يوميات روسيا 14
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

يوميات روسيا 14

المغرب اليوم -

يوميات روسيا 14

بقلم : يونس الخراشي

قرر الزملاء أن يصلوا الجمعة في المسجد الجامع. سألت أحد المشتغلين بالمطعم عن الطريق إليه، فطار من فوره إلى مكتب الاستقبال. قال للفتيات هناك:"رجاء، اطبعوا خريطة الطريق نحو مسجد موسكو لصديقنا". وراح يبتسم كعادته كلما استقبلنا باشا فرحا وهو يردد:"الحمدلله". في مرة أطلعني على صوره الخاصة مع العائلة. كما أطلعني على صوره وهو في المسجد. فقد عرف أننا مسلمين، وسر لذلك ايما سرور، وقدم لنا خدمات لا يوفيها الشكر.

توجهنا نتبع خطى هشام رمرام، الدليل في الميترو. وإذ كنا في القطار يردد كل منا عبارات الإعجاب بتلك المحطات المتاحف، وبدقة المواعيد، وسرعة السير، وانضباط المستعملين، اشار علينا راكب مسلم بأن نتبعه إن كنا نريد المسجد. دعانا ذلك إلى الاطمئنان، سيما أن صلاة الجمعة كانت تقترب. وفي لحظة من اللحظات، وبإشارة من رأسه الذي علته طاقية بيضاء، دعانا إلى النزول من القطار. استجبنا جميعا.
كان الرجل طويل القامة، باللحية الصغيرة، والقميص الأبيض البسيط، يسير مهرولا كما لو أنه في بطولة للمشي. وكنا نتبعه غير عابئين، بما أننا تدربنا كثيرا طيلة الأيام الماضية. قال سفيان إندجار إن الطريق الذي يجرنا إليه الرجل لا يمضي بنا نحو المسجد الكبير. وقلت له:"إنه يذهب بنا إلى حيث كتب لنا أن نصلي الجمعة. ومدبرها حكيم". ثم إذا بنا نتخطى سكة للترامواي على أسفلت منحوت من صخر، ونمضي بين أزقة جميلة إلى اليمين، حيث ظهر أمامنا من يهرولون مثلنا نحو المسجد.
تأكد لي بعد حين بأن سفيان كان على حق. لم أتردد في المضي إلى حيث كان يوجهنا الرجل. في لحظة أدار رأسه وسألني بالإشارة ما إن كنت ومن معي سنحتاج إلى مكان للوضوء. طمأنته بابتسامة إلى أننا جميعا على وضوء. أخفض رأسه دليل نهاية مهمته. شكرت، ثم اختفى بين المصلين. أما نحن فكنا نتهيأ لعبور البوابة الإلكترونية حيث يقف عدد من رجال أمن شداد. وإلى اليمين حيث المسجد الأقدم في كل روسيا. لم يكن في البدايات سوى "دار للعبادة"، بدون أي مظهر خارجي يدل على أنه لصلاة المسلمين. وها هو اليوم مسجد وإرث تاريخي أيضا.
كان داخل المسجد مثل خارجه مملوءا. وجدنا لنا مواقع فارغة. جلسنا في انتظار الإمام، الذي ظهر بعد حين. وبينما كنا نظن أن خطبته، بالروسية، عن عيد الفطر، والست من شوال، ستفضي بنا إلى الصلاة، إذا به يصعد إلى المنبر، ويبدأ خطبة أطول، حتى إن أحدهم راه يخاطب غيره ب"الشات"، وآخر كان يسقط رأسه بفعل الغفوة، في قظه صديقه في كل مرة. قال الخطيب في البداية، بعربية جميلة، إن أمر الست من شوال عظيم، وفسر للناس بالروسية. أطال عليهم. 
بعد الخطبة فوجئنا بالناس يقومون قومة رجل واحد، ثم يصلي كل منهم ركعتين. قال أحدهم، وهو يراها نتحير في الأمر:"لا عليكم، إنهم يؤدون تحية المسجد". فضلنا ألا نخرج من الجماعة. أما وقد فرغ الإمام من صلاة الجمعة، فقد قام الناس قومة ثانية يصلون الرواتب ركعتين فركعتين. وكنا نستعد للانسحاب، مشفقين عليهم مما هم فيه. 
في الخارج هارنا منظر عجيب. فقد وجدنا القوم يحولون الرصيف، مثلما يجري عندنا، إلى سوق لبيع عدد من المنتوجات؛ بين سجادات وطاقيات ومأكولات وعطور وخبز، ونقانق، ولبن إيراني المنشأ، مخلوط بالنعناع. ليس هذا فحسب، بل وجدناهم وقد حولوا الخارج إلى مكان للتسول. فترى عددا من النسوة يمددن أيديهن للمصلين، ويستعملن الأسلوب نفسه في السؤال بإلحاح.
قال لي رزقو:"كنا نود أن نذهب إلى المسجد الجامع". قلت له:"سنصلي العصر هناك بإذن الله". وبالفعل، فبينما اتجه زملاء لنا إلى الساحة الحمراء ليشتغلوا على الجديد هناك، توجهت وزميلي رزقو وبنثابت إلى مسجد موسكو. لم يحتج منا الأمر إلى المثير من الوقت، وإذا بنا أمام مشهد عظيم. بناء فخم وجميل، عبارة عن تحفة معمارية تسر الناظرين. 
وقفت وزميلي بنثابت في الرصيف المقابل للمسجد نملي البصر بالمشهد، فيما كان رزقو يصور من زوايا مختلفة. يقوم البناء على الرخام الأبيض، لكأنما هو قطعة واحدة قدت من جبل ووضعت هناك. مع أنه عبارة عن طوابق. والقباب تتوسط المآذن المرتفعة بشموخ، عاليه هلال ذهبي. والسقف الأزرق السماوي يزيده جلالا وبهاء. أما الأقواس التي تفضي فتحاتها إلى المسجد من الداخل، وتتيح دخول الضوء، فتبهر بشكلها الجذاب. 
تجاوزنا البوابة الإلكترونية، فإذا بنا نكتشف خيمة بيضاء يبيع صاحبها مأكولات حلال، عبارة عن نقانق "مرگاز"، وسندويتشات، وقنينات ماء. قررت أن أشتري رغم التوجس. وطمأنني بعض الشباب. بل دعوني إلى مائدتهم، وضيفوني بسخاء أخجلتي. ثم التحقت برزقو وبنثابت إلى الساحة الخلفية للمسجد، والتي هي المدخل إليه، وفيها محلات لبيع منتوجات متعددة، يقوم عليها روسي يجيد الفرنسية.
عرفنا أن مكان الوضوء يوجد في الطابق تحت الأرضي. ذهبنا إليه، فوجدناه يفيض نقاء، بماء دافئ، وعمال لا ينفكون يهيئونه للزائرين. ثم دلفنا إلى الطابق الأرضي، فوجدناه عبارة عن فسحة للراحة والصلاة وقراءة القرآن، تتضمن سجادا أزرق سماوي جميل، ورفوف لوضع النعال والإحذية، وكراسي وتيرة لمن يرغبون في الجلوس، أو انتعال أحذيتهم. ثم اتجهنا إلى الطابق الأول عبر الأدراج، عوض المصعد. وكأن الرخام الأبيض يذهب التعب من أخمص القدمين. ويهيئك للمشهد الأجمل.
وها نحن في المسجد. يا الله على الجمال والجلال؛ فالقاعة التي تتوسط ثلاث طوابق، تنتهي إلى قبة رائعة تقوم على سورة الشمس، حيث الواو هي المحور، بزخرفة متناهية في البذخ، تذهب بك كل مرة نحو فتلة، ومنها إلى الثريا الجميلة المدلاة نحو القاعة، حيث فسحة الصلاة بمنبر عظيم من الرخام.
النوافذ الجميلة الزخارف تسمح للضوء بالتسرب من كل ناحية. وفي الداخل، وسواء من ذلك الطابق أو من الطابق الثاني، حيث متحف إسلامي يتضمن عددا من المخطوطات ومجسما للمسجد الجامع، تطالعك الزخارف الذهبية حول المحراب، وتغريك بلذة النظر. يتحلق الناس في قاعة الصلاة، هنا وهناك، كي يذكروا الله، في مصاحف باللغة العربية. ويتحرك الإمام بتؤدة، لعله يشرح لمن يسأله طبيعة البناء الذي اختير للمسجد، ويمتح من العمارة الروسية بالخصوص، مشتغلا على الحرف العربي، وآيات الكتاب المبين.
لك نأبه للوقت وهو يتسرب من بين أيدينا. ولم ننتبه للجوع الذي نال منا. ولم يفكر أي منا أن يقول للآخر هيا بنا نمضي إلى حال سبيلنا. كنا نشعر بالراحة، بل قل بالطمأنينة. أليس معنى الييت من البيات، وهو السكن، وفيه السكينة؟ حين كنا نغادر، توقفنا مرة أخرى كي نلقي نظرة السلام على المسجد. رأينا خلفه ذلك الملعب الذي حول إلى أسواق ممتازة، فضلا عن جزء من مركز المطينة يظهر من هناك. وسكى الترامواي التي تتدلى نحو الأسفل. وعدنا أدراجنا بعد يوم لا يتسى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوميات روسيا 14 يوميات روسيا 14



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 1970 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib