لبنان على فوهة بركان والمنطقة تتجه نحو الحرب

لبنان على فوهة بركان.. والمنطقة تتجه نحو الحرب

المغرب اليوم -

لبنان على فوهة بركان والمنطقة تتجه نحو الحرب

بقلم - أسامة الرنتيسي

تأجيج الملفات في المنطقة العربية يقود إلى حل لا سبيل سواه، وهو دخول المنطقة في حرب طاحنة لا تبقي ولا تذر، تأكل الأخضر واليابس ولا تختلف عن الحروب العالمية في أوروبا.

استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وضعت لبنان من جديد على فوهة البركان، وكشفت حزب الله أمام أي اعتداء إسرائيلي مرتقب.

بين السعودية وإيران، تتطور الأحداث إلى تهديد العاصمة السعودية الرياض بصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون.

والمنطقة العربية، والإقليم عموما، يحتاج إلى هذه الحرب، لإعادة ترتيب وتشكيل ليس فقط الدول، بل  الشعوب أيضا.

لم تترك إسرائيل فرصة إلا وتحركشت بإيران، فأية ضربة عسكرية سابقة أو لاحقة لسورية هي رسالة  إلى إيران كذلك، وإذا فتحت الحرب مع حزب الله في لبنان، وهذا ليس مستبعدا، فستخلط أوراق المنطقة عموما.

من مصلحة إسرائيل استمرار الحرب، وشلال الدم السوري من دون الحسم تجاه أي طرف. غير هذا، فإن المحاولات الأخرى كلها  ليّ لعنق الحقيقة، ولن يكون في يوم من الأيام عربي مع العدوان الإسرائيلي على أي أرض عربية.

في العدوان على دمشق فإن الرسالة الأبعد هي إلى الحليف الإيراني. ليأتي السؤال هل سيتبع هذا العدوان ضربة أقسى لحزب الله؟

الجواب بالتأكيد نعم، وإذا لم يصل صدى هذه الضربة إلى الولي الفقيه في طهران، فإن الذراع الاسرائيلية الطويلة ستمتد إلى العمق الإيراني أكثر وأكثر.

هنا تستوجب النصيحة أن يتوقف الخطاب الإيراني، الذي يشبه خطاب القومجيين، والذي يعلي الصوت دائما بمقولة “إذا تدخلت إسرائيل في سورية فسنزيلها من عن الوجود”، حيث شبعنا من هذا الكلام، فخسرنا القدس وبغداد، ولا نريد أن نخسر دمشق وبيروت.

أمام هذا؛ كله، تحيط بنا أزمات مشتعلة، وأخرى يتم إيقاد النار تحتها، لبنان في أزمة على الطريق، وحزب الله القوة الرئيسية في لبنان حسم قراره، ووقف مع النظام السوري، ووجه صواريخه باتجاه أهداف إسرائيلية، ليقول إنه جاهز للحرب.

والفلسطينيون دخلوا مصالحة  بعد أن  طحنهم الانقسام، لكن لن يقبل الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة أيضا العودة إلى مربعات المفاوضات من جديد، وكأن لا شيء تحرك تحت مياه الجسر الفلسطيني.

تركيا تمد يدها إلى حجر النار عامدة متعمدة، وتقول كل الخيارات مفتوحة، حتى الخيار العسكري.

الخليج مرتبك، العراق ضائع، اليمن مطحون، مصر على رؤوس اصابعها، الاردن مخنوق….

إسرائيل تعرف جيدا أنها الخلاص لكل الأزمات، وأن الحرب معها تغلق أفواه المحتجين، وأنها ليست بعيدة عما يجري في المنطقة، حتى أنها تستعد إلى أكثر من هذا، حيث بدأت قبل بضع سنوات بإنشاء ملجأ سري لقيادة الدولة في محيط مدينة القدس، وسبق للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن نشرت تقريرا عن هذا الملجأ المعد لمواجهة أقسى الظروف الحربية والطبيعية، ويقع الملجأ على عمق عشرات الأمتار في أحد الجبال المحيطة بالقدس المحتلة، وهو مزود بمعدات تكنولوجية متطورة تشمل معدات سيطرة محوسبة تعرض صورا مباشرة من مواقع الأحداث وقت حدوثها.

وفي هذا الملجأ عقد نتنياهو جلسة لاختبار قدرته مع وزرائه على إدارة شؤون الدولة في أوضاع طوارئ متطرفة: هزة أرضية، حرب تقليدية وهجوم كيميائي أو بيولوجي أو حتى نووي على إسرائيل.

كل ملفات المنطقة تبحث عن حلول، وحل الحرب مع إسرائيل بعد إغلاق المنافذ السياسية زاد من طبيعة التحديات التي تواجه إسرائيل اليوم، وتعرف إسرائيل جيدا أن ما وقع منها أثناء عدوان 2006 على لبنان مجرد “مزحة”، قياساً بما يمكن أن يكون عليه الأمر في حال اللجوء للخيار العسكري مع الملف النووي الإيراني، الذي يمكن أن يتطور إلى حرب إقليمية غير مضمونة النتائج.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان على فوهة بركان والمنطقة تتجه نحو الحرب لبنان على فوهة بركان والمنطقة تتجه نحو الحرب



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر

GMT 21:56 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تركيا تُعلن استعداد حماس لتسليم حكم غزة إلى لجنة فلسطينية
المغرب اليوم - تركيا تُعلن استعداد حماس لتسليم حكم غزة إلى لجنة فلسطينية

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:46 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

القلق يسيطر علي إدارة اتحاد طنجة بسبب النتائج السلبية

GMT 09:54 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

ديكورات حدائق منزلية صغيرة خارجية مميزة

GMT 08:36 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

تعرفي على كيفية صنع صبغات شعر طبيعية لتغيير لونه

GMT 07:36 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

"مرسيدس الفئة S" تمثل أفضل سيارة في العالم

GMT 09:53 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

AZZARO WANTED العطر المناسب للرجل الذي لا يعرف المستحيل

GMT 14:11 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أتلتيكو مدريد يلجأ إلى أسلوب ذكي ليحشد الجماهير في الملعب

GMT 07:50 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل المعاطف للشتاء بأسعار معقولة وألوان حيادية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib