«شطابة» نادال
الصحة في غزة تعلن تعذر انتشال الضحايا من تحت الركام وارتفاع حصيلة العدوان منذ السابع من أكتوبر إلى أكثر من 58 ألف شهيد و140 ألف إصابة المرصد السوري يعلن إرتفاع حصيلة قتلى اشتباكات السويداء إلى 940 في تصعيد غير مسبوق جنوب البلاد وفاة الأمير النائم الوليد بن خالد بن طلال بعد عشرين عاماً من الغيبوبة توديع قصة هزت مشاعر العالم العربي دولة الإمارات تدين نقل سلطة إدارة الحرم الإبراهيمي الشريف إلى المجلس الديني اليهودي وفاة طفلة عمرها عام ونصف بسبب سوء التغذية في قطاع غزة هزة أرضية بقوة 4.6 درجة تضرب مدينة شاهرود في محافظة سمنان شرق العاصمة الإيرانية طهران الشبكة السورية لحقوق الإنسان تكشف عن مقتل 321 شخصاً على الأقل في أعمال العنف بالسويداء دونالد ترامب يُطالب بكشف شهادات إبستين السرية وسط تصاعد الضغوط والانقسامات السياسية رئيس الفيفا ينعي بأسى وفاة أسطورة الكرة المغربية الراحل أحمد فرس وفاة الوزير والسفير السابق عبد الله أزماني عن عمر يناهز 79 عاماً بمدينة أكادير
أخر الأخبار

«شطابة» نادال

المغرب اليوم -

«شطابة» نادال

بقلم: المهدي الحداد

مشاهد إنسانية راقية وصور معبرة وتاريخية تلك التي غزت مواقع التواصل الإجتماعي الأسبوع الماضي، لأسطورة التنس رافاييل نادال وهو يساهم في عمليات المساعدة والإغاثة لساكنة جزيرة مايوركا الإسبانية التي غرقت بعد فيضان تسبب في عدة خسائر بشرية ومادية.

نادال الذي فتح أيضا أبواب أكاديميته بذات المدينة لإستقبال المشردين وإيواء المفقودين، إستبدل المضرب ب»شطابة» وإنكب على تنظيف بعض المحلات والمنازل والشوارع، وبدا متأثرا ومنهمكا في المهمة الإستثنائية وكأنه عامل نظافة متخصص أو مزارع، في صورٍ معبرة ورائعة أخذها أحد الساكنة عبر هاتفه النقال.

هذا النجم الخارق الذي تبلغ ثروته مئات ملايين الدولارات، لم يلجأ إلى الحل الكلاسيكي والسهل بمنح دعم مالي للضحايا أو قيادة حملة للتبرعات كما يفعل جل النجوم في مختلف المجالات، ولم يتسابق للوقوف وإعطاء التعليمات أمام عدسات الكاميرات، وإنما نزل إلى الميدان وحمل بين يديه مكنسة ومعولا، وشرع في مقاومة الفيضان وإزالة الأشجار والأحجار من بعض المنازل والدكاكين، ودفع المياه بطرق بدائية وبحذاء وحِلٍ وسط أحواض متسخة.

التواضع، الإنسانية، الإيثار، روح التضامن الحقيقي صفات جمعها رافا الإنسان والرياضي، ليحاول رد الجميل ولو بحركة بسيطة وإلتفاتة للمدينة التي أعطته كل شيء، وزرعت فيه القيم التي لم يتخل عنها رغم بلوغه سقف الشهرة والمجد، فبقي وفيا لها بالحفاظ على علاقاته مع الساكنة دون تكبر أو غرور، مفضلا الإقامة مع من ساندوه وترعرع بينهم، عوض الرحيل عنهم وعيش حياة الرفاهية في الولايات المتحدة الأمريكية، كما يفعل النجوم عادة الذين يتنكرون لأصولهم ويغادرونها للأبد.

نادال رقم 1 عالميا في رياضة التنس والأسطورة التي لن تتكرر، أعطى درسا مجانيا في التواضع والقيم والتلاحم الإجتماعي، وكيفية التعامل مع الأحداث خاصة الكوارث والنداءات الإنسانية، وأكد للعالم أجمع أن الإنسان مهما علا شأنه وكبُرت شعبيته وبلغت ثروته، لا يجب أن ينسى أين ومع من نشأ، ولا يبعده منصبه ومكانته عن الطبقات الإجتماعية الفقيرة أو المتوسطة التي كان فردا منها في أحد الأيام.

«شطابة» نادال يجب أن تنظف عقول جل الأبطال الرياضيين كما المسؤولين في المغرب وفي جميع الدول الذين يتجاهلون ما يقع في بلداتهم الصغيرة التي أطلقوا فيها أول صرخة، أو أولئك الذين يمرون بجانب الأحياء والأزقة التي كبروا فيها بسيارات فارهة ونظارات سوداء وذاكرة لئيمة تتعمد النسيان واللامبالاة، أو المشاهير البخلاء الذين لا يكلفون أنفسهم سوى إطلاق «هاشتاغ» بئيس للمساندة، وهم يملكون القدرة والأهلية لتقديم الواجب من أرض الميدان معنويا وماديا وبكل السبل المتاحة.

أعين بعض اللاعبين والمدربين والرؤساء لم تعد تنظر إلى الأسفل، وجنون عظمتهم حلّق بهم إلى سماء التكبر والغطرسة ونكران الأقارب والأصدقاء، بعدما ودعوا عالم الهواية نسبيا دون أن يودعوها على المستوى الذهني والتدبيري والتواصلي، وحتى أولئك الذي حافظوا على العلاقات ويحرصون على المساعدة والزيارات، فأغلبيتهم يسقط في فخ الرياء وإشهار فعل الخيرات، ويوثق اللحظات بفيديوهات وصور أبعد ما تكون عن الإنسانية والأخلاق والسلوك الديني، والبعض لا يلجأ إلى المساعدة إلا من أجل الحصول على مساعدة ومقابل، سواء في إطار إنتخابي أو شخصي غير شريف.

ما فعله رافاييل نادال وقبله السينغالي ساديو ماني وآخرين من نجوم ومشاهير الرياضة بنُبلٍ وتواضع ودون مصلحة، يستحق أن يكون عبرة ودرسا لمن يتوهمون الشهرة المزيفة أو من يقطعون الأيادي التي مُدّت إليهم أيام الفقر والحاجة، فالأخلاق والمبادئ سلوك وتربية يستحيل أن يغيرهما الزمن أو تمحوهما زينة الحياة.

عن صحيفة المنتخب المغربية

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«شطابة» نادال «شطابة» نادال



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

هيفاء وهبي تمزج الأناقة بالرياضة وتحوّل الإطلالات الكاجوال إلى لوحات فنية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 05:01 2021 الخميس ,16 كانون الأول / ديسمبر

النفط يتراجع بفعل توقعات تجاوز المعروض الطلب

GMT 13:15 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

الفيزازي يُبارك زواج المغني مسلم و الفنانة أمل صقر

GMT 10:39 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

مجموعة أزياء محتشمة وعصرية لإطلالاتك في رمضان

GMT 01:13 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دلال عبدالعزيز تُؤكِّد أنّ "كازابلانكا" مكتوبٌ بحرفية شديدة

GMT 03:36 2018 الأحد ,30 أيلول / سبتمبر

تعرف على أحدث عطور "لويس فويتون" الجديدة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib