الدين والدولة… في موسم أصيلة
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

الدين والدولة… في 'موسم أصيلة'

المغرب اليوم -

الدين والدولة… في موسم أصيلة

بقلم : خيرالله خيرالله

لا بد من التذكير بأن مفكري النهضة، مسلمين ومسيحيين ويهودا وعلمانيين، اجتهدوا قدر معرفتهم وتصوروا حلولا للإشكال المتمثل في العلاقة بين الدين والدولة، فلماذا لا نكمل مسيرتهم ونعيد الاعتبار إلى جوهر فكرهم.

في “موسم أصيلة”، هناك من يتجرّأ على قول كلام لا يتجرّأ على قوله آخرون في معظم أنحاء المنطقة، خصوصا لدى طرح موضوع شائك مثل “النخب العربية والإسلامية: الدين والدولة”. يدل ذلك على أن المملكة المغربية، بفضل التجارب التي مرّت بها، وبفضل الملك محمّد السادس أوّلا، قادرة على أن تقدم، بالفعل، نموذجا يسمح بمعالجة المشاكل المستعصية التي تعاني منها المنطقة العربية خصوصا والعالم الإسلامي عموما وذلك من دون عقد من أي نوع. هذه المشاكل التي يبدو المغرب حالة فريدة في التصدي لها، تشبه الدوران في حلقة مغلقة أكثر من أيّ شيء آخر في عالم يتغيّر بسرعة مذهلة بسبب الثورة التكنولوجية.

لعلّ أفضل من عبّر عن التوجه الذي يعكس القدرة المغربية على المساهمة في لعب دور إيجابي على الصعيدين العربي والإسلامي رجل اسمه محمّد بن عيسى، رئيس بلدية أصيلة والأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة ووزير الخارجية والتعاون المغربي سابقا.
    
في الكلمة التي افتتح بها ندوة “النخب العربية والإسلامية: الدين والدولة”، لم يحاول محمد بن عيسى الالتفاف على الموضوع. قال كلاما مباشرا يدل على أنّه لا يهمّه إلقاء اللوم على الآخر والهرب من المسؤولية. أشار في البداية إلى أن “المطلب مازال قائما لتنظيم مؤتمر كبير يعالج موضوع انحسار النخب العربية والإسلامية أمام ما يتهدّد مجتمعاتها وأوطانها”.

هناك نقطتان لا بدّ من التوقف عندهما في كلام بن عيسى الذي حرص على تأكيد أنّه “لا يجرؤ أي مفكر في الظرف الراهن على تبرئة النخب من بعض مسؤولياتها وتبرير تقاعسها في التعاطي مع ما لم يكن في الحسبان، ولماذا أُقصيت أو أقصت نفسها عن المعترك؟”.

بالنسبة إلى النقطة الأولى التي لا بد من التوقف عندها في الكلمة، فهي متعلّقة بدور رجال الدين. يقول الأمين العام لمنتدى أصيلة في هذا المجال “لا بد من التأكيد أنّه لا يمكن فصل الدين وعـزله عن الممارسات والتوجهات التي يمارسها الأفراد والجماعات في المجتمعات العربية والإسلامية، علما أنّ دروس التاريخ تعلّمنا أن رجال الدين خصوصا المنغلقين منهم، حينما يتولّون أمور الدولة لا تسلم العاقبة دائما بخير”.

أما النقطة الأخرى التي لا بدّ من التوقف عندها، فهي المتعلقة بالمغرب وما مرّ ويمرّ به. إنها سؤال قبل أي شيء آخر، ذلك أن القصد هو حثّ النخب العربية والإسلامية كي تُعمِل التفكير وتحاول صياغة منظومة تنظم العلاقة بين الدين والدولة وتؤسس لها. ليس ضروريا أن تسمّى علمانية، كفعل لتبعية أو تقليدا للغرب، خصوصا إذا تأسست المنظومة المبتغاة على مبادئ تتعايش في ظلّها الطوائف والمعتقدات والملل والنحل. هل هذا ممكن؟.

هنا وفي سياق الإجابة عن السؤال يستحضر محمد بن عيسى أن “كثيرين يأخذون العبر من التجربة المغربية والطريقة التي عالج بها أمير المؤمنين الملك محمد السادس إشكالية تحديث الدولة ومؤسساتها دون تعارض مع المقومات الدينية والحضارية التي تميّز المجتمع المغربي ماضيا وحاضرا”.

ذهب الرجل بعيدا في قوله إنه “لا بد من التذكير بأن مفكري النهضة، مسلمين ومسيحيين ويهودا وعلمانيين، اجتهدوا قدر معرفتهم وتصوروا حلولا للإشكال المتمثّل في العلاقة بين الدين والدولة، فلماذا لا نُكمل مسيرتهم ونعيد الاعتبار إلى جوهر فكرهم؟”.

هذه شجاعة كبيرة في الطلب من النخب العربية والإسلامية تنفيذ مهمات محددة “لا تقبل التأجيل لإثبات حضورها في المجتمع كقوة تستطيع تقديم اقتراحات وتستطيع ممارسة ضغوط توجه نحو ما ينبغي أن يكون عليه التحديث والتقدم وتشييد صرح الحكم الرشيد”.

مع مرور السنوات، هناك ما لم يتغيّر في “موسم أصيلة”. ما لم يتغيّر هو هامش الحرية على الصعيد الفكري والقدرة على التجدد. بقيت أصيلة واحة صغيرة في واحة كبيرة اسمها المغرب.

ما تغيّر هو أصيلة نفسها. من قرية للصيادين على المحيط الأطلسي، غير بعيدة كثيرا عن طنجة، هناك الآن بلدة بكلّ معنى الكلمة تعج بالناس في فصل الصيف. هناك استثمار في ثقافة الحياة في أصيلة. هناك شعور بأن البلدة تتقدم على كل الصعد. يظل البعد الإنساني البعد الأهمّ لما تحقّق في البلدة ومن خلالها. هناك حتّى تحسن في أذواق الموجودين في شوارع أصيلة وفي شكل الوجوه، التي صارت وجوها باسمة، في معظمها طبعا. بدأ أهل أصيلة وزوارها يتعودون على ضرورة تطوير ذوقهم، بما في ذلك في المجال الفني، من نحت ورسم وموسيقى.

لم تعد أصيلة حدائق وأماكن عامة فرحة فحسب، بل صارت أيضا ساحات فيها منحوتات لفنانين مغاربة وحفلات موسيقية ذات مستوى رفيع. صارت أصيلة ترمز، باختصار، إلى أحد جوانب النهضة المغربية في عهد الملك محمّد السادس، وهي نهضة تتجاوز البنى التحتية إلى الإنسان. الإنسان المغربي أوّلا. خدمة الإنسان المغربي هدف بحد ذاته في المملكة التي يعتبر فيها محمد السادس أن الحرب على الفقر والتخلف، تبقى أهمّ الحروب المطلوب خوضها.

يؤكّد التطور الذي تشهده أصيلة، والذي لا يلاحظه إلا من يغيب عن البلدة فترة من الزمن تسمح له برؤية الفارق، الاستثمار المجدي في كلّ ما له علاقة بالإنسان فضلا عن أهمّية الحوار. هذا الحوار، الذي لا يخشى المحرمات والعقد، أتاح لـ“موسم أصيلة” مواكبة التغييرات العميقة التي يشهدها العالم. لخص وزير الخارجية الأسباني السابق، ميغيل أنخيل موراتينوس، في مداخلة له في أصيلة الوضع العالمي بقوله “علينا إعداد أنفسنا لتغييرات كبيرة في هذا العالم”. أشار إلى أن الناس في الشارع أوقفوا انقلابا عسكريا في تركيا وإلى أنّه “سيتوجّب على الأمم المتحدة نفسها أن تتغيّر”.

لا أجوبة عن الأسئلة المطروحة في ما يخصّ مرحلة المخاض التي يمرّ فيها العالم. لكن محمد بن عيسى حاول ذلك كاشفا أنّه لا يزال يلعب دور المحرّك في موسم ثقافي عمره نحو أربعة عقود. حرّك، بين ما حرّك، في أصيلة نقاشا في شأن المنظمات غير الحكومية ومدى ارتباطها بالدول أو الجهات التي تمولها.

كان نقاشا مثيرا للاهتمام، أقلّه من زاوية أن مثل هذا النوع من النقاشات يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية من دون الوصول إلى نتيجة أو خلاصة أو رأي موحد. لكن علي عبدالله خليفة، المستشار في الديوان الملكي البحريني، أعطى صورة موجزة عن الدور الذي يمكن أن تلعبه منظمات المجتمع المدني في دعم دولة مثل البحرين يمتلك شعبها تجربة مهمة وغنيّة سمحت له بالصمود في وجه العواصف التي تتعرض لها المملكة، وذلك منذ قيام “أسرة الأدباء والكتاب” في العام 1969، أي قبل الاستقلال، ثم “الملتقى الثقافي الأهلي” الذي حلّ مكانها في العام 1995.

كان هناك صعود ونزول في ندوات هذه السنة. كان هناك أشخاص من مستويات متفاوتة تماما شاركوا في النقاشات التي تخللت “موسم أصيلة” في 2016. على الرغم من ذلك، يبقى أن لا بديل من أصيلة في عالمنا العربي الممتد من المحيط إلى الخليج… أو ما بقي منه.

يظلّ أهمّ ما في أصيلة، أصيلة نفسها وكيف أثرت التجربة إيجابا على المواطن ابن البلدة نفسها، أو على المغربي بشكل عام. تغيّر العالم وتغيرت المنطقة. لكن أصيلة بقيت تتغيّر نحو الأحسن والأفضل من دون أن تتغيّر أصالتها. باختصار شديد، تبقى أصيلة المكان الذي يقال فيه “نحن مجبرون على التحليق في هذا الكوكب الذي نتقاسمه مع الآخرين… فالتغيير لا يكون بالخبز وحده ولا بالفكر وحده، وإنّما بثلاثية الأدوار المتمثلة في لقمة العيش، ومنارة النخب، والقيادة السياسية الحكيمة”.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدين والدولة… في موسم أصيلة الدين والدولة… في موسم أصيلة



GMT 11:33 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طموح نتانياهو.. في ظلّ بلبلة ايرانيّة!

GMT 12:51 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

نتنياهو وتغيير وجه المنطقة... في ظل بلبلة إيرانيّة!

GMT 09:19 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان... ولكن!

GMT 21:09 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان اليوم التالي.. تصوّر إيران لدور الحزب

GMT 21:41 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib