ترامب يربح معركة ويخسر حرباً

ترامب يربح معركة ويخسر حرباً

المغرب اليوم -

ترامب يربح معركة ويخسر حرباً

بقلم - جهاد الخازن

الولايات المتحدة، بكلمات دونالد ترامب على وجه التحديد، أعلنت أنها قررت نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس. ترامب ربح المعركة بالفيتو في مجلس الأمن وخسر الحرب في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

أريد قبل أن أكمل أن أتوقف عند سفيرة الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية نيكي هايلي، فهي ذكرتني بكاريكاتور أميركي لم أنسه من أيام المراهقة الأولى، يبدو فيه كلب وهو يستمع إلى صوت سيّده على مذياع. هايلي هي «صوت سيّده» وهو صوت نشاز.

مَنْ أيّد الولايات المتحدة في الأمم المتحدة؟ إسرائيل وغواتيمالا وهندوراس وجزر مارشال ونارو وبالو وتوغا. هذه ليست دولاً وإنما حشرات طفيلية. إسرائيل حشرة تمتصّ من دم فلسطين وأهلها، والدول الأخرى تأمل بمساعدات أميركية. نارو وبالو وتوغا مجتمعة تضم من السكان أقل من حي في القاهرة.

خمس وثلاثون دولة امتنعت عن التصويت، وهي أيضاً ضمّت «حشرات» من شرق أوروبا وجزر المحيط الهادئ، ومعها من الدول التي نعرفها الأرجنتين وكندا واستراليا والمكسيك.

في مقابل «الحشرات» السابقة، أيّدت 128 دولة القرار وضمّت روسيا والصين وأكبر دول الاتحاد الاوروبي، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ومعها الدول العربية كلها وأيضاً اليابان وتركيا ودول مسلمة من وسط آسيا وشرقها. وأُحيّي هنا موناكو التي أبدت جرأة في الموافقة على القرار، وهي بلد صغير أزوره في الصيف.

المساحة لهذه الزاوية محدودة، أو محددة، ولا أستطيع أن أسهب في التفاصيل، لكن أقول إن الولايات المتحدة استعملت الفيتو 43 مرة كان آخرها عن القدس. ومن هذا المجموع كان هناك 35 فيتو لحماية إسرائيل، منها 24 فيتو ضد فلسطين وثمانية ضد لبنان وواحد ضد سورية، واثنان ضد ليبيا.

ما هي النتيجة؟ الضفة الغربية أصبحت تضم ألوف المستوطنات ومئات ألوف المستوطنين. أيام الإرهابي مناحيم بيغن الذي كان رئيساً للوزراء بين 1977 و1983، بُنيت مئتا مستوطنة، وجاء إسحق شامير وبُنيت خمسون مستوطنة أخرى وأصبح عدد المستوطنين 245 ألفاً. الرئيس رونالد ريغان أيّد إسرائيل «على عماها»، وهو قال إن توسيع المستوطنات ليست خطوة بنّاءة إلا أنه «ليس مخالفاً للقانون». ريغان سياسي من الدرجة الثانية وممثل من الدرجة الثالثة، أي «تيرسو». المستوطنات وأعمال البناء فيها زادت كثيراً في وزارة بنيامين نتانياهو الأولى بين 1996 و1999، وهي زادت مرة أخرى وهو في الحكم بعد 2009، ونسمع يوماً بعد يوم عن قرار بناء مئتي وحدة سكنية أو خمسمئة أو أكثر.

إسرائيل كلها مستوطنة في أرض فلسطين التاريخية، واليهود الأشكيناز يردّدون خرافات توراتية لا وجود لها على الأرض، فلا آثار يهودية في فلسطين ولا معبد.

ما سبق لم يمنع عضو الكنيست أورين هازان من صعود باص ينقل فلسطينيين إلى قطاع غزة ومهاجمة أُمَّ معتقلٍ بكلام بذيء مثله أو مثل إسرائيل. اللجنة الدولية للصليب الأحمر دانت الحادث وذكّرت إسرائيل بواجباتها التي تضمن زيارات أهالي المعتقلين بسلام وبمنأى عن أي هجوم. قال الصليب الأحمر إن أسر المعتقلين من قطاع غزة تنتقل لزيارتهم في باصات ترافقها الشرطة، والشرطة لم تمنع عضو الكنيست من صعود الباص وإهانة أُمّ المُعتقل الذي وصفه بأنه «حشرة و «كلب.»

حشرة وكلب ومختل وإرهابي، أوصاف تليق بهازان أكثر من مناضل يدافع عن أرضه التي سرقها اليهود الأشكيناز، وهم لم يكونوا يهوداً في الأصل. هازان كان من الوقاحة أن عرض هجومه على أُمّ المناضل على الإنترنت وفاخر به. في النهاية هذا المختل مثل واضح على حكومة مجرم الحرب بنيامين نتانياهو وكل ما تمثل. نتانياهو قابل حاخامات وطلب منهم مساعدته في المحكمة ضد تهم الرشوة والفساد. هم مثله وقد يساعدونه، إلا أنه يبقى مجرماً سواء دانته محكمة إسرائيلية أم برأته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يربح معركة ويخسر حرباً ترامب يربح معركة ويخسر حرباً



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 00:22 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود
المغرب اليوم - بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 21:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة
المغرب اليوم - تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib