عضو خامل

عضو خامل !

المغرب اليوم -

عضو خامل

بقلم - حسن البطل

جرجرت حالي، كُرمى لسمير شحادة والله، إلى مؤتمر لانتخاب أمانة أدباء حركيين، تمهيداً لانتخاب أمانة أدباء فصائلية عامة، كان انعقاد المؤتمر يصادف يوم سبت، وفيه اعتدت كتابة عمودي ليوم الأحد. قدّر سمير أن ينتهي المؤتمر ظهراً، فأتمكن من كتابة العمود عصراً.
قعدت، كعادتي في مناسبات فنية، في آخر صف مقاعد مع سامي مسلّم، وأحمد رفيق عوض، بينما كان المؤتمرون في دوشة مداخلات وصراخ وخطابات، ولمّا أوشكت الساعة على الثانية والنصف، انسحبت مع الأديب أحمد رفيق عوض مع منسحبين، دون المشاركة في التصويت أو التزكية.
في مجرى نقاش ثلاثي: أحمد، أنا، وسامي مدير مكتب عرفات سابقاً، عرف أحمد أن عرفات لم يوقع لي قط على ورقة «يُصرف له». أردت أن يعرف أحمد خلوّ ذمّتي من اتهامات أصدقاء وقرّاء أنني «سحّيج» للمنظمة والسلطة، لعرفات وأبو مازن، والأخير لم ألتقه سوى مرة واحدة في تونس، قبل مرحلة السلطة.
استنكفت عن مؤتمر لاحق لانتخاب المرشح الحركي لمنصب الأمين العام لاتحاد الأدباء، ولا أعرف هل حضر وانتخب أحمد وسامي، أم لا، لكن قرأت استقالة سمير المعلّلة من الأمانة الحركية، وكنت أنوي انتخابه لها.
يبدو لي أن ذلك المؤتمر النقابي سيكون آخر عهدي بحضور أي مؤتمر حركي عام، أو مؤتمر وطني فصائلي، علماً أن فصيلاً رشّحني لعضوية مؤتمر بيروت التأسيسي للاتحاد العام للصحافيين والكتّاب الفلسطينيين، الذي عقد في قاعة جمال عبد الناصر، التابعة لجامعة بيروت العربية، بوصفه من الاتحادات الشعبية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
في ذلك المؤتمر، حصل أمران طريفان. الأول: كنت أهم بدخول قاعة المؤتمر، فخرج منها محمد كتمتو، وقال: بلاها.. فوضى، فلم أدخل القاعة. الثاني: قرأت أن الراحل شفيق الحوت كتب في وصف المؤتمر أنه «مؤتمر الصحافيين والكتّاب.. والقراء» في زاويته اليومية بجريدة «السفير».
 كان المؤتمر التأسيسي مثل خيمة فضفاضة للقرّاء، أيضاً، وبعد انفصال اتحاد الصحافيين عن الاتحاد مع الأدباء، بقي اتحاد الأدباء خيمة فضفاضة للأدباء  والشعراء.. والـ «فيسبوكيين»، أيضاً.
قلت في العنوان إنني «عضو خامل»، ولم أقل «عامل» أو «هامل»، فقد شاركت بنشاط، تصويتاً وانتخاباً، في مؤتمرات نقابية، فصائلية، ووطنية، فقط في منعطفات رأيتها هامة، مثل مؤتمر اتحاد الكتّاب في صنعاء عام 1983، رداً على الانشقاق الفصائلي، ثم مؤتمر الجزائر 1987 لإعادة وحدة الاتحاد.
كانت هاتان المشاركتان في زمن كانت فيه الوحدة الفصائلية والانشقاقات الفصائلية تبدأ وتنتهي بوحدة أو انشقاقات القلم الصحافي.
خير الدليل، أن مؤتمر صنعاء الأدبي تلاه بعد عام مؤتمر فصائلي وطني عقد في عمان 1984، كما أن التئام مؤتمر الجزائر التوحيدي للقلم الفلسطيني عام 1987 تلاه في العام التالي أهم مؤتمر وطني فصائلي 1988 الذي صدر عنه إعلان استقلال دولة فلسطين.
صحيح حضرت مؤتمر عمّان الفصائلي الوطني، لكنه كان أوّل مؤتمر وآخر مؤتمر أحضره من مؤتمرات المجلس الوطني الفلسطيني.
إلى ذلك، وبالنسبة إلى المؤتمرات الحركية الفصائلية، حضرت مؤتمرين فقط؛ مؤتمر حركة «فتح» الخامس في تونس في آب 1988 لتأكيد فشل الانشقاق الحركي، لأنه كان تمهيداً للمؤتمر الوطني للمنظمة، ولأنه قرر توسيع اللجنة المركزية، وإقامة مكتب سياسي للحركة، وكذلك أول مؤتمر حركي فتحاوي في أرض البلاد عقد في بيت لحم 2009، وكان أطول المؤتمرات، إذ استمر 12 يوماً، وتم فيه انتخاب لجنة مركزية، شارك فيها قياديون حركيون من داخل البلاد.
أذكر أنه في مؤتمر صنعاء للأدباء والصحافيين وجه محمود درويش رسالة مكتوبة من مستشفى أمراض القلب كانت قوية ومؤثرة وداعية لترميم وحدة القلم الفلسطيني، وفي مؤتمر الجزائر التوحيدي للقلم الفلسطيني، كان حاداً في نقد شروط ومطالب الانشقاقيين لتوحيد الاتحاد العام للكتّاب والصحافيين الفلسطينيين.
في مرحلة المنظمة المنفية خارج البلاد، كانت الوحدة الوطنية الفصائلية تنقسم أو تعود للاتحاد بسبب اختلافات سياسية للصحافيين والأدباء الفصائليين. أما في ما بعد أوسلو وتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية، فصار هناك اتحاد للصحافيين وآخر للأدباء مع خلافات سياسية حول «أوسلو» ثم صارت خلافات وطنية بعد العام 2006 بين المشروعين الوطني والإسلامي.
في المنعطفات الحركية والوطنية أو النقابية أشارك كعضو عامل، لكن فيما عداها أكون عضواً خاملاً أو «هاملاً»، لا تهمّني تركيبة أعضاء الأمانات العامة، ولا الاتحادات والنقابات، لا تعنيني عضوية اللجان المركزية أو المكاتب السياسية للفصائل، ولا دورات انعقاد المجالس الوطنية، بل صارت تهمني الانتخابات البلدية والتشريعية، وأشارك فيها كمواطن له حق التصويت.
أنا مع المشروع الوطني كما تقوده، في المنظمة وفي السلطة الوطنية، حركة «فتح» وفي مؤتمرها الخامس اختلف عرفات مع أعضاء في المؤتمر لأنه ينحاز إلى المنظمة والمشروع الوطني أكثر من انحيازه كقائد «فتح». قال: تموت العاصفة وتحيا «فتح». تموت «فتح» وتحيا منظمة التحرير.. وتموت منظمة التحرير وتحيا فلسطين.
قلت وكتبت دائماً أن «فتح» هي جبهة في مسمّى حركة، ومنذ تفريغي إليها بأمر كتابي من عرفات، لا دخل لي في حياتها الداخلية، لكن عارضت بقلمي وموقفي كل انشقاقات سياسية عنها، وأبقى منحازاً لقيادتها الشرعية، وناخباً وطنياً لقائمتها الانتخابية، إلى أن يتحقق مشروعها بالدولة الوطنية المستقلة، وبعد ذلك تتحول الاتحادات إلى نقابات، والفصائل إلى أحزاب سياسية، ومن ثم قد أنتخب إن طال عمري أي حزب يساري ديمقراطي تقدمي.
في حياة عرفات زعم قارئ أنه «يُدرهمني» وهذا غير صحيح، وفي رئاسة أبو مازن زعم أديب أنني «سحّيج» له وهذا غير صحيح.

حسن البطل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عضو خامل عضو خامل



GMT 15:07 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العودة إلى إسحق رابين

GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!

GMT 06:27 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 04:19 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الساحرة لعام 2017

GMT 07:02 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم الرعب الأميركي "Happy Death Day" الأول على شباك التذاكر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib