نوستالجيا «التفسير الواضح»
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

نوستالجيا.. «التفسير الواضح»

المغرب اليوم -

نوستالجيا «التفسير الواضح»

بقلم - جمال بودومة

كنّا أشقياء أيّام الدراسة، وكان امتحان الشهادة الابتدائية يشبه الصراط المستقيم. بالإضافة إلى المسائل الرياضية و«الإيكْسبريسيون إيكْريت» والسدود والحدود ومنْ أسّس مدينة وجدة؟ وفي أي سنة؟ كان هناك القرآن الكريم. سوَر طويلة جدّا. أو هكذا كانت تبدو لنا، ممدّدة على صفحات كرّاس يسمّى -رغم غموضه الشديد- «التفسير الواضح»: «الرحمان علّم القرآن» و«سبّح باسم ربّك الأعلى» و«الواقعة» وما أدراك ما الواقعة. كان عليك أن تحفظ هذه السور الطويلة إذا أردْت أن تنجح في امتحان العبور إلى الثانوية والمراهقة والفحولة، وكان المدرّسون يخصصون حصصا مكثّفة لاستظهار القرآن، إعدادا للامتحان الكبير. المدارس، وقتها، كانت تشبه معتقلات سرية تمارس فيها كل أنواع التعذيب، وكانت للمعلم عصا لا تفارق يده، يهشّ بها علينا وله فيها مآرب أخرى.

كان يتلذذ بـ«سلخنا» أثناء حصة الاستظهار بمنتهى السادية. نستظهر السور بالتتابع. حينما يأتي دورك تقف وتشرع في تمتمة ما حفظته من آيات بيّنات. إذا أخطأت أو بالغت في التلعثم يناديك إلى مكتبه لتذوق طعم السفرجل، أقصد عصا السفرجل التي تترك آثارا فتاكة على الجسد. كان الروبيو أكثرنا قدرة على الوقاحة وزرع البلبلة، وعلى الابتكار أيضا. عندما يأتي دوره، يكون قد وضع مسبقا نسخته من «التفسير الواضح» على الأرض، مفتوحة على الآية المطلوبة، ثم يشرع في القراءة، بصوت رخيم أقرب إلى البكاء، كأنّه عبد الباسط عبد الصمد. حينما ينهي الصفحة التي أمامه، يلجأ إلى تكرار المقطع الأخير في انتظار أن يزحف التلميذ الذي يجلس وراءه كي يقلب الورقة، في غفلة عن المعلم السادي وعصاه السفرجلية. وقد يحدث أن يعاقبنا نحن الأبرياء الذين نغالب ضحكاتنا، عوض الغشّاش البارع. لم يكن يخالجه شك في أنه تلميذ مجتهد وفقيه واعد… بمجرد ما نغادر المدرسة، ننسى الآيات البينات والعقاب والدروس وعصا المعلم. نهرع إلى البيت كي لا تفوتنا حصة اليوم من الرسوم المتحركة.

كانت هناك قناة واحدة تبدأ في السادسة مساء، بدائرة مزركشة وأغان مسجلة، قبل أن تظهر مذيعة الربط بابتسامتها الصفراء وتسريحتها العتيقة. نجري كي لا يفوتنا الصحن الدوار والسندباد البحري والليث الأبيض والنسر الذهبي وجزيرة الكنز… وفي صباح الأحد، نغادر فراشنا باكرا كي نشاهد طوم صويور ومغامراته التي تشبه كثيرا مغامراتنا، رغم أنه عاش في القرن التاسع عشر. كان التلفزيون بالأبيض والأسود والعالم أيضا. كان المغرب يعيش في عصر سحيق. إذا تكلمت في السياسة تسمعك الجدران. المقاهي مملوءة عن آخرها بالمخبرين الذين يقرؤون الجرائد بالمقلوب ويتنصتون على أحاديث الناس. كان الخوف واحدا من أفراد العائلة. ربيناه في صدورنا وبيوتنا ورأيناه يكبر، مثلما ربينا التكتم والاحتيال، وكثيرا من العقد التي صارت اليوم تعيق تقدّم البلاد، بعدما أصبحنا جيلا يدبّر الحاضر والمستقبل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نوستالجيا «التفسير الواضح» نوستالجيا «التفسير الواضح»



GMT 12:59 2022 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

ابتسم أنت فى (الهيئة الإنجيلية)!

GMT 09:12 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الخضرة والماء والوجه الحسن

GMT 09:09 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

اللبنانيّون وقد طُردوا إلى... الطبيعة!

GMT 08:57 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

تايوان... «أوكرانيا الصين»!

GMT 08:52 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

أصوات العرب: جوّال الأرض

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر

GMT 21:56 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تركيا تُعلن استعداد حماس لتسليم حكم غزة إلى لجنة فلسطينية
المغرب اليوم - تركيا تُعلن استعداد حماس لتسليم حكم غزة إلى لجنة فلسطينية

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib