يوميات روسيا 5
هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس
أخر الأخبار

يوميات روسيا (5)

المغرب اليوم -

يوميات روسيا 5

بقلم : يونس الخراشي

كما لو أن شوارع موسكو الفسيحة كانت تنتظر انعتاقنا. وجدناها مبتسمة، مثل نهر جار وممتد، على جانبيه عمارات جميلة العمران، مثل شجر متسق متطاول، وبأرصفة ممهدة، تتيح لك السير بهدوء، وأنت تمتع العينين بالنظر إلى ما حولك. 

كان الجو جميلا في تلك الساعة من ليلة عيد الفطر. ولم يترك لنا هشام بنثابت، الزميل الصحافي بجريدة العلم، فرصة كي نسأل، على سبيل البسط، عما إذا كانت وزارة الأوقاف في روسيا أعلنت رؤية الهلال أم لا. بادرنا إلى القول إنه العيد. إنه العيد. ورحنا نبحث هذه المرة عن محل لبيع مأكولات تطفئ لظى الجوع. 

لم نعرف كم مشينا من الكيلومترات في تلك الساعات من الليل. كنا نمشي فقط. ثم حين نريد أن نتوقف، نقرر أن نمشي مجددا. تتوزعنا آراء مختلفة. وفي النهاية، استسلم الشباب لرأيي، ودخلنا محلا، فارغا، إلا من فتاة بقامة طويلة، وبذلة بيضاء، يعرض بعض المأكولات. كما لو أنه محل لبيع القطع الذهبية، برخامه البني الجميل، وأعمدته المتناسقة وسطه، ونظافته البراقة. قدرنا أنه بين مخبزة ومحلبة ومقهى.

استقبلتنا الفتاة باتسامة عريضة، وهيس تقف مثل بطلة للمصارعة خلف ثلاجة شفافة تتضمن حليوات ومأكولات. ولأننا كنا قد تجاوزنا صراط الحجز للسفر إلى سان بتيرسبورغ وكالينينغراد، فقد قررنا أن نطلب لأنفسنا أكلة طيبة، مهما غلا ثمنها. سألناها عن طبيعة المأكولات لديها، وشرحت لنا بما تيسر من إنجليزية. ثم اتخذنا لنا مجلسا في مائدة جميلة جدا، تطل على الشارع الفسيح، بأضوائه وقليل ناسه.

استسلمنا لخدر الشاي الروسي الجميل الذي قدمته لنا الفتاة. يا سلام عليه، وعلى البراد الزجاجي الشفاف. ثم رحنا نتجاذب أطراف الحديث عما رأينا. وكان السؤال الوحيد الذي يشغل بالنا:"هل هذه هي روسيا التي ظل الإعلام الغربي يسوقها لنا على أنها دولة تحبو، وأنها منغلقة ولا تبتسم؟". وأجلنا الجواب إلى وقت لاحق، حتى نكتشف المزيد. ذلك أننا كنا شبه مخدرين بفعل التعب. لقد مشينا حوالي 18 كيلومترا في ذلك اليوم (حسب ما أكده الشباب لاحقا، ممن يعتمدون على خدمات خاصة في الهواتف الرقمية). وهو اليوم الأخير من شهر رمضان. وفي مكان لا نعرفه، ونسمع لغة لا نعرفها.

لم نصل إلى الفندق إلا حوالي الثانية من صباح اليوم الموالي. وكان همنا حينها أن ننام. لا شيء آخر. شعرنا بلذة الانتصار، لقد فزنا في نهاية المطاف على تيهنا وحيرتنا. وها نحن الآن أمام تحد جديد. علينا أن نستيقظ مبكرا؛ حوالي الخامسة والنصف، فأمامنا سفر آخر، وهذه المرة نحو يوم فيه عمل. فاليوم هو الجمعة الخامس عشر من يونيو، أي يوم المباراة التي سيلعبها المغرب ضد إيران. هيا إذن.

لم ننم سوى للحظات معدودات، بفعل التعب وقرص الشمس المعلق في السماء بضوئه المشع. ثم إذا بنا في بهو الفندق الجميل بحديقته الغناء. ثم ها نحن في مطار موسكو، بعد رحلة سبعين كيلومترا بالطاكسي. فضلنا ألا نغامر بالذهاب في الميترو، ومنه إلى القطار الرابط بين المدينة والمطار. قلنا جميعا:"لنمض بالطاكسي الآن، ثم نجرب حظنا في الإياب. سيكون ذلك في المتناول. ما دمنا الآن على أهبة رحلة مهمة، قد تضيع منا لسبب أو آخر".

حين وصلنا إلى سان بتيرسبورغ، التي بدت من الطائرة عبارة عن لوحة فنية تتغير إلى الأجمل بتغير وضعية رائيها؛ بخضرتها، ومائها، ووجهها الحسن، لم نكن نملك عنوانا قارا نمضي إليه. لا شيء على الإطلاق. واتفقنا على الذهاب رأسا إلى الملعب، كي نحصل على التذاكر، وندقق في المكان. فأيا كان الحال، لم يبق على المباراة سوى ساعات، ولن يكون بإمكاننا سوى أن نقتات لأنفسنا، ونبدأ العمل.

في الميترو كنا إزاء مطب جديد. يلزمنا الحصول على تذكرة لكل منا، فالتذكرة المجانية التي كانت بحوزتنا محصورة في موسكو. وهنا تدخلت فتاة روسية من تلقاء نفسها. مجددا. نعم حدث ذلك مجددا. لتقول لنا:"هل لي أن أساعدكم؟". أشرنا برؤوسنا بالموافقة. ثم إذا بها تبادر باصطحابنا إلى مكتب بيع التذاكر. ثم حصلت لنا على قطعة نقدية صغيرة تلزمنا كي نعبر من المعبر الآلي. بل وضعت القطعة كي ترينا ما يلزمنا فعله. وحرصت على أن تكون آخر من يدخل، حتى تطمئن. ثم قبلت أن تلتقط معنا صورة تؤرخ للذكرى، وطلبت منا، بعدها، وبهدوء كبير، وأدب جم، وابتسامة مستمرة، أن نمضي خلفها حتى تقودنا إلى الميترو الصحيح. ثم ابتسمت، وانحت، وذهبت إلى حال سبيلها، كما لو أنها لم تفعل شيئا.

ومرة أخرى تعطلت ليدنا لغة الكلام تحت وقع المفاجأة الساحرة. كم مرة وجدنا أنفسنا إزاء تصرف من هذا القبيل في هذا البلد الذي جئناه للتو؟ هل فعلا هؤلاء الناس طيبون أم أنهم مأمورون بأن يكونوا طيبين معنا؟ هل هذه هي الصورة الحقيقية لروسيا أم ترى هؤلاء الروس متجهمين بطبعهم وقد غيرهم موسم المونديال؟ 

وبينما نحن كذلك محتارين في تفسير ما يقع، إذا بالميترو الجميل ينال حظه منا. يا للأنفاق الساحرة. عبارة عن متاحف فنية جميلة جدا. بأدراجها التي تحمل المئات في لحظات. وبأعمدتها القوية المغلفة بالرخام الملون. وبلوحاتها المزينة للأسقف. وبقطاراتها التي تأتي في الحين، وتسرع بك إلى المحطة المرغوبة.

كان يتعين علينا أن نغير الاتجاه في لحظة معينة، حسب توجيهات الفتاة. وهو ما فعلناه في الوقت المناسب. غير أن القطار الجديد سرقني وزميلي رزقو إذ ركبناه بسرعة، في حين علق البقية، بفعل التردد، في المحطة الأولى. واتفقنا، بالإشارة، أن نلتقي في بوابة الملعب بعد حين. وهو ما سيقع لاحقا، ليحكي بعضنا للبعض الآخر، وبشغف، وإعجاب، عن المبادرات الإنسانية المتكررة للروس إزاءنا، وعن جمالهم الفتان، وعن أشياء أذهبت عنا الحزن، ولو إلى حين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوميات روسيا 5 يوميات روسيا 5



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 22:35 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تل أبيب تهدد بالتصعيد لفرض الهدنة في لبنان وغزة
المغرب اليوم - تل أبيب تهدد بالتصعيد لفرض الهدنة في لبنان وغزة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib