خيار فؤاد شهاب… ونجاة لبنان
الصحة في غزة تعلن تعذر انتشال الضحايا من تحت الركام وارتفاع حصيلة العدوان منذ السابع من أكتوبر إلى أكثر من 58 ألف شهيد و140 ألف إصابة المرصد السوري يعلن إرتفاع حصيلة قتلى اشتباكات السويداء إلى 940 في تصعيد غير مسبوق جنوب البلاد وفاة الأمير النائم الوليد بن خالد بن طلال بعد عشرين عاماً من الغيبوبة توديع قصة هزت مشاعر العالم العربي دولة الإمارات تدين نقل سلطة إدارة الحرم الإبراهيمي الشريف إلى المجلس الديني اليهودي وفاة طفلة عمرها عام ونصف بسبب سوء التغذية في قطاع غزة هزة أرضية بقوة 4.6 درجة تضرب مدينة شاهرود في محافظة سمنان شرق العاصمة الإيرانية طهران الشبكة السورية لحقوق الإنسان تكشف عن مقتل 321 شخصاً على الأقل في أعمال العنف بالسويداء دونالد ترامب يُطالب بكشف شهادات إبستين السرية وسط تصاعد الضغوط والانقسامات السياسية رئيس الفيفا ينعي بأسى وفاة أسطورة الكرة المغربية الراحل أحمد فرس وفاة الوزير والسفير السابق عبد الله أزماني عن عمر يناهز 79 عاماً بمدينة أكادير
أخر الأخبار

خيار فؤاد شهاب… ونجاة لبنان

المغرب اليوم -

خيار فؤاد شهاب… ونجاة لبنان

خيرالله خيرالله
بقلم - خيرالله خيرالله

يفترض بلبنان إعداد نفسه لكلّ الاحتمالات والمفاجآت على الصعيد الإقليمي، بغضّ النظر عمّا إذا كانت سوريا ذاهبة إلى استقرار أو إلى مرحلة من الاضطرابات الداخلية. لم يزدهر لبنان يوماً إلّا في ظروف تحصين وضعه الداخلي، وذلك عن طريق إبقاء نفسه بعيداً عن التأثير المباشر لأوضاع سوريا عليه.

نجح الرئيس كميل شمعون في ذلك نسبيّاً، لكنّ المواجهة مع جمال عبدالناصر وتمسُّك شمعون بسياسة موالية للغرب، علاوة على استعدائه مجموعة من السياسيين اللبنانيين في مستوى صائب سلام وكمال جنبلاط وغيرهما… ورفض حسم موضوع التجديد بعد انتهاء عهده، جعل لبنان على شفير حرب أهليّة سُمّيت أحداث 1958. تدخّلت سوريا، وكانت في وحدة مع مصر، بكلّ الوسائل المتاحة من أجل التخلّص من كميل شمعون. شمل ذلك إرسال مسلّحين إلى لبنان وأسلحة وذخائر وأموال.

بقي لبنان في منأى عن النفوذ المباشر لحاكم سوريا إبّان الوحدة مع مصر (1958 – 1961). ما لبث جمال عبدالناصر نفسه أن فهم خصوصيّة الوضع اللبناني بعدما تولّى فؤاد شهاب الرئاسة. اعتبر الزعيم العربي أنّه شفى غليله برحيل كميل شمعون عن موقع رئيس الجمهوريّة. رتّب فؤاد شهاب البيت الداخلي اللبناني، ورتّب في الوقت ذاته طبيعة العلاقات اللبنانيّة – العربيّة على الرغم من الشخصيّة الطاغية لجمال عبدالناصر. حرص على أن يكون اللقاء التاريخي مع الزعيم العربي في خيمة نُصبت عند الحدود بين البلدين، نصف الخيمة في الأراضي السورية والنصف الآخر في الأراضي اللبنانية. بالطبع، رافق فؤاد شهاب رئيس الوزراء وكان الحاج حسين العويني. بالطبع أيضاً، قدّم فؤاد شهاب تنازلات كثيرة لجمال عبدالناصر شملت جعل السفير المصري في بيروت عبدالحميد غالب شبيهاً بمفوّض سامٍ.

يفترض بلبنان إعداد نفسه لكلّ الاحتمالات والمفاجآت على الصعيد الإقليمي، بغضّ النظر عمّا إذا كانت سوريا ذاهبة إلى استقرار أو إلى مرحلة من الاضطرابات الداخلية
عجز النّظام الجديد

وضع لقاء الخيمة الذي انعقد في 9 شباط 1959 الأسس الصحّيّة، وغير الصحّيّة أحياناً، لعلاقات بين لبنان وسوريا، وحتّى بين لبنان ومصر، وذلك على الرغم من سقوط مشروع الوحدة المصرية – السوريّة في 28 أيلول 1961. بقي لبنان مزدهراً وبقي حالة فريدة من نوعها في المنطقة. كان أهمّ ما قام به لبنان، وقتذاك، ترتيب أوضاعه الداخلية بمعزل عن التقلّبات السوريّة. أهمّ ما فعله لبنان عدم مشاركته في حرب 1967. لم تحتلّ إسرائيل شبراً من أرضه… إلى أن جاء اتّفاق القاهرة في خريف عام 1969 الذي فُرض عليه في ضوء التشرذم الداخلي. تمثّل هذا التشرذم في الانقياد السنّيّ وراء الشعارات الفارغة من جهة، والجهل المسيحي بخطورة الرغبة في الوصول إلى موقع رئيس الجمهوريّة بأيّ ثمن من جهة أخرى.

ترافق توقيع اتّفاق القاهرة مع بداية صعود نجم حافظ الأسد في سوريا، كوزير للدفاع تولّى في 1967 تسليم الجولان إلى إسرائيل.

في الوقت الراهن، تشير أحداث السويداء، حيث يقيم معظم دروز سوريا، وما تخلّلها من أعمال عنف ذات طابع مذهبي وتدخّل إسرائيلي مباشر، إلى تراجع قدرة النظام الجديد برئاسة أحمد الشرع عن بناء الثقة بينه وبين مختلف مكوّنات الشعب السوري. لا يتعلّق الأمر بالدروز فحسب، بل بالمسيحيين والعلويين وقسم لا بأس به من سُنّة المدن.

أكثر من ذلك، توجد مشكلة حقيقية ما زالت قائمة مع الأكراد، خصوصاً مع “قوّات سوريا الديمقراطيّة” (قسد) التي لا تزال قوّة عسكرية لا يمكن الاستهانة بها في شمال سوريا وشمال شرقها. لا يزال البحث جارياً، على الرغم من تدخّلات المبعوث الأميركي توم بارّاك، عن صيغة تعايش بين النظام الجديد و”قسد” في ظلّ انعدام الثقة بين الجانبين.

ترافق توقيع اتّفاق القاهرة مع بداية صعود نجم حافظ الأسد في سوريا، كوزير للدفاع تولّى في 1967 تسليم الجولان إلى إسرائيل
لبنان أوّلاً

ما الذي يستطيع لبنان عمله في ظلّ الظروف الراهنة؟ الأكيد أن ليس في استطاعة البلد غير التخلّص من سلاح “الحزب”، الذي هو سلاح إيراني أوّلاً وأخيراً، والعودة إلى تجربة فؤاد شهاب، بمعنى أنّ المطلوب التطلّع إلى ما يجري في سوريا، كما يقترح المبعوث الأميركي توم بارّاك، ولكن من دون السقوط في فخّ الرهان على أنّ سوريا ذاهبة “غداً” إلى مرحلة استقرار.

يوجد وضع جديد في سوريا. ليس أمام لبنان سوى التعامل مع هذا الوضع الجديد بحسناته وسيّئاته. من أهمّ الحسنات أن لا عودة إلى النظام العلويّ وحكم آل الأسد والرهان على حلف الأقليّات. من السيّئات أن إسرائيل لا تزال ؤافضة لاستقرار سوريا إلا بشروطها.

إقرأ أيضاً: أكراد سوريا: انقسام غربي حول المستقبل

هل يستطيع لبنان أن يضع نفسه تحت رحمة ما يحصل في سوريا؟ الجواب لا وألف لا. لذلك لا بديل من إعادة ترتيب الوضع اللبناني عبر استعادة تجربة فؤاد شهاب التي حقّقت سنوات طويلة من النموّ والازدهار، بما في ذلك في عهد شارل حلو بين 1964 و1970. كان هذا العهد، في بدايته فقط، امتداداً لعهد فؤاد شهاب. استطاع شارل حلو تفادي خوض حرب 1967، الخاسرة سلفاً، لكنّه سقط في امتحان اتّفاق القاهرة الذي هو في أساس خراب البلد.

في ضوء ما تشهده سوريا والتناقضات التي يتميّز بها كلام توم بارّاك يجد لبنان نفسه أمام أزمة وجوديّة بالفعل لا ينقذه منها غير خيار تجربة فؤاد شهاب وإن في ظروف إقليميّة مختلفة. لن يتجاوز هذه الأزمة في غياب رفع شعار “لبنان أوّلاً”. نعم، “لبنان أوّلاً”.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيار فؤاد شهاب… ونجاة لبنان خيار فؤاد شهاب… ونجاة لبنان



GMT 20:44 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

الطعن على الوجود

GMT 20:43 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

الهروب من السؤال مع سبق الإصرار

GMT 20:38 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

‎نتنياهو يبدأ تغيير الخريطة من سوريا

GMT 20:37 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

القبة الحرارية وفوضى الأرض المناخية

GMT 20:36 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

ترمب ــ بوتين... فسحة الأمل الخمسينية

GMT 20:35 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

لعنة الحروب في السودان

GMT 20:33 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

الوفد فى القرآن!

هيفاء وهبي تمزج الأناقة بالرياضة وتحوّل الإطلالات الكاجوال إلى لوحات فنية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:45 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

حسام حبيب يصل إلى حفله بجدة على كرسي متحرك
المغرب اليوم - حسام حبيب يصل إلى حفله بجدة على كرسي متحرك

GMT 05:01 2021 الخميس ,16 كانون الأول / ديسمبر

النفط يتراجع بفعل توقعات تجاوز المعروض الطلب

GMT 13:15 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

الفيزازي يُبارك زواج المغني مسلم و الفنانة أمل صقر

GMT 10:39 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

مجموعة أزياء محتشمة وعصرية لإطلالاتك في رمضان

GMT 01:13 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دلال عبدالعزيز تُؤكِّد أنّ "كازابلانكا" مكتوبٌ بحرفية شديدة

GMT 03:36 2018 الأحد ,30 أيلول / سبتمبر

تعرف على أحدث عطور "لويس فويتون" الجديدة

GMT 17:31 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

تعرفي على أفضل حليب لتسمين الرضع

GMT 03:51 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تجارب تكشف تأثير فطر "البسيلوسيبين" في علاج مرضى الاكتئاب

GMT 05:53 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

جورج حبيقة يكشف عن مجموعته الجديدة لموسم ما قبل خريف 2018

GMT 04:41 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

بحث طبي يكشف عن دواء جديد لداء "السكري" يُعالج الزهايمر

GMT 21:07 2014 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

الكريستالُ يحول قطع الديّكور إلى حالةِ فريّدة

GMT 04:52 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممة إيمي بوني تُجدد منزلها الفيكتوري على الطراز العصري

GMT 15:54 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السلوفاكي مارك هامسيك سيعتزل كرة القدم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib