الرئيسية » أخبار السياسة والسياسيين
السيدة ميركل مع رئيس الوزراء التشيكي

براغ - منى أسعد

جدَّد رئيس الوزراء التشيكي بوهيوسلاف سوبوتكا دعوته لإقامة جيش أوروبي لحماية الحدود الخارجية من الهجرة الجماعية والتهديدات الإرهابية. وقال سوبوتوكا في اجتماع للدبلوماسيين التشكيين عقد في براغ الأثنين: " أعتقد أنه على المدى الطويل لن نكون قادرين على العمل من دون جيش أوروبي مشترك"، موضحا أن "الجيش المشترك يجب آلا ينافس حلف شمالي الأطلسي "الناتو" ولكن يصبح شريكًا ذات ثقة وأكثر قابلية للتنفيذ". ويتم مناقشة اقتراح الجيش المشترك الذي طالما كانت تحظره بريطانيا في القمة الأوروبية في الخريف الشهر المقبل. وأعرب سوبوتكا عن أمله في أن يجلب الاجتماع مقترحات وتعهدات ملموسة، وتأتي رغبة تكوين جيش للاتحاد الأوروبي  على الرغم من مطالبة مجموعة "فيزيغراد" والمكونة من 4 دول هي بولندا والمجر وجمهورية التشيك وسلوفاكيا بكبح جماح صلاحيات رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر مع إعادة المزيد من الصلاحيات للعواصم بعد خروج بريطانيا.

وقال سوبوتكا في يوليو/تموز الماضي" نحن في حاجة إلى تغيير الأداء العام للاتحاد الأوروبي وأعتقد أن هناك حاجة إلى تغيير سير عمل المفوضية الأوروبية".  وتأتي تصريحاته بعد تعهد زعماء أقوى ثلاث دول في الاتحاد بأنه لن ينتهي بعد خروج بريطانيا في محاولة بائسة لإعادة المشروع الأوروبي للحياة مرة أخرى. وأوضح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أنه يريد مزيدًا من التعاون في مجال الدفاع الجوي مع احتمال تقديم مزيد من الخطط لإنشاء جيش للاتحاد الأوروبي من دون المعارضة البريطانية، مضيفا " يتعين على أوروبا ضمان الدفاع عن نفسها وستلعب فرنسا دورها بالتأكيد".

وحاول قادة ألمانيا وفرنسا وإيطاليا في الاجتماع  إظهار أن الاتحاد الأوروبي لم يمت،  لكنهم خاطروا بتأجيج مزيد من التشكك في أوروبا عبر أنحاء القارة ولم يتعلموا من درس غضب الناخبين في بريطانيا والذي أدى الى خروجها من الاتحاد. وأراد قادة الدول الثلاث تقديم جبهة موحدة خلال لقائهم في "فينتوتن" لمناقشة مفاوضات خروج بريطانيا.

وتعد الجزيرة البركانية قبالة نابولي المكان الذي ولد فيه حلم أوروبا الموحدة، حيث سُجن المعارضون التيرو سبينيلي وإرنستو روسي من قبل نظام موسوليني في فترة 1940، وكتب الإثنان بيانًا لأوروبا الحرة والموحدة على ورقة من ورق السجائر. ودعا البيان إلى إنهاء تقسيم أوروبا إلى دول قومية ذات سيادة وتم تهريب البيان لاحقا وتم نشره، ولكن بدلا من المثالية النبيلة واجه قادة ألمانيا وفرنسا وإيطاليا واقعًا كئيبًا من رد الفعل العنيف المتنامي نتيجة تعاملهم مع أزمة الهجرة والإرهاب والخلافات بشأن كيفية المضي قدما، فيما أوضحت بعض دول أوروبا الشرقية أنها ستعارض أي عملية دمج. واعترف هولاند بأن الاتحاد الأوروبي يواجه خطر التشرزم والانقسام، موضحا أنه يحتاج الى دفعة جديدة على ثلاث جبهات هي الاقتصاد والدفاع والأمن.

وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي إن " الكثيرين يعتقدون أن الاتحاد الأوروبي سينتهي بعد خروج بريطانيا ولكن الوضع ليس هكذا، نحن نحترم خيار المواطنين في بريطانيا لكننا نريد كتابة صفحة للمستقبل، ومن السهل أن نشكو ونجعل أوروبا كبش فداء ولكن الأمر يتعلق بالسلام والازدهار والحرية".

 وأشارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى أن الاتحاد الأوروبي ولد من لحظات مظلمة للتاريخ الأوروبي، مشددة على ضرورة تقديم النمو لضمان حصول الناس على وظائف وأمل في المستقبل. ودعت ميركل الى مزيد من تبادل المعلومات بين الأجهزة الاستخباراتية. وأضافت ميركل " نحن نشعر أنه علينا فعل المزيد لتحقيق الأمن الداخلي والخارجي في مواجهة الإرهاب الإسلامي وفي ظل الحرب الأهلية في سورية".

وتحدث القادة الثلاثة قبل عشاء عمل على متن حاملة الطائرات "جوزيبي غاريبالدي" الإيطالية والتي كانت راسية قبالة الجزيرة، وتعد السفينة مكانا رمزيا آخر لأنها تتولى التنسيق لعملية الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ودعا رينزي للاجتماع في محاولة للتوصل إلى موقف مشترك بشأن الخطوات المقبلة  قبل قمة دول الاتحاد الأوروبي ال 27 في "براتسلافا" الشهر المقبل، وأثار التصويت بخروج بريطانيا مخاوف من إجراء استفتاءات مماثلة في بلدان أخرى لاسيما هولندا التي تعارض تغييرات الاتحاد الأوروبي لتحقيق الدمج، كما أن الخروج بخريطة طريق مقبولة للجميع لن يكون سهلا في ظل تعهد دول مثل المجر وبولندا وسلوفاكيا بوضع خططها بشكل أقل مركزية في الاتحاد الأوروبي.

وعقدت السيدة ميركل سلسلة اجتماعات مع قادة أوروبيين آخرين لمناقشة مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من خلال زيارات لأستونيا وجمهورية التشيك وبولندا في الأيام المقبلة فضلا عن لقاء قادة سلوفاكيا والمجر في وارسو، ودعت ميركل قادة بلدان الشمال الأوروبي مثل هولندا والنمسا وغيرها لعقد اجتماعات غير رسمية في بيت الضيافة الحكومي في ألمانيا، ولم يقدم قادة الدول الثلاث أي تفاصيل علنية بشأن كيفية المضي قدما في مفاوضات خروج بريطانيا، إلا أن الوزير الفرنسي صرح الأثنين أنهم يريدون أن تتحرك بريطانيا في إجراءات عملية المغادرة، وأضاف أكسيل لومير وزير المالية الفرنسي " نريد أن نعرف ماذا تريده بريطانيا"، في حين أوضحت تريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية فيما سبق " الخروج يعني الخروج"، لكننا الأن نتساءل ماذا يعني الخروج في الواقع.

وتابع لومير " الأمر ليس بشأن دول أوروبية أخرى لديها علاقات قوية أو لينة مع بريطانيا، ويتضح للجميع أنه ليس في مصلحة أحد إبطاء هذه العملية، على سبيل المثال هناك موازنة أوروبية تحتاج للمناقشة العام المقبل، وهي ميزانية ل 7 دول، وإذا لم نعرف هل ستكون بريطانيا لاعبا أساسيا في الميزانية أم لا كيف لنا أن نتخذ قراراتنا؟".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

محمد بن زايد يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع في…
ماسك يعلن تأسيس "حزب أميركا" ويواجه ستة تحديات تهدد…
رئيس الوزراء الإسرائيلي ينفجر غضباً في اجتماع عاصف مع…
الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على كبار أعضاء مؤسسة "القرض…
ترامب يوقّع أمرا تنفيذيا برفع العقوبات عن سوريا

اخر الاخبار

الرئيس الأميركي يعلن إطلاق سراح 10 محتجزين من غزة…
الحكومة السورية تُصدر بيانا بشأن أحداث الجنوب الدامية أسفرت…
رئيس مجلس الشيوخ الكولومبي يؤكد أن مشاريع الملك محمد…
نادية فتاح العلوي تعلن انطلاق عمل اللجنة التقنية لإصلاح…

فن وموسيقى

جيهان الشماشرجي سعيدة بتجسيد دور مركب ومعقد في فيلم…
نانسي عجرم تكشف لمحة أولى من ألبومها المنتظر "Nancy11"…
باسم ياخور يعتذر للسوريين ويؤكد أنه لم يكن جزءاً…
المغربية جنات تعود بألبوم جديد يحمل عنوان ألوم على…

أخبار النجوم

منة شلبي تروي موقفًا طريفًا جمعها بأحمد زويل بسبب…
إلزام الفنانة منى زكي بسداد 3.63 مليون جنيه بسبب…
عودة شائعة وفاة كاظم الساهر وابنه يوضح الحقيقة
مها الصغير تروج لحقائبها مجدداً وتعلن عودة صفحة علامتها

رياضة

أنس جابر تُعلن التوقف المؤقت عن التنس لأنها لم…
الجيش الملكي يعزز هجومه بمحسن بوريكة في صفقة صيفية…
الجماهير تختار كريستيانو رونالدو لاعب الموسم في الدوري السعودي
باريس سان جيرمان يضم المغربي محمد أمين الإدريسي في…

صحة وتغذية

مناطق منسية تقلل فاعلية الواقي الشمسي رغم اهميته الكبيره…
تناول ثمرتين من الكيوي يومياً يعزز صحة الأمعاء ويكافح…
تحول جذري في علاج إصابات العمود الفقري بعد موافقة…
لعلاج الصداع النصفي المؤلم إليك حيلة زجاجة الماء البسيطة

الأخبار الأكثر قراءة

الرئيس الإيراني يؤكد أن بلاده لا تسعى إلى إنتاج…
ولي العهد السعودي يؤكد استمرار الجهود لخدمة الحجاج
بيل غيتس يتبرع بـ99% من ثروته البالغة 200 مليار…
إيران تؤكد رفضها للسلاح النووي وتشدد على حقها في…
الرئيس الايراني يُعرب عن امله في التوصل الى اتفاق…