لبنان بين صيغتين
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

لبنان بين صيغتين

المغرب اليوم -

لبنان بين صيغتين

بقلم - مصطفى فحص

بعد أسبوعين فقط على انطلاقتها، نجحت ثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول) في تفكيك منظومة السلطة اللبنانية الحاكمة منذ نهاية الحرب الأهلية سنة 1989. تفكيك يمكن البناء عليه من أجل إعادة تأسيس الحياة السياسية اللبنانية وفقاً للمتغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي فرضتها انتفاضة اللبنانيين ضد الفساد المالي والسياسي للسلطة مجتمعة من دون استثناء لأحد أو لجهة حزبية أو طائفية، فالانتفاضة التي تحولت إلى ثورة تغيير رفع شبابها وشاباتها شعارات القطيعة مع الماضي والحاضر، وتجاوزت مطالبهم في مضمونها مسألة تغيير النظام أو إسقاطه كسلطة سياسية وانتقلت إلى بلورة هوية وطنية جديدة، في إطار صيغة اجتماعية مدنية مخالفة وبشكل صريح للأعراف والثوابت الديموغرافية والطائفية التي قامت على أساسها الصيغة اللبنانية الأولى والثانية، كما أنها - أي الثورة - قطعت الطريق على من كانوا يهيئون المسرح اللبناني للانتقال إلى الصيغة الثالثة، وفقاً لما يعدّونه متغيرات (ديموغ - طائفية) جرت خلال 45 عاماً، وباتت تفرض واقعاً جديداً في التركيبة الاجتماعية اللبنانية، حيث تتمسك هذه القوى الصاعدة بتفسيرها الطائفي المذهبي لمبدأ المجتمع المتداول، ولكنها تشدد على أن يحصل هذا التداول وفقاً لشروطها، وهي لم تزلْ حتى الآن متمسكة بمشروعها رغم اصطدامها المبكر بثورة 17 تشرين (أكتوبر)، ما أدى إلى تراجع مشروعيتها نتيجة لظهور فجوة واسعة بينها وبين جيل جديد يطالب بمجتمع مفتوح يحقق المساواة والحرية بعيداً عن فكرة الهويات الاجتماعية الدينية المغلقة. وفي هذا الصدد يقول مدير المعهد الملكي الأردني للدراسات الدينية أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية الدكتور وجيه قانصو إن «ما يحصل هو أفق جديد لا يحتاج إلى من يرشِده أو يوجهه أو يرسم له طريق خلاصه، هو أفق مولد لذاته ويخلق حاضره ويتولد مستقبله من داخله، أفق يمتد لأجيال وعقود، أفق يطوي صفحة واقع قائم وأنماط تفكير وأطر علاقات وتضامنات وصلت إلى طريق مسدودة، ويفكك واقعاً أنتج هويات قلقة خائفة عدوانية متضخمة».
إعادة إنتاج القلق الهوياتي كان أحد أبرز الأسلحة التي استخدمها النظام للتصويب على الانتفاضة، حيث لجأ الطرف الأقوى الذي يستحوذ على كامل السلطة إلى عزل مكون أساسي في التركيبة الطائفية اللبنانية نتيجة شعور هذا الطرف بخطر استراتيجي يتشكل على المدى البعيد إذا نجحت ثورة 17 تشرين في فرض التغيير، خصوصاً أن التغيير سيكون بعدة مستويات؛ أبرزها تحرير الفرد أو الجماعة اللبنانية من قيود المنظومة الريعية والزبائنية السياسية، ما يفتح مجالاً للخروج من القيود الطائفية إلى المتسع الوطني الذي من الممكن أن يعيد تركيب الهوية المتعددة التي لخصها المؤرخ اللبناني الراحل كمال صليبي في عنوان كتابه الشهير عن الكيان اللبناني «بيت بمنازل كثيرة»، هذا الكيان الذي يستعد للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيسه «دولة لبنان الكبير 1920» كان منذ الاستقلال سنة 1943 إلى 17 أكتوبر 2019 يشهد صراعاً بين تيارين مؤسسين للكيان حول تعريف الهوية اللبنانية، هذا الصراع كان أحد عوامل اندلاع الحرب الأهلية، ولكنه استمر بعدها وأخذ بُعداً أخطر في السنوات الأخيرة بعد أن اجتمعت القرارات السيادية بيد طرف واحد يتصرف بغلبة مطلقة، ويحاول فرض تفسيره للهوية اللبنانية الجديدة، لكنه من دون أدنى شك يكرر أخطاء التيارين السابقين ويضع نفسه في أزمة الجمع بين الانتماء والخصوصية.
عود على بدء، إلى أزمة المفاهيم بين صيغة السلطة التقليدية في التعاطي مع الدولة والمجتمع وثورة تغيير تمثل جيلاً جديداً يرى مستقبله ضمن صيغة اجتماعية مختلفة تمثل النقيض الكامل للسائد الطائفي والسياسي، لذلك اجتمعت السلطة من أجل الغدر بها وإجهاضها بكل الوسائل، فالصراع بين الطرفين لم يزل في بدايته، ولا يمكن التكهن بمجرياته، خصوصاً أنها انتفاضة غير تقليدية تستمد جزءاً من قوتها من ارتباك السلطة وارتكاباتها، سلطة تعاني من فشل أدواتها في إمكانية إنهاء هذه الانتفاضة، ولكنها مصرة على التمسك بامتيازاتها وترفض التنازل رغم أن الشارع قد تجاوزها في خطابه.
وعليه فإن العودة إلى ما قبل 17 أكتوبر صعبة، كما أن الوصول إلى تسوية ما بين الصيغتين مستحيلة، فالصراع بين شارع يريد إعادة تأسيس الدولة مقابل طرف يريد الحفاظ على امتيازاته سيمر بمعركة مد وجزر وعض أصابع، خصوصاً أن الأزمة الاقتصادية باتت مفتوحة على مخاطر ستؤدي تداعياتها إلى زعزعة المتاريس الطائفية التي لجأت إليها قوى تكابر وترفض الاعتراف بالمتحولات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان بين صيغتين لبنان بين صيغتين



GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

GMT 19:47 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عالم من الضواري

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 09:44 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة
المغرب اليوم - ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib