آه يا زمن
هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس
أخر الأخبار

آه.. يا زمن

المغرب اليوم -

آه يا زمن

بقلم: محمد فؤاد

آلمني ما وصل إلي من معلومات وصور تدمع العين وتقشعر لها الأبدان ويحزن لها القلب عن حال المدرب الأسطوري بمدينة سلا العربي شيشا صاحب أمتع وأعظم الملاحم الكروية التي سطرها مع نجوم الجمعية السلاوية في الثمانينيات بدرجة أقوى مدرب مر بتاريخ الفريق واعتبر في نظر كل السلاويين وقتها إلى اليوم الرجل الذي لا يصلح لأي فريق سوى الجمعية السلاوية، وعندما اعتزل الرجل مساره التقني قبل سنوات شبه طويلة أكلت من عمره وصحته، ظل وفيا للمكان والزمان بسلا وكأنها مسقطه الأصلي اعترافا بالتاريخ الذي منحه تأشيرة المدرب الحكيم والرجل الذي يثور على كل الدقائق ويقسو على حنجرته ويسيل ريقه عنوة حبا لما صنعه أسبوعيا من الجيل الذي لم تجد به كل الأزمنة إلى اليوم من قيمة رعيل دوليي زمان، ولغاية الأسف حتى من جيل التسعينيات حتى لا أكون قاسيا في تعداد كل الأسماء وأنسى بعضها، ولكن هذه  الحقيقة التاريخية أضحت صادمة اليوم وملفوفة في ثوب أسود، ويكتبها واقع حال الرجل في جناح معزول يكتري فيه منزلا لا يجد من يسدد أجره الشهري ويستحيل أن يستلذ بلقمة العيش اليومية ويصوم تلقائيا لأن كرامته الشخصية لا تبيح له مد يده للتسول، كما يستحيل على الرجل أن يقاوم الشيخوخة وتخونه الصحة لتنظيف الحاجة، ولغاية الأسف لا يملك الرجل في شق الرأفة عائلة تقاوم تيار عزلة الرجل ولا يجد من يعيله في زمن يدعو فيه الرجل موته السريع على أن يعيش على هذا الذل، ولكنه يجد قلة من رجال الكرة الذين أعرفهم ولا أريد أن أذكرهم حتى يجعل الله حسناتهم وإحسانهم وبرهم ووقوفهم الإنساني في الميزان المقبول عند الله، ومع ذلك لا يمكن لثلة من الناس أن يقاوموا بمالهم ووقتهم وصحتهم رغم قساوة الحياة أن يتعايشوا مع هذه الصدمة اليومية من دون أن يكون للرجالات الذين صنعهم العربي شيشا من الدوليين وكل الأسماء علاوة على مسؤولي ورجال التسيير في كل زمن تعايش معهم شيشا دور إنساني وتضامني واعتراف ضمني لإخراج الرجل من ورطة الفقر والإهمال حتى يعيش بكرامة الإنسان والإنسان إلى آخر رمق من عمره.

ويحز في نفسي أن تصل قساوة الزمن إلى البحث عن سبل الإنقاذ  من الرجالات الأربع الذين يقاومون معه تيار صراع الحياة اليومية ويتوصلوا في نهاية المطاف إلى التفكير في وضع الرجل  بدار العجزة  كحل آمن يجد فيه حلاوة نهاية العمر، ونحن نعرف جيدا ما معنى أن تضع رجلا مسنا أو مسنة في دار العجزة إلا إذا كان بدون عائل، وهذه الصفة موجودة في العربي شيشا لأنه يعيش وحيدا وليست له زوجة ولا أولاد ولا أي كان من الأقرباء. 

حقا أبكاني هذا الشكل من الحالات الميؤوس منها، وآلمني أن يصل العربي شيشا إلى هذا الوضع من دون أن يكون لرياضيي سلا  نبرة سؤال وعون وتضامن ورحمة بالرجل، وما أكثر مآسي الكرة عندما تجد أمثال العربي شيشا في كل مكان من خريطة المغرب وأمثال الكثير من دوليي الكرة بعضهم رحل بغصة الحرقة وبعضهم يتجرع مرارة التسول وبعضهم يموت تدريجيا على أن يمد يده للناس كرامة لنفسه وشخصيته، وبعضهم  اختفوا بمدن أخرى بحثا عن لقمة العيش بكل الطرق النبيلة حتى ولو كان ذلك عن طريق الصدقة.

حقا لا أريد أن أغوص في دراما الكرة وما تدفع به الكثير من اللاعبين والمدربين إلى العطالة بدون مورد ولا تقاعد ولا تغطية اجتماعية ووو، ولكني أقولها صراحة من الواجب علينا أن نعري الحقائق الصادمة ونقر بأن المسكوت عنه يعتبر جريمة إنسانية، ولا يمكن أن نتحدث عن مدرب ولاعب ومسير أيا كانت مآسيه على أنه يعيش بسلام وامن غذائي، ولكن حقيقة هؤلاء موجودة في كل مدينة مغربية وليس بسلا فحسب ، ولكني آثرت أن أتحدث عن العربي شيشا لأنه هرم تقني بسلا ورجل قدم وأعطى الكثير دون مكافأة تاريخية من رجالات سلا ودون أن يدق عليه أبناؤه الحقيقيون من رواد الرقعة ولا حتى من صناع قرار من أسموا بجعل ملف كرامة وتكريم الرواد وفق صندوق مالي خاص لإنقاذ حياتهم من الحرمان والبؤس. 

أملي أن يصل هذا الخطاب لكل معني بسلا وبأي مدينة حتى يدرك الكل أن مثل من يعيش في بذخ الكرة والإمتيازات عليه أن يكون محسنا لأخيه الرياضي، ومن له فيلا فاخرة ورصيد بنكي كبير وشركات وأسهم وغيرها من رفاهية الكرة أن يكون معيلا أصليا لفاقدي النعمة، ومن عاش في النعمة، عليه أن يدرك كل الإدراك كيف يعيش من لا لقمة له، والعربي شيشا هو فقير بكل الأوصاف ولا يجد درهما لشراء خبزة إلا أن عزة نفسه هي شرف الرجال.

والفاهم يفهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آه يا زمن آه يا زمن



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 22:35 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تل أبيب تهدد بالتصعيد لفرض الهدنة في لبنان وغزة
المغرب اليوم - تل أبيب تهدد بالتصعيد لفرض الهدنة في لبنان وغزة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib