نظرة أخرى، اللوحة والصورة
وفاة أيقونة المسرح العراقي إقبال نعيم عن عمر يُناهز 67 عاماً بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفني ‏نتنياهو: هناك حظوظ جيدة للتوصل إلى اتفاق في غزة مراسل القناة 13 العبرية:أكد مسؤولون في فريق التفاوض أن "إسرائيل" ستوافق على تغيير انتشار القوات على محور موراغ في قطاع غزة. وأضافوا أن هناك تقدمًا ملحوظًا في الطريق إلى اتفاق.*. حركة حماس توافق على إطلاق سراح 10 أسرى من الإسرائيليين الموجودين في غزة لضمان تدفق الإغاثة ووقف العدوان منظمات دولية تدين خطط كاتس لتهجير الفلسطينيين وتصفها بالمخطط الوحشي ضد التهدئة ارتقاء 39 شهيدا جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم كتائب القسام تعلن تنفيذ عملية شرق خان يونس واستهداف آليات الاحتلال واغتنام سلاح جندي إسرائيل تعلن استلام شحنة جرافات D9 الأميركية بعد الإفراج عنها من إدارة ترامب بعد أن كانت مجمدة خلال الفترة الماضية المغربي غانم سايس مدافع نادي السد القطري يعود إلى التداريب بعد غياب دام لأربعة أشهر بسبب الإصابة نادي بوتافوغو يُعين الإيطالي دافيد أنشيلوتي نجل كارلو أنشيلوتي المدير الفني للمنتخب البرازيلي في منصب المدرب الجديد للفريق.
أخر الأخبار

نظرة أخرى، اللوحة والصورة

المغرب اليوم -

نظرة أخرى، اللوحة والصورة

بقلم - حسن البطل

 زتّ تيسير بركات حقيبته الجلدية إلى حافة الرصيف، ورمى إلى جانبها علّاقة مفاتيح ثم سألني: أهذه صورة فوتوغرافية أم لوحة فنية؟
استبدل بشار الحروب ألوان علمنا الأربعة، ومكان كل لون حشد فوارغ علب مشاريب، ولك أن تسأل نفسك: أهذه صورة فيسبوكية أم لوحة فنية؟
منذ بعض الوقت صرت أتسلّى وأملأ كادر «قصتي» على موبايلي بلقطات شتّى، فتتتالى إعجابات تفوق أحياناً ما تناله أعمدتي.
في نظرة عابرة لناس عابرين، تبدو سلال خشبية وضعتها البلدية على حواف أرصفة الشوارع مجرد أوعية تمتلئ بشتى أشكال وأنواع القمامة. في نظرة أخرى متملية قد أرى شكلها استعارة غير مكنية من شكل كأس مستديرة لزهرة اللوتس، سوى أن سلّة القمامة خشبية ومُضلّعة.
تمر على سلال القمامة في حفافي الشوارع، عربة يدفعها عامل يرتدي سويتر خفيف أصفر اللون، ويفرغ ما في السلال الملأى إلى عربته ذات البرميلين. إن كان إلى جانب سلال القمامة صندوق كبير من الكرتون، يقوم بتحميله إلى عربته الطافحة، بعد ثقب أسفله بقضيب مثبت بعربته من حديد التسليح الغليظ.
من حاويات السلال الصغيرة، إلى عربة كنّاس جمع القمامة، إلى حاوية كبيرة، تجمع خليط ما فيها وما يملأها بسيارات جمع القمامة إلى مكبّ كبير.
لستُ إلّا مصوّراً هاوياً لجماليات المباني القديمة في جوارها المتنافر مع تلك الحديثة.. لكن ماذا لو وجدت جمالاً معيناً في أشكال وألوان عربات عمال النظافة، واقترحت على هيئة تحرير جريدتي أن تملأ بها لقطات صفحة العدسة، ترى في أعمال الفنانين التشكيليين لوحات بألوان عدة، أضيفت إليها مواد مختلفة، ربما أرى ما يشبهها شكلاً من الألوان وحطام القمامة المختلف في عربات جمع القمامة.
البشاعة شكل مختلف للجمال، أو الجمال شكل آخر للبشاعة. ترى هذه المفارقة في لوحات الفنانين، كما تراها في «لوحات» عشوائية لعربات جمع القمامة، وصرت ترى الجمال والقبح معاً في لوحات فناني الشوارع العفويين منهم وحتى المحترفين، كحال رسّام الشوارع بانكسي.
للبعض الرومانسي أن يجد القبح والبشاعة في مجاورة بيت حجري قديم وواطئ بحديقته الفطرية، إلى جوار مبنى عالٍ من الألمونيوم والزجاج، وتوفر رام الله ـ التي تنمو على عجل ـ هذا التنافر في طرز البناء القديم والجديد.
كان مبنى «الأمباير ستيت» نموذج طراز «علب الكبريت» المعدنية الشاهقة، وحديثاً صارت للأبراج أشكال فنية تقارب كونها لوحة مخضوضرة كأنها حدائق معلّقة، أو تأخذ شكل آلة موسيقية كالغيتار مثلاً.
مع كاميرات التصوير الحديثة ضاقت فسحة التمييز بين لوحة الرسّام الشهير وصورة الكاميرا بلقطة بارعة من مصور محترف، خاصة في رسم أو تصوير «طبيعة صامتة»، من ضمة ورود وأزاهير. الرسّامون العظام الكلاسيكيون صاروا للمتاحف  ومزادات البيع باهظ السعر، وتجارة سوق المقتنيات الرائج.
صار الرسّامون الجدد يتلاعبون بصورة «الجيوكندا» و»العشاء الأخير»، وصار رسّامو الكاريكاتير يتلاعبون على هواهم بصورة الرسّامين الجدد.
أيضاً، لا علاقة للنحت الجديد بتمثال داود، ولا علاقة قرابة بين «برج بيزا» و»برج إيفل» سوى ربما في حجم عدد السوّاح، وإن بقي زائرو أهرام الجيزة أكثر من زائري الهرم الزجاجي أمام متحف اللوفر.
فن النحت، أخو فن لوحة الرسم، لكن لم يعد الحجر الصلب أو الرخام الصقيل واللامع مواضيع للنحاتين العظام، بل صارت رمال الشاطئ، وحتى الجليد موضوعاً للنحت.. حتى سخر رسّام كاريكاتير من النحت الحديث للحجر، الذي قد يشاكل حجراً في جلاميد الطبيعة أو وديانها.
بنت حضارات آفلة، خاصة منها الرومانية مدرّجات من حجر لتقديم مسرحيات الملاحم البشرية في الهواء الطلق والنور الطبيعي، وصارت المسرحيات المعاصرة تقدم على كراس مريحة وصالات مغلقة تستخدم ظلال كشافات النور، وهذا الفيديو لعرض مسرحيات وقضايا الحياة الواقعية.
عصر الحجر والفخار والآجر أسلمنا إلى عصر الحديد والألمونيوم والزجاج، وعصر رسم اللوحة القديمة صار يختلط بعصر الصورة، وهذه بعصر الفيديو، ثم عصر الفوتوشوب المركّب.
ماذا، أيضاً؟ عصر جمع القمامة لدفنها صار عصر إعادة تدوير مخلفات القمامة أو «الرسكلة».. وفي كل سنة توزع جوائز نوبل متنوعة المجالات، وربما في عام قريب، أو بعيد سينال عالم في الكيمياء جائزة نوبل، ليس في مجال التدوير و»الرسكلة» بل في مجال اختراع بلاستيك قابل للتحلل السريع، أو يستخدم لمرة واحدة.
اللوحة الفنية الفلسطينية تجاري وتسبح مع موجة الرسم الحديث، وبدرجة أقل من النحت الحديث والعمارة الحديثة، لكن صناعة التدوير عندنا لا تزال تحبو، أولاً في مجال جمع القمامة، ثم في تدوير مخلفات القمامة وإعادة استخدامها، ربما سوى في مجال تدوير بسيط لمخلفات صناديق الكرتون، وهي أبسط أشكال وأنواع التدوير.
ربما جدار الفصل الأمني ـ الديمغرافي ـ العنصري منح فناني الشارع المحليين، أو بالذات، الأجانب المتضامنين فرصة لمزج الجمال بالقبح، الفن بالسياسة، السياسة بالنضال ضد الاحتلال.

حسن البطل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرة أخرى، اللوحة والصورة نظرة أخرى، اللوحة والصورة



GMT 13:16 2025 السبت ,28 حزيران / يونيو

حكومة فى المصيف

GMT 15:46 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ترمب... وحالة الغموض

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

هند صبري.. «مصرية برشا»!

GMT 17:41 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

..وإزالة آثار العدوان الإسرائيلى

GMT 22:58 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

سباق التسلح الجديد؟

GMT 19:41 2019 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

المغربيتان عرافي وعقاوي تتأهلان إلى نصف نهاية سباق 1500متر

GMT 14:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

زكريا العامري يمثل عمان في رالي الإمارات للسيارات

GMT 14:30 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

فروسينوني الإيطالي يعلن تعيين باروني مديرًا فنيًا للفريق

GMT 22:37 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شرفات أفيلال تكشف حقيقة قرب توليها رئاسة جامعة مغربية

GMT 06:28 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

إشاعات عن بوادر علاقة إيجابية بين ترامب وكيم جونغ أون

GMT 14:11 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

جمعية خيرية تنظيم حملة للتبرع بالدم في تاوريرت

GMT 02:16 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

200 مليون سنتيم مداخيل مدرسة الوداد

GMT 05:37 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني شاكر يستعد للإعلان عن أغنية "مصر محتاجانا" الأسبوع
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib