ليبرالية اجتماعية للتهرب من السياسية
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

ليبرالية اجتماعية للتهرب من السياسية!

المغرب اليوم -

ليبرالية اجتماعية للتهرب من السياسية

بقلم - جمال بودومة

رئيس وزراء قطر والعثماني الدوحة بوابة جديدة للمغرب على  آسياالسجن الحكم على برلماني استقلالي سابق بـ4 سنوات موقوفة التنفيذ

لا يمضي أسبوع إلا ونسمع عن تطور جديد فيما يخصّ الليبرالية الاجتماعية – إن جاز التعبير- في بعض الدول العربية، فما كان محرّما يغدو حلالا، وما كان ممنوعا يصبح مسموحا به.

ولا يمضي أسبوع إلا ونسمع عن قصة جديدة تستهدف بعض رموز الدين، من المساجد إلى الأذان إلى الحجاب، إلى قضايا أخرى متصلة بقضايا الأحوال الشخصية، فضلا عن استهداف بعض الرموز ذوي المكانة في الوعي الجمعي بالتحطيم وليس النقد، أعني الرموز القديمة وليس العلماء الجدد الذين يكون من الطبيعي أن يختلف الناس حولهم ضمن أدب الخلاف.

وحين يضجّ الناس بالاحتجاج – وغالبا عبر مواقع التواصل الاجتماعي- يتم تنفيس الموقف بالتحقيق مع الجهة المسؤولة شخصا أو مؤسسة؛ وقد باتت وسائل إعلام جديدة تتفنن في كسر “المحرَّمات” تباعا، وتتسابق على هذا الصعيد تحت سمع وبصر المعنيين في بعض الدول.”

لا يحتاج المرء إلى كثير من الدراية بالسياسة والتحليل كي يدرك ما وراء هذه الظواهر التي لا يمكن القول إنها عفوية، فالأمر واضح كل الوضوح، إذ يرى من يشجّعونها أن ظاهرة التدين (يسميها البعض الصحوة)، باتت عبئا يجب التخلص منه لأنها ببساطة تمنح حاضنة لما يسمى “الإسلام السياسي”.

أي ذلك اللون الذي يطالب بالإصلاح والتعددية والشراكة السياسية، ولا يمكن التخلص منه إلا بضرب حاضنته الشعبية، وبالتالي إعادة الأوضاع إلى ما قبل السبعينيات حين كان الدين أكثر من هامشي في واقع المجتمعات العربية.

هي إذن عملية “تحديث” (المصطلح مجازي بالطبع) قسري كما هو واضح، أو لنقل “لَبْرَلَة” قسرية، ذلك أنها تصطدم مع الوعي الجمعي للغالبية.
ولا نعني هنا بعض القناعات التي كانت تنزع إلى التشدد، ولها أبعادها الاجتماعية أكثر من الدينية كما في بعض قضايا المرأة، بل أشياء كثيرة لا حاجة إلى تعدادها هنا، وتتعلق بالقيم الراسخة في الوعي الجمعي للغالبية.

لا شك أن هناك الكثير من الأشياء التي جرى ربطها بالدين تعسفا، وهي ذات صلة بالعادات الاجتماعية ولا تمانع الغالبية في تغييرها، لكن الإشكالية تبقى كامنة في أدوات التغيير وطرائقه، وما إن كان يتم عبر حوارات مجتمعية، أو بقرارات من أعلى تستخدم سوط السلطة.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ذلك المتعلق بقدرة هذا اللون من “اللبرلة” – إن جاز التعبير- على ضرب “الصحوة الدينية”، أو مدّ التدين في المجتمعات العربية.
وهنا يمكن القول إن بعض من يقفون خلف هذه السياسة لا يدركون عمق الصحوة الدينية التي عرفتها الألفية الجديدة، وصعوبة ضربها عبر هذا السياسة. وهم يتجاهلون أيضا أن الصحوة الدينية لم تكن نتاج رعاية رسمية حتى يجري شطبها بقرار رسمي.

ومن يقرأ تحولات الصحوة يدرك أن قرار التحجيم التدريجي لها قد اتُّخِذ أصلا منذ مطلع التسعينيات، وتحديدا بعد حرب الخليج الثانية؛ وبعد أن اتسع نطاق التسييس في خطابها، ولم يعد في الساحة السياسية سوى القوى الإسلامية المسيَّسة.

لكن المفاجأة كانت في أن ظاهرة التدين زادت اتساعا على نحو فاجأ الأنظمة، بل فاجأ قوى الإسلام السياسي أيضا، حتى إنها عجزت عن استيعابه، وذهب – في كثير من تجلياته – نحو الخطاب السلفي التقليدي.

وحدثت المفاجأة حتى في دول كانت تأخذ شهادات حسن سلوك من الغرب بعد قدرتها على ضرب الظاهرة، وفي مقدمتها تونس. بل كان لافتا أن ذلك البلد قد أنتج “سلفية جهادية” أيضا.
ولا شك أن ثورة الفضائيات – وتاليا مواقع التواصل الاجتماعي – قد لعبت دورا لافتا في تعزيز الصحوة الدينية، حيث أصبحت المعارف الدينية متاحة كما لم يحدث من قبل في أي مرحلة من مراحل التاريخ.

هناك جانب آخر يتجاهله أصحاب السياسة الجديدة، وهو أن افتضاح أهداف “اللبرلة” الجديدة سينتج ردة فعل عند قطاعات من المتدينين، وإن استقطب قطاعات أخرى.

هذا مع العلم أن القبول بأشكال معينة من الترفيه – بل والمشاركة فيها – لا يعني بالضرورة تناقضا مع الدين، ولا حتى مع قوى إسلامية ترفع شعاره في الإطار السياسي.

هنا ينشأ البعد الأهم ممثلا في أن هذا اللون من “اللبرلة” يتجاوز البُعد الأهم الذي يعني الناس، ممثلا في البُعد السياسي من حيث الحاجة إلى التعددية، التي تتيح لهم المشاركة في تقرير مصيرهم على مختلف الأصعدة، وأن يقرروا شؤون حياتهم في كل مجال، ومن ضمن ذلك المجالات التي تتعلق بالدين والأبعاد الاجتماعية.

لكن المصيبة هي أن “اللبرلة” الاجتماعية التي نتابعها هي – في واقع الحال- هروب من التعددية، ومن أسئلة الإصلاح السياسي قبل أي شيء آخر، وبالطبع عبر ما ذكرناه من القناعة بأن التدين هو حاضنة “الإسلام السياسي”؛ وأنه بالتخلص من الأول يتم التخلص من الثاني.

أما المفارقة الأكبر إثارة للسخرية، فهي قبول أدعياء الليبرالية بهذه اللعبة كرها في الإسلام وأهله، وقناعة بأن أي تعددية ستتركهم على الهامش بلا قيمة، بينما تمنحهم حالة الحرب على “الإسلام السياسي” حضورا كبيرا في المجال الإعلامي والسياسي في آن.

يبقى القول إن لهذه اللعبة جانبا يتعلق بمجاملة الأنظمة للغرب، الذي يبدو أنه بات – مثل بعض ليبراليي العرب – معنيا بهذه الأبعاد الاجتماعية، أكثر من عنايته بالليبرالية في بعدها السياسي.
فقد أخرج الغرب قضايا الديمقراطية والحريات من قاموسه السياسي لا سيما بعد أن اكتشف مخاطرها بعد ربيع العرب، من حيث فوز قوى تناهضه، وتدعو إلى الاستقلالية في القرار السياسي.
ليس أمام القوى الحيّة في المنطقة – وفي مقدمتها القوى “الإسلامية”- سوى أن تواصل النضال من أجل التعددية والشراكة السياسية والحريات.

وفي الوقت ذاته عليها أن ترفض فرض السياسات الاجتماعية على الناس بسطوة السلطة، بل لا بد من أن يتم ذلك من خلال أطر تعبر تعبيرا حقيقيا عن نبض الناس، لأن المجتمعات هي التي تحدد سقوفها الأخلاقية، ولا وجود لقانون شامل يحكم كل المجتمعات أيا تكن ثقافتها ومرجعياتها الدينية والأخلاقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبرالية اجتماعية للتهرب من السياسية ليبرالية اجتماعية للتهرب من السياسية



GMT 04:12 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

الإرهاب والفساد السياسي

GMT 04:38 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

بين سياسة ترمب وشخصيته

GMT 04:35 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

استئذان فى إجازة

GMT 04:32 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

غضب الشباب ويأس الشيوخ

GMT 02:59 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

العراق نموذجا!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر

GMT 21:56 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تركيا تُعلن استعداد حماس لتسليم حكم غزة إلى لجنة فلسطينية
المغرب اليوم - تركيا تُعلن استعداد حماس لتسليم حكم غزة إلى لجنة فلسطينية

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib