رونارالمجموعة أولا

رونار..المجموعة أولا

المغرب اليوم -

رونارالمجموعة أولا

بقلم - جمال اسطيفي

دخل المنتخب الوطني الخط المستقيم لكأس إفريقيا للأمم، إذ لم يعد يفصله عن مباراته الأولى أمام ناميبيا، إلا أسبوعا واحدا فقط.

في معسكر المنتخب الوطني جرت الكثير من المياه تحت الجسر، وخرجت العديد من الأشياء إلى العلن، ثم تفجرت قضية رحيل المهاجم عبد الرزاق حمد الله بكل ما أثارته من جدل وردود فعل.

وإذا كان هذا الملف يمكن أن يفتح بعد "الكان" وأن يشكل أرضية لنقاش حقيقي حول المنتخب الوطني وطريقة تدبيره، إلا أن المرحلة الحالية تحتاج إلى تعامل خاص من طرف المدرب هيرفي رونار، ومن جميع المكونات حتى يظهر المنتخب الوطني بوجه جيد، ويدخل المسابقة منافسا قويا على اللقب.
لم يكن حضور المنتخب الوطني في مباراتي غامبيا وزامبيا الوديتين جيدا، وبدل أن يرفع من منسوب الثقة، فإنه رمى بظلال كثيفة من الشك، وبات إصلاح ما يمكن إصلاحه أمرا مستعجلا، خصوصا أن رونار مازال يملك أوراقا مهمة لم يستغلها بعد..

من أهم مميزات رونار، هو تعامله البراغماتي مع الوقائع، وتحويلها لصالحه، وقدرته  الرهيبة على التحفيز وعلى الشحن النفسي وعلى جعل المجموعة التي يثق فيها تتجه نحو هدف واحد، علاوة على أنه بدهائه يمكن أن يحول حدثا مثل رحيل حمد الله إلى وسيلة يستفز بها المجموعة التي لديه إيجابيا.

سواء كان هناك اتفاق أو اختلاف مع رونار حول اختياراته وحول تدبيره للمجموعة، إلا أن المدرب الفرنسي استطاع في الثلاث سنوات الأخيرة أن يشكل مجموعة خاصة به، عرف كيف يتجاوز بها العديد من المطبات.

ولقد راهن رونار على هذه المجموعة وانحاز لها حتى لو أدى به الأمر إلى تقديم تنازلات، خصوصا في ما يتعلق بالتعامل مع الأسماء الجديدة، أو مع سلوكيات وممارسات كانت تحتاج إلى صرامة في التعامل، لكن رونار اختار الهدوء أحيانا أو التماهي مع المجموعة أحيانا أخرى أو أن يزرع في أذهانهم أن هناك متربصين أو أعداء حتى لو كانوا وهميين ، كل ذلك من أجل أن يجعل المجموعة على قلب رجل واحد، وهو اختيار ممنهج من رونار، لأن المجموعة كلما أحست بالخطر أو الاستهداف إلا وتقوت أكثر وبذلت الكثير من الجهد في معركة البقاء.

ولعل هذا ما يفسر أن هناك لاعبين كانوا يفتقدون للتنافسية أو ليست لهم أندية، لكن رونار أصر على إبقائهم، لقد كان بذلك يوجه رسالة لمجموعته مفادها أنه لن يتخلى عنهم بسهولة، وأنه مستعد للموت معهم.
هذا التعامل الخاص مع مجموعة رونار، كما كانت له إيجابيات كانت فيه أيضا سلبيات، وأبرزها أن المنتخب الوطني لم يتجدد بعد مونديال روسيا، ولم تضخ فيه دماء جديدة، كما أنه لم ينفض الغبار عن أسماء تهالكت وأخرى شاخت، بل إن هدافا كعبد الرزاق حمد الله لم يجد له مكانا ضمن المجموعة، ولم يتم إدماجها ضمنها لأن المدرب لم يوجه له الدعوة عن اقتناع..
من السلبيات أيضا أن هذه الطريقة في التعامل، وحتى لو جاءت بنتائج إيجابية، إلا أنها تترك أثارا سلبية وممارسات وعادات سلبية، وتصبح بالتالي مهمة المدرب الذي سيعوضه صعبة جدا، وما عليكم في هذا الإطار إلا العودة لتجربة رونار مع زامبيا والكوت ديفوار، فبعد رحيله وجد هذين المنتخبين صعوبة كبيرة في الانطلاق من جديد، فزامبيا مازالت تبحث عن التأهل للكان إذ أن آخر مشاركة تعود الى 2013 بجنوب إفريقيا، بينما الكوت ديفوار خرجت من الدور الأول لكان 2017 رغم أنها كانت حاملة لقب دورة 2015، وغابت عن كأس العالم ومازالت تبحث عن انطلاقة جديدة..

ورغم كل ما حدث فإن لرونار القدرة على دفع المجموعة التي لديه لتحقيق نتيجة إيجابية في "كان" مصر، فالثعلب الفرنسي لديه الكثير من الأوراق التي يمكن أن يستخدمها، لكن هل سيتحلى بالجرأة للقيام بذلك، أم أنه سيرفع شعار مجموعتي أولا، هل سيجرؤ على عدم الاعتماد على بنعطية أساسيا؟
لقد دفعت ألمانيا لوف الثمن غاليا في المونديال الأخير بروسيا، لأن المدرب رفض التجديد، وانقاد للعاطفة بدل العقل، فكان الإقصاء في الدور الأول، فهل يستفيد رونار من هذا الدرس؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رونارالمجموعة أولا رونارالمجموعة أولا



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 00:22 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود
المغرب اليوم - بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 21:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة
المغرب اليوم - تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه
المغرب اليوم - أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!

GMT 06:27 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 04:19 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الساحرة لعام 2017

GMT 07:02 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم الرعب الأميركي "Happy Death Day" الأول على شباك التذاكر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib