ضربة شمس
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

ضربة شمس

المغرب اليوم -

ضربة شمس

بقلم : جمال بودومة

للفرنسيين علاقة غريبة مع الشمس. يقضون السنة وهم يفتشون عنها، وعندما تأتي ينقلبون عليها، ينهالون عليها باللعنـات، ويتفــــــرغون لشـــــتم الصيـف و«الكانيكــــول»، خصــــوصا من لم يحالفه الحظ في عطلة على الشاطئ أو فوق الجبل. كثير منهم يعتصم في بيته ولا يغادره أبدا. ينتظر أن تمر موجة الحر بأمان، كي يستعيد عاداته وحياته التي تتحول إلى ساعات طويلة من التأفف والحقد على الطقس والسماء، كما هو الحال هذه الأيام.

عندما تمر موجة الحرارة، ويختفي الصيف، تستعيد الشمس “وضعها الاعتباري”، ويعود الفرنسيون للتعامل معها باحترام كبير، كأنها حيوان على طريق الانقراض. الكل يخاف أن تفوته رؤيتها، الكل يترقب ظهورها كما يترقب الأطفال هلال العيد. يتابعون النشرات الجوية، ويفتشون عن حالة الطقس في التلفزيون والجرائد والمواقع الافتراضية، وتسمعهم يخبرون بعضهم البعض عن اليوم الموعود الذي ستخرج فيه الشمس، كما لو كانوا يتحدثون عن “ظهور العذراء”. في اليوم الموعود تتغير ملامحهم. تبدو أكثر إشراقا. يخرجون إلى الساحات والحدائق زُرافات ووِحْدَانا، بملابس خفيفة ونظارات شمسية وأمزجة رائقة، بعضهم يدفع عربة أطفال في اتجاه الحدائق والجسور، على ضفاف السين، والكنال سان مارتان، وحدائق الليكسمبورغ…حيث ينظمون نزهات لطيفة، مع وجبات خفيفة ومشروبات منعشة.

من الصعب على شخص قادم من الشمس أن يتعود على هذه الطقوس، حتى لو قضى نصف عمره هنا. عندما كنا في الجامعة، كان “تيراس” مقهى الكلية في الصيف ينقسم تلقائيا إلى قسمين: قسم مشمس يجلس فيه الفرنسيون والأوروبيون، وقسم ظليل يجلس فيه العرب والأفارقة. أعتقد أن السنوات الأولى من عمر الإنسان تكون حاسمة في علاقته مع الطبيعة. نحن القادمون من الضفة الجنوبية، نتخبأ بمجرد ما نرى الشمس، لأننا نخاف من ضرباتها الغادرة، وربما كنا نخشى الضوء، لأننا تعودنا على حياة الكهوف.

باريس رائعة في الصيف، لكن سكانها لا يتوقفون عن التعبير عن حنقهم في كل الفصول، حتى فرحة الفوز بالمونديال لم تنتصر على الرياضة الأكثر شعبية في فرنسا: التأفف… الفرنسيون أبطال العالم في رياضة التأفف من كل شيء ولأبسط الأسباب. وأكثر ما يزعج خلال السنوات الأخيرة هم المتسولون. شحاذون من كل الأعراق والأجناس والبلدان يطلبون سيجارة أو قطعة نقود. الأكثر ذكاء يعرضون شيئا ما مقابل ما يطلبون: لحن مكسر من قيثارة قديمة، أغنية بصوت رديء تزيد من بشاعته حشرجة مكبر الصوت الرخيص، قصائد ركيكة، دليل المطاعم الأكثر شعبية في باريس…  المهم أنهم يعرفون أن العلاقات بين الناس أخذ وعطاء، Donnant donnant، كما يقول أهل البلاد. حتى وإن كان ما يعطيه بلا أي قيمة، المهم هو المبدأ.

عندما تغرق في دوامة الشغل، تصبح المدينة مجموعة من محطات المترو، تمر تحتها وأنت ذاهب للعمل أو عائد إلى البيت. كثيرون يقضون عمرهم في الجري من حفرة لحفرة كي لا يفوتهم القطار، وعندما يصلون يكتشفون أن القطار الحقيقي فاتهم فعلا.

يكفي أن تقرر الخروج من النفق والمشي على الأرض، كي تستعيد الأمكنة فِتنتها. تكتشفها أكثر مما تتعرف عليها. وهناك فرق بين أن تتعرف على المكان وأن تكتشفه. الشعور القوي الذي ينتابك وأنت ترى المكان أول مرة ليس نفسه، الذي تحسه وأنت تعود إليه. الاكتشاف أبو الدهشة. لا أحد شرح الفرق بين “اكتشاف” المكان و”التعرف عليه” أفضل من الكاتب الراحل خوان غويتيسولو.  المبدع المراكشي قال ذات يوم بأسلوبه الساحر إنه لم يعد “يكتشف” ساحة جامع لفنا، بل “يتعرف عليها” فقط. عندما اكتشفها للمرة الأولى ألف رائعته “مكبرة”. الجملة في هذا الكتاب تعادل آلاف الصور الملتقطة من كل الجهات، محركها “الاكتشاف”، الذي يستفز الحواس ويفتح كل أبواب الخيال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضربة شمس ضربة شمس



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 21:19 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المغرب اليوم - هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر

GMT 21:56 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تركيا تُعلن استعداد حماس لتسليم حكم غزة إلى لجنة فلسطينية
المغرب اليوم - تركيا تُعلن استعداد حماس لتسليم حكم غزة إلى لجنة فلسطينية

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib