الرئيسية » أخبار السياسة والسياسيين
أوباما ينهي قطيعة 88 عامًا بين واشنطن وهافانا بزيارته الأولى إلى كوبا

هافانا -ربيع قزي

تزامن وصول الرئيس الأميركي بارك أوباما إلى العاصمة الكوبية، أولد هافانا، مع هطول شديد للأمطار، وتمتد زيارته التاريخية لأول رئيس أميركي يضع قدمه على الأراضي الكوبية منذ 88 عامًا، لثلاثة أيام، وظهرت عائلته وهي تحتمي من الأمطار أسفل المظلات، ليسلكوا بعدها طريقهم إلى متحف "دو لا كيوداد" في العاصمة.

وبدت عائلة أوباما، وخاصة ابنته ساشا أقل سعادة، وهي تقف أسفل المظلة، بينما ذهب الرئيس الأميركي ليغرد عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلاً "ماذا يجري يا كوبـا ؟" وأنه يتطلع إلى الاستماع مباشرةً للمواطنين في كوبا، ولم يكن الزعيم الكوبي راؤول كاسترو حاضراً لاستقبال أوباما وعائلته في المطار، تاركاً المهمة لوزير خارجية البلاد بالنيابة عنه، كما يعقد لقاءً مع الرئيس الأميركي صباح الثلاثاء، ولكن أوباما لن يتقابل وجهاً لوجه مع الزعيم السابق فيديل كاسترو.

ووصل أوباما وزوجته ميشيل وبناته ساشا وماليـا ووالدة السيدة الأولى ماريان روبنسون إلى هافانا، الأحد الماضي، وبهذه الزيارة، يكون الرئيس الأول الذي يزور الجزيرة بعد ما يقرب من 90 عامًا، في رحلة يقول عنها البيت الأبيض إنها تهدف إلى تعميق العلاقات الأميركية مع الحكومة الاستبدادية بعد أكثر من نصف قرن من التوتر، وتم نقل أوباما والوفد المرافق له إلى خارج مدرج الطائرات حيث فندق ميليا هابانا؛ لعقد لقاء مع موظفي السفارة الأميركية قبل جولتهم في هافانا القديمة.

ورفرفت الأعلام الكوبية والأميركية من سيارة الرئيس بينما تغادر المطار في اتجاه وسط هافانا، فيما قال أوباما لموظفي السفارة إن هذه الزيارة تاريخية، موجهًا التحية لهم على ما بذلوه في تقارب العلاقة ما بين أميركا وكوبا منذ إعادة فتح السفارة في هافانا قبل سبعة أشهرٍ وبالتحديد في تموز/ يوليو الماضي، وحظي أوباما بتحية من الحشود في كوبا والذين أخذوا يرددوا اسمه أثناء ذهابه لتناول الغداء في مطعم "سان كريستوبال" المملوك للقطاع الخاص، وبعد العشاء القصير، اتجه أوباما وعائلته إلى مقر إقامة السفير، حيث مكان إقامتهم خلال زيارتهم.

ومن المقرر أن تقضي الأسرة الأولى ثلاثة أيام في الجزيرة، ثم تطير بعدها إلى الأرجنتين لقضاء يومين آخرين قبل أن تعود إلى العاصمة واشنطن قبيل عطلة عيد الفصح، وسيجتمع الرئيس الأميركي مع المعارضين للحكومة قمعية إضافةً إلى زعيم البلاد كاسترو، وشهدت زيارة الرئيس أوباما اندلاع تظاهرات احتجاجًا على سجل حقوق الإنسان في هافانا، أسفرت عن اعتقال ما لا يقل عن 50 شخصاً.

واتهم المرشح الأميركي للرئاسة دونالد ترامب كاسترو بعدم احترام الولايات المتحدة عندما لم يكن حاضراً لاستقبال الرئيس أوباما في المطار، كما أشاد السيناتور بيرني ساندرز، الذي يخوض سباق الترشح عن الحزب الديمقراطي، بزيارة أوباما التاريخية إلى كوبا، والذهاب بالعلاقات بين البلدين إلى عقدٍ جديد في نهج طال انتظاره.

وذكر المتحدث باسم الرئيس الأميركي، شون إرنست، أن أوباما لن يخجل من استخدام منبر السطوة في رحلته؛ من أجل التصدي لانتهاكات حقوق الإنسان في الدولة الشيوعية التي ظلت تنفر منها الولايات المتحدة لأكثر من 50 عامًا، في انتظار تغيير كوبا لسياستها، ولكن هذا النهج لم يجدِ نفعاً بما حتم عليه اتباع أسلوباً جديداً، وأضاف أرنست أن الرئيس أوباما سيجلس مع الزعيم كاسترو ويقول له إن هناك حاجة لحماية حقوق الإنسان، كما يخرج عبر شاشات التلفاز ليدعو إلى احترام حقوق الانسان بشكلٍ أفضل. ويستمع الرئيس الأميركي إلى المواطنين الذين كانوا ضحية للحكومة، ويشجعهم على مواصلة النضال في سبيل تطبيق مبادئ حقوق الإنسان التي تقدرها الولايات المتحدة.

وتوقفت الأسرة الأولى، بما فيهم والدة ميشيل أوباما ماريان روبنسون، في اليوم الأول من الرحلة عند كاتدرائية هافانا؛ للتأكيد على أهمية الدور الذي تلعبه الكنيسة الكاثوليكية في حياة المواطنين في كوبا، بينما كرم أوباما خوسيه مارتي البطل الذي أشعل الثورة في كوبا ضد إسبانيا ووضع إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري الخاص به قبل اجتماعه مع راؤول كاسترو.

ويحرص أوباما على عرض نقاط الخلاف بشكل واضح خلال اجتماعه مع الزعيم الكوبي، بحسب ما قال نائب مستشار الأمن القومي بن رودس، بما فيها ممارسات حقوق الإنسان التي شغلت الولايات المتحدة في كوبا، ولن يتقابل أوباما مع الديكاتاتور الكوبي السابق فيدل كاسترو، الذي تولى السلطة خلال فترة الخمسينات وسلمها إلى شقيقه العام 2006 بشكل مؤقت لأسبابٍ صحية، وجعل التحول الدائم العام 2008، ونادرًا ما شوهد في العلن فيدل كاسترو البالغ من العمر 88 عامًا منذ تسليم السلطة، ما دفع الشائعات بأن حالته الصحية في تدهور، وكان آخر ظهور ملحوظ له في شباط / فبراير الماضي.

وتتقابل السيدة أوباما في الوقت نفسه مع الفتيات من كوبا واللواتي تلقى بعضهن التعليم في الولايات المتحدة كجزء من مبادرتها لتعليم الفتيات، كما يشارك الرئيس والسيدة الأولى في مأدبة عشاء رسمية تقيمها الحكومة الكوبية خلال استضافتهم في قصر الثورة، الاثنين، وبعد إلقاء أوباما خطابه الذي يستعرض فيه التاريخ المعقد بين البلدين، ويضع رؤيته لكيفية عمل كلاً من الولايات المتحدة وكوبا سوياً، سيلتقي المعارضين السياسيين قبل حضور مباراة استعراضية ما بين بين تامبا باي رايز والمنتخب الوطني  الكوبي في رياضة البيسبول.

وذكر إرنست أن قائمة المعارضين الذين يجتمع معهم الرئيس أوباما لم يتم تحديدها، ولكنه أكد أن الرئيس يتطلع إلى الحديث عن حقوق الإنسان مع المواطنين الذين يتم اختيارهم للحضور، بينما شدد مراقب على ضرورة التنسيق مع الحكومة الكوبية بشأن المعارضين الذين سيجتمع معهم أوباما، وكشف المرصد الكوبي لحقوق الإنسان، الشهر الماضي، عن أن عدد الاعتقالات للمنشقين في تصاعد منذ أن أعلنت الولايات المتحدة وكوبا في 17 كانون الأول / ديسمبر للعام 2014 استئناف العلاقات الدبلوماسية رفيعة المستوى، حيث جرى الاعتقال التعسفي في كانون الثاني / يناير وحده لنحو 1,474 شخصًا، بحسب ما ذكرت منظمة حقوق الإنسان في بلومبرغ.

واجتمع أوباما رسمياً مع كاسترو في نيسان/ أبريل الماضي خلال قمة مؤتمر الأميركتين التي عقدت في بنما، تبعها زيارة إلى كوبا إثر توقيع اتفاق بين البلدين العام الماضي لبدء تطبيع العلاقات أكثر مما كان، بما يشير إلى بداية جديدة من العلاقات بين البلدين، وفقاً لما قال القائم بأعمال السفير الأميركي لدى كوبا، جيفري ديلورينتس.

ويرافق الرئيس الأميركي في رحلته وزير الخارجية جون كيري ووزير الزراعة توم فيلساك، ووزير التجارة بيني بريتزكر ومدير الأعمال الصغيرة ماريا كونتريراس سويت، وتعد غالبية الوفود المكونة من أكثر من 30 نائباً من الديمقراطيين، على أن ينضم إليهم بعض الجمهوريين وزعيم الأقلية في مجلس النواب نانسي بيلوسي، ومن المقرر أن يحضر الرئيس أوباما، الثلاثاء، مائدة مستديرة مع كبار رجال الأعمال في كوبا والولايات المتحدة والمسؤولين في كوبيا وأميركا، والتي يقول عنها البيت الأبيض إنها ستركز على توفير فرصة للشعب الكوبي.

وقبيل زيارة أوباما، خففت وزارة الخزانة في الولايات المتحدة القيود المفروضة على السفر إلى كوبا، وإنهاء الشرط الذي بموجبه يشترط على الأميركتين ممن يقومون بعقد زيارة من أجل الأغراض التعليمية أن يذهبوا في مجموعات، وبينما السفر السياحي لا يزال غير قانوني ولا يمكن سوى للكونغرس أن يرفع هذا الحظر، إلا أن الحكومة ستستخدم ميثاق شرف لتنظيم السفر المعتمد، مما يجعل من الأسهل بكثير بالنسبة للأميركيين السفر إلى كوبا لأي غرض من الأغراض.

كما تسمح أيضًا القواعد الجديدة للكوبيين بفتح حسابات في البنوك الأميركية والمؤسسات المالية لمعالجة المال الأميركي الذي يأتي من خارج كوبا، في حين ستتجه إلى إلغاء رسوم 10٪ على تحويل الدولار الأميركي إلى عملة البيزو الكوبية، مع السماح لشركات البضائع والنقل بأن يكون لها وجود مباشر في الدولة الشيوعية.

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

البيت الأبيض يكشف ملابسات تغيير ترامب لمروحيته خلال العودة…
ترامب يعلّق على اجتياح غزة ويحذّر حماس من استخدام…
ترامب يؤكد أن إسرائيل لن تهاجم قطر مجدداً وينفي…
قطر تؤكد للولايات المتحدة التزامها بحماية أمنها وصون سيادتها…
حماس تنفي مقتل خليل الحية وتؤكد مشاركته في جنازة…

اخر الاخبار

خطة ترامب تحدد شكل إدارة قطاع غزة بعد توقف…
البيت الأبيض يعلن جهودا لحل الخلافات بين قطر وإسرائيل
إسرائيليون يتظاهرون أمام السفارة الأميركية دعماً لخطة ترامب في…
حماس تتسلّم خطة ترامب من مصر وقطر وتعلن دراستها…

فن وموسيقى

حسين فهمي يرفض مليون دولار حفاظًا على هوية مهرجان…
مي عمر تحصد المركز الثامن عالميًا في قائمة أجمل…
أمينة خليل تتألق في حفل "الموريكس دور" وتفوز بجائزة…
مي عمر تدخل التاريخ كأول مصرية ضمن قائمة "أجمل…

أخبار النجوم

سيرين عبد النور تنتقد السوشيال ميديا وتقول عايشين مع…
نجاة أحمد السقا من حادث سير مروع أدى إلى…
إيمان العاصي تثير قضية الميراث من جديد في مسلسل…
إخلاء سبيل المطربة بوسي من النيابة بعد انتهاء التحقيقات

رياضة

رونالدو يتجاوز المغربي حمد الله ويصبح الهداف التاريخي للنصر…
المغربي أيوب الكعبي يُتوج بجائزة أفضل لاعب أجنبي في…
عثمان ديمبلي يتوّج بجائزة الكرة الذهبية في مفاجأة كبرى…
الإعلان عن الفائز بالكرة الذهبية 2025 الليلة وسط ترقب…

صحة وتغذية

إحتجاجات شبابية في المغرب ضد أولوية الملاعب على حساب…
علماء بريطانيون يعيدون شباب الخلايا الجلدية 30 عاما ويفتحون…
وزير الصحة المغربي يستنفر مصالحه لمواجهة الغيابات والتأخرات غير…
دراسة تكشف دور النوم العميق في تنظيم سكر الدم…

الأخبار الأكثر قراءة

بنيامين نتنياهو يؤكد أنه أوفى بوعده بعدم السماح بإقامة…
ترامب قبل قمة ألاسكا مع بوتين وقف إطلاق النار…
بريطانيا تدين خطط الاستيطان الإسرائيلي وتدعو إلى وقفها فورا
زيلينسكي يؤكد أن روسيا لا تستعد لإنهاء الحرب بل…
نتنياهو يؤكد عدم تحدثه مع ترامب بعد تبني خطة…