا «نقاط المراقبة» معزولة، كحال قبر سليمان شاه المتنقل. لا بأس من عودة إلى التاريخ، حيث بدأ التوسع العثماني في سورية، بعد معركة مرج دابق، وكانت سورية أرض الغروب الأخير للإمبراطورية العثمانية، قبل قرن من الزمان، وخسارة ما يطلق عليه الأتراك «أرض شام شريف»، ولكن منقوصة لواء الإسكندرون السليب (محافظة هاتاي) عام 1936، إلى أن اعترف حافظ الأسد، في ثمانينيات القرن الماضي، بإلحاقها بتركيا. إلى عودة أقرب للتاريخ، حيث قامت تركيا ببناء سد على نهر قويق الذي يسقي حلب، كما يسقي نهر بردى غوطة دمشق، فاضطرت سورية إلى تعويضه بنقل مياه نهر الفرات إلى حلب، المرتفعة طبوغرافياً، فإلى فوضى ربيع سورية حيث قامت تركيا وحلفاؤها في المعارضة المسلحة بنقل زهاء 1000 مصنع ومشغل من حلب إليها، وكذا أهراءات القمح في الجزيرة السورية، عدا شراء نفطها من «داعش» بأثمان بخسة، قبل سيطرة قوات سورية الديمقراطية على حقول النفط. قبل الفوضى السورية، رفع رئيس وزراء تركيا، أحمد داود أوغلو شعار «صفر مشاكل» وكان رئيس تركيا هو عبد الله غُل، والاثنان كانا من «حزب الفضيلة» ثم «حزب العدالة والتنمية» برئاسة رجب طيب أردوغان، الذي كان رئيس بلدية استانبول الكبرى، ثم رئيساً للجمهورية عام 2014. مع انتخاب أردوغان، طوي شعار «صفر مشاكل» وشكل احمد داود أوغلو حزباً ينافس حزبه السابق بعد خسارة أردوغان للمجلس البلدي لاستانبول، وطرده من الحزب الحاكم، وشكل أوغلو «حزب المستقبل»، كما تشكل في إسرائيل حزب الجنرالات المنافس لحزب الليكود. أيضاً، انشق الداعية الإسلامي المنفي فتح الله غولن عن حزب اردوغان، واتهم بمحاولة انقلابية فاشلة، أعقبها حملة تطهير لأنصاره في الجيش والحكومة والجامعات.. إلخ. تقول سورية الرسمية إن الوجودين الإيراني والروسي تمّا بموافقتها، وبفضلهما تمّ للنظام السوري استعادة 70% من أراضي بلاده، لكن إدلب خاضعة لاحتلال غير مباشر، وغير شرعي من تركيا، وأن المعارضة الإسلامية المسلحة في إدلب في دور «جيش لبنان الجنوبي» الذي شكلته إسرائيل حتى انهياره في العام 2000. شكلت ثلاث دول نوعاً من الوصاية على سورية، وهي: روسيا، ايران، وتركيا في ما عرف بثلاثي الدول الضامنة، حسب اتفاقية سوتشي لخفض التصعيد في محافظة إدلب، لكن روسيا انحازت إلى حق النظام في استعادة إدلب، وكذلك ايران إلى حد ما. إلى ذلك، تسبب أردوغان بخلاف مع أميركا للموقف المتعارض من قوات سورية الديمقراطية، ولمعارضة أميركا لشراء تركيا منظومة دفاع جوي روسية من جهة، وطائرات حربية أميركية متقدمة من جهة أخرى. رداً على قرار الكونغرس الأميركي الاعتراف بوقوع المذبحة الأرمنية في تركيا، عارض أردوغان خطة «صفقة العصر» الأميركية، وتفكر إسرائيل والاتحاد الأوروبي بالاعتراف أيضاً، وسبقهما قرار من مجلس الشعب السوري بهذا الخصوص. رغم أزمة سفينة مرمرة التركية مع إسرائيل، فإن العلاقات التجارية بين البلدين تتطور، ولا تأبه إسرائيل لدعم أنقرة لحركة حماس، كما تأبه لدعم إيران لها، لكن أردوغان لا يستطيع ان لا يبالي بدعم الطائرات الروسية، انطلاقاً من حميميم لجهود الجيش السوري لاستعادة إدلب، ومن المستبعد أن تتكرر حادثة إسقاط تركيا لطائرة روسية بعد صفقة الدفاعات الجوية المتقدمة مع روسيا. الأزمة التركية مع الاتحاد الأوروبي قديمة، رغم عضوية حلف «الناتو»، لكن من المستبعد أن يستجيب «الناتو» لطلب تركيا دعمها ضد سورية وروسيا في مشكلة إدلب. ليس بين تركيا وليبيا حدود مشتركة كالتي مع سورية كأطول حدود لها مع تركيا، لكن أردوغان ضالع بشدة في التدخل بالخلاف الليبي ـ الدولي في الحرب الليبية بسبب الغاز والنفط، وكذلك من موقع العداء التركي لمصر. بسبب إدلب انهارت سيبة تحالف سوتشي مع ايران وروسيا، وبسبب ليبيا اتسعت شقة الخلاف التركي مع الاتحاد الأوروبي، وحلف «الناتو». صحيح أن الجيش التركي هو الأكبر والأقوى في ذلك الحلف، لكنه يواجه جيشاً سورياً أرهقته الحروب، لكنه اكتسب تجربة قتالية، عدا عن الدعم الروسي الحربي له، والدعم السياسي أيضاً. وفي المحصلة فإن طموح أردوغان أدى إلى سياسة «عش الدبابير» مع جواره ومع دول العالم، بدلاً من سياسة «صفر مشاكل» زمن أحمد داود أوغلو، ومن غير المستبعد أن يخسر حزب العدالة والتنمية الحكم في الانتخابات المقبلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من «صفر مشاكل» إلى عش دبابير من «صفر مشاكل» إلى عش دبابير



GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

GMT 19:47 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عالم من الضواري

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018

GMT 23:30 2018 الثلاثاء ,27 آذار/ مارس

فرقة "Spice Girls" تشارك فى فيلم رسوم متحركة جديد

GMT 14:17 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

الشمرة يمنع الغازات المعوية وتهيج القولون

GMT 10:07 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

جون غاليانو يطرح موضة الكارو بأسلوب عصري

GMT 18:12 2018 الأحد ,18 شباط / فبراير

طريقة إعداد الصفيحة بأسلوب بسيط ومميز
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib