ضريبة “الاختيار”
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

ضريبة “الاختيار”!

المغرب اليوم -

ضريبة “الاختيار”

بقلم : جمال بودومة

وصلني عتابان أنيقان، تعليقا على عمود الأسبوع الماضي، المخصص لمعرض الكتاب في الدار البيضاء. الأول من طرف الصديق حسن الوزاني، مدير الكتاب في وزارة الثقافة، الذي هاتفني ليسجل أنني بالغت عندما تحدثت عن كتب تدعو إلى التكفير وتمجد العنف وتحض على الكراهية بين أروقة المعرض، منوها أن الوزارة حسمت من سنوات مع  المؤلفات “المشبوهة”، مثل  “كفاحي” و”بروتوكولات حكماء صهيون”، كما أن الدول الخليجية لم تعد تنصب خياما داخل المعرض، توزع فيها الكتب بالمجان على “بوزبال”، وتساءل باستنكار: ما عدا لو كنت تريدنا أن نمنع “صحيح البخاري”؟ وذلك سيكون ضربا من “التطرف المعكوس”!

وضحت طبعا للصديق حسن ألا أحد يطالب أصلا بمنع الكتب. لكن المعرض ليس سوقا مفتوحة للبيع والشراء، بل تظاهرة فكرية تنظمها وزارة الثقافة، ويفترض أن تضع شروطا ومقاييس للمؤلفات الجديرة بالعرض، وعلى رأسها ألا تحمل بين سطورها أفكارا تمجد العنف والكراهية والعنصرية، وألا تكون نسخا مزورة وناقصة، كما هو حال عدد من الكتب التي تطبع في مصر وتركيا، وتباع في السوق السوداء بثمن بخس، لتغرق أكشاك الجرائد التي تنافس المكتبات، ويتسلل بعضها إلى أروقة المعرض، في غفلة عن الجميع!

لا أحد يطالب بمنع البخاري ومسلم، وغيرها من الكتب الدينية والتراثية، التي لا تشكل خطرا على عقول الناشئة. لكن ثمة كتبا أخرى يجدر عدم عرضها، مثل مؤلفات ابن تيمية وسيد قطب ومحمد عبدالسلام فرج وسيد إمام… وسواهم من التكفيريين الذين يلعبون بعقول الشباب ويستدرجونهم  إلى جبهات القتال في العراق وسوريا، باسم “الفريضة الغائبة”. لا أشك في الجهد الذي يبذله المشرفون للرقي بالتظاهرة السنوية، وفي مقدمتهم الشاعر حسن الوزاني، لكن الظرف دقيق جدا، وبعض المؤلفات تشبه قنابل موقوتة، لا ينبغي التساهل معها أبدا، وإلا دفعنا الثمن غاليا. الإرهاب ليس فكرة للنقاش، بل تفجيرات انتحارية، ودولة في العراق والشام، وعصابات تقتل في كل أنحاء العالم، وكتب ترسم خرائط الدم!

العتاب الثاني، وصلني من الأستاذة مليكة العاصمي، تعليقا على ما كتبته حول تراجع الحياة الثقافية في المغرب، مقارنة مع العقود الماضية، خصوصا إبان ما كان يُعرف بـ”سنوات الجمر”. الشاعرة المراكشية لم تستسغ أن أذكر بعض المجلات التي كانت تُنشّط الحياة الثقافية في تلك السنوات البعيدة، دون الإشارة إلى الصحيفة التي كانت تصدرها في السبعينات، أيام كان النشر مغامرة خطيرة، لا يقدم عليها إلا من يملك جرأة “الاختيار”، وهو الاسم الذي كانت تحمله صحيفة مليكة العاصمي، التي أطلقتها رفقة عدد من الكتاب والمبدعين المنتمين أو المقربين من حزب علال الفاسي، أيام كانت السياسة في المغرب نسرا يطير بجناحين: “القوات الشعبية” و”الاستقلال”.

ولا يسعني إلا أن أشكر العاصمي على رسالتها التي تنبه إلى تقصير الإعلام في الاعتراف بما قدمته المرأة المغربية في كل المجالات، رغم أنني تحدثت فقط، عن المجلات التي صدرت في الستينات، من طرف اللعبي والنيسابوري وخير الدين، و”الاختيار” صدر عددها الأول في يونيو 1973. لكنني أتفهم عتاب الشاعرة، التي كانت في طليعة النساء اللواتي نافسن الرجل في معترك السياسة والأدب، ومنحن شيئا من الأنوثة لعالم مليء بالخشونة والزغب، إلى جانب مبدعات ومناضلات من طينة نادرة، مثل ثريا السقاط وخناثة بنونة وفاطمة المرنيسي وليلى أبو زيد… نساء من ذهب، اخترن طريقا صعبا، أيام كان “الاختيار” يكلف غاليا. الإبداع الذي يمنح الشهرة كان يقود إلى المعتقل، والسياسة التي تحمل اليوم إلى الكراسي، كانت تفرق المناضلين على السجون والمنافي أو تمنحهم مصيرا مجهولا. أفكر، أيضا، في سعيدة المنبهي، التي كانت تكتب الشعر، وفاطنة البيه، صاحبة “حديث العتمة”، ولا أشك لحظة في أن المستقبل المغربي معركة بالتاء المربوطة، لا يمكن أن نربحها إلا اذا أعطينا للمرأة مكانتها التي تستحق.

المصدر : جريدة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضريبة “الاختيار” ضريبة “الاختيار”



GMT 16:20 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

سعيد في المدرسة

GMT 11:52 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تيفيناغ ليس قرآنا!

GMT 14:26 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

«بيعة» و «شرية» !

GMT 05:27 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«لا يُمْكن»!

GMT 03:32 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر

GMT 21:56 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تركيا تُعلن استعداد حماس لتسليم حكم غزة إلى لجنة فلسطينية
المغرب اليوم - تركيا تُعلن استعداد حماس لتسليم حكم غزة إلى لجنة فلسطينية

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib