الأندية والتجاذبات السياسية

الأندية والتجاذبات السياسية

المغرب اليوم -

الأندية والتجاذبات السياسية

بقلم: بدر الدين الإدريسي

على المشهد الرياضي الوطني، تهب هذه الأيام رياح تنبئ بحدوث كثير من الإعصارات، لا أستطيع أن أضبط سرعتها ولا درجة خبثها، إلا أن ما هو مؤكد أنها ستترك على صفحة هذا المشهد الكثير من الشروخ.

 بالطبع ليست هي رياح الإحتراف، الذي يلزمنا قانون التربية البدنية والرياضة بتنزيله حالا، من خلال إحداث الأندية المستوفية للشروط والضوابط المتضمنة في النصوص التشريعية الصادرة، لشركات رياضية تنهي الإنحرافات الخطيرة التي ضربت نظام الإنخراط، والتي كان من صورها ومظاهرها الهجينة والمارقة، أن بعض الرؤساء تملكوا الأندية بغير وجه حق، ولا هي رياح الأزمات المالية المترددة على الأندية، بسبب الأعطاب والنواقص الكثيرة التي تعرفها حكامتنا في تدبير الشأن الكروي، لدرجة أن هذه الأندية، كثيرها أو قليلها، أصبحت مهددة بالإفلاس.

 تلك الرياح قادمة من الثغور والمغاور السياسية، إذ يمكننا أن نلمس في مشهدنا الكروي، ما يقول بوجود تيارات ساخنة وتجاذبات قوية وسباقا شرسا من أجل وضع اليد على الأندية الرياضية، في صورة لا يمكن القول أنها جديدة على كرة القدم الوطنية، وبما لا يمكن معه أن ندعي أنها بدعة جديدة تهدد كرة القدم الوطنية بضلالات جديدة.

لا حاجة لأن أعود مجددا لطرح السؤال التقليدي، حول حقيقة العلاقة المعرفة عندنا بين الرياضة والسياسة، ولست بحاجة للتأكيد على أن هناك الكثير من التوازيات والتقاطعات بين المجالين، وعلى أن هناك بالفعل أرضا خصبة لإنتاج ما لا عد ولا حصر له، من النبتات السيئة ومن التجاذبات السياسية التي تسيء لكرة القدم وللرياضة بشكل عام، ولست بحاجة إلى أن أضعكم في صورة المحاذير التي أبرزتها المؤسسات الرياضية العالمية من اتحادات دولية

وكونفدراليات قارية، حتى لا تكون السياسة بتدخلاتها الخشنة واللامشروعة سببا في ضرب إستقلالية الأندية والجامعات وحاجزا بينها وبين الديموقراطية، إلا أنني من منطلق ما أجده يتحرك اليوم بقوة في مشهدنا الكروي من رياح وتيارات وأيضا من تجاذبات، أسأل الحماية الممكنة للأندية من تهافت الأحزاب

السياسية، بخاصة تلك التي ما جذبها لكرة القدم وللأندية في أزمنة خاصة ومعروفة، هو رغبتها في الإحتماء بالأندية لكسب التعاطف الجماهيري.
 إن الأحزاب السياسية مطالبة بأن تبقى على مسافة معينة من النوادي الرياضية، المسافة التي لا تلغي أي شكل من أشكال الإنتماء الذي لا يسقط في التنافي، ولكنها تمنع أي عبث من طينة ما هو موجود اليوم في كثير من الأندية التي تحظى بمتابعة جماهيرية عريضة. 

 كيف يمكن أن تكون هذه الحماية من المنزلقات والتهافتات السياسية في زمن التمهيد والإستعداد للإستحقاقات الإنتخابية القادمة؟
 كيف يمكن أن ننظف المشهد الكروي من هذه الرداءة التي تنشرها العقليات السياسية البائدة في أوساط الأندية، والتي تأتي أحيانا في صورة البلطجة والترهيب وانتاج المكائد؟

 هذا هو السؤال الذي يجب أن نجد له جوابا عند أهل الحل والعقد، ولو أننا نسأل أنفسنا شيئا صعبا بل ومستحيلا، فلا أمل في مشهد كروي غير محصن وسهل الإختراق، مهما صرفنا من أموال ومهما أنفقنا من وقت وجهد، لتخليقه وهيكلته

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأندية والتجاذبات السياسية الأندية والتجاذبات السياسية



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 02:31 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونيفيل تطالب إسرائيل بوقف الهجمات على لبنان فوراً
المغرب اليوم - اليونيفيل تطالب إسرائيل بوقف الهجمات على لبنان فوراً

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib