أكدت مجموعة من الباحثين في كلية العلوم البيولوجية في جامعة برستول أن حيوان الجمبري أو الروبيان  يستخدم هياكل رقيقة موجودة فى الفم كوسيلة لإجراء المحادثات، وتعمل هذ الهياكل مثل الأجهزة البصرية الموجودة فى الكاميرات ومشغلات "الدي في دي "عن طريق عكس الضوء، وتسمح هذه الطريقة للروبيات بالحديث باستخدام الضوء بطريقة لا تجذب الحيوانات غير المرغوب فيها.

وأفاد الباحثون في دراستهم التي نشرتها مجلة Scientific Reportsالأربعاء أن الروبيات تحب الاحتفاظ بأحاديثها الخاصة ولذلك تستخدم الهياكل الرقيقة فى فمها للتواصل من خلال عكس الضوء، وطورّت هذه الحيوانات عاكسات للضوء بحيث تتحكم فى استقطاب الإشارات المرئية وهى خاصية عادة لا تستخدم للاتصال لدى الحيوانات، ولا تستطيع الحيوانات المتنصتة ملاحظة هذه المعلومات وبالتالي تصبح أقل عرضة لجذب الحيوانات غير المرغوب فيها أو المفترسة.

واكتشفت  المجموعة  أن الروبيان يستخدم هياكل الاستقطاب بطريقة ليس لها مثيل، حيث تحدث اهتزازات خلال موجات الضوء المستقطب، بينما يحدث الانكسار عندما يمر شعاع الضوء من مادة إلى أخرى، ويغير الضوء اتجاهه على سطح المادتين، وعلى سبيل المثال عندما يمر الضوء عبر الكريستال فإنه ينكسر إلى شعاعين ويخلق صورتين. وتتكون الصورتان نتيجة ما يعرف بالانكسار المزدوج للضوء، ويتم استقطاب شعاعي الضوء أحدهما فى اتجاه مواز للسطح والأخر فى اتجاه عمودى على السطح، واكتشف الباحثون من خلال مزيج من علم
التشريح الدقيق والقياسات الضوئية والنمذجة النظرية أن الروبيان يتسخدم الضوء عبر هياكل الاستقطاب وليس عبر العمق، وتمنح هذه الآلية الحيوانات إمكانية انتاج إشارات استقطاب كبيرة وملونة.

وأضاف الدكتور نيكولاس من كلية العلوم البيولوجية  عندما يتعلق الأمر بتطوير طريقة جديدة لعمل المستقطبات تأتي الطبيعة بحلول بصرية لم نفكر بها حتى الأن، ويتوقع أن تهتم الصناعات التى تعمل فى التقنيات البصرية بهذه الحلول التي يستخدمها الروبيان لعمل الاستقطاب، ويمكن الاستفادة منها كطريقة جديدة للبشر للتحكم في الضوء أيضا".