الرئيسية » أخبار السياسة والسياسيين
الرئيس الأميركي دونالد ترامب

واشنطن ـ يوسف مكي

أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الاحد، عن "تقديره الشديد للإسلام كدين بعيدًا عن الكراهية"، وذلك خلال زيارته للمملكة العربية السعودية، حيث سعى الى اعادة تعريف القيادة الاميركية للشرق الاوسط وحشد العالم الاسلامي للانضمام اليه في حملة جديدة ضد التطرف، حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. وقال ترامب، لعشرات القادة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي الذين اجتمعوا في المملكة العربية السعودية، انه "يرفض فكرة أن الحرب ضد الإرهاب كانت صراعًا بين الأديان، ووعد بعدم نشرها حول حقوق الإنسان في بلدانها، كما حث القادة المسلمين على تكثيف جهودهم لمواجهة الإرهاب وتطهير مجتمعاتهم من التطرف".

ولوحظ أن موقف الرئيس الاميركي في الرياض كان مغايرًا لموقفه السابق اثناء حملته الانتخابية العام الماضي، حيث انه قال ان "الاسلام يكرهنا" ودعا الى حظر دخول المسلمين الولايات المتحدة. وحسب الصحيفة، قال ترامب :ان "هذه ليست معركة بين مختلف الديانات او الطوائف المختلفة أو الحضارات المختلفة"، لكنها معركة بين المجرمين الهمجيين الذين يسعون إلى القضاء على حياة الإنسان، كل ذلك باسم الدين، فهي معركة بين الخير والشر ".

وحثَّ ترامب في الرياض الدول العربية والمسلمة على "عدم تقديم اي ملاذ للارهابيين" مشددا على ضرورة أن تؤدي الدول العربية والخليجية دورا أكبر في مكافحة الارهاب، وأشار  الرئيس الأمريكي إلى أن إراقة الدماء والإرهاب يقفان عائقا أمام إمكانات المنطقة. وبحسب الصحيفة، رفض ترامب عقد مؤتمرات إخبارية أو الإجابة على الأسئلة خلال فرص التصوير القصيرة، والذي يعد هدوءًا دبلوماسيا يتناقض بشكل حاد مع الفوضى التي تحيط به عادة في واشنطن، ولم يستخدم الرئيس الأميركي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" كخيار ضد الخصوم منذ أن بدأت رحلته في الخارج.

واضافت أنه خلال كلمته يوم الاحد، لم يشر ترامب الى الاوامر التنفيذية التي وقعها بعد توليه منصبه، من منع الزوار من عدة دول اسلامية من دخول الولايات المتحدة الأميركية، وبدلا من ذلك وصف الاسلام بانه "أحد أديان العالم الكبرى" ودعا الى "التسامح واحترام بعضهما البعض". في حين انتقد ترامب كثيرا الرئيس السابق باراك أوباما وآخرين لعدم استخدام عبارة "الإرهاب الإسلامي المتطرف"، وسعى موظفوه الى ضمان عدم استخدامه هذه العبارة امام الجمهور الإسلامي. و كانت المسودة النهائية للخطاب قد احتضنت بدلا من ذلك مفتاحا خفيا ولكنه مهم، باستخدام مصطلح "التطرف الإسلامي". وغالبا ما يعرف الإسلاميون بأنه يعني شخصا يدافع عن الأصولية الإسلامية، ويفضل بعض الخبراء استخدامه لتجنب التمييز على الدين بأكمله، وفقا لما جاء في صحيفة نيويورك تايمز ألمريكية.

ولكن عندما جاءت تلك اللحظة في الخطاب، خرج ترامب بعيدا عن النص واستخدام كلاً من الكلمات الإسلامية ، واضاف "هذا يعني بصدق مواجهة ازمة التطرف الاسلامي والارهاب الاسلامي بكافة اشكاله". وقال احد المساعدين بعد ذلك ان الرئيس "مجرد رجل مستنفد" وانه تعثر على هذا المصطلح، بدلا من رفض اللغة التي اقترحها مساعدوه. ولكن إذا كان المقصود من الخطاب، نوعًا من إعادة تعيين حملته وضمان بقائه في الرئاسة في وقت مبكر، كان المقصود أيضا الابتعاد عن نهج  أوباما الذي رغب في التصالح مع إيران، وبدلا من الوعظ عن حقوق الإنسان أو الديمقراطية، قال  ترامب إنه يريد "شركاء". وقال إن الأمر يعود إلى القادة المسلمين لشطب المتطرفين من وسطهم، قائلا : "ادفعوهم، وأخرجوهم من أماكن العبادة الخاصة بك، يمكنك إخراجهم من منتديات، ومن أرضكم المقدسة وأخرجهم من هذه الأرض كلها".

وقد تلقى ترامب ترحيبًا كبيرًا خلال المؤتمر. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: "أنت شخصية فريدة من نوعها قادرة على القيام بالمستحيل". كما أبدى الرئيس الأميركي ترامب خلال لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم الأحد، في العاصمة السعودية الرياض، إعجابه بحذاء السيسي، حيث قال ترامب له "يعجبني حذاؤك.. مثل هذا الحذاء!".

وقال نهاد عوض الناشط الفلسطيني الأميركي والمدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية فى بيان له نشرته الصحيفة: "في الوقت الذي يبدو فيه خطاب الرئيس ترامب  في المملكة العربية السعودية محاولة لإيجاد لهجة جديدة وأكثر إنتاجية في العلاقات مع العالم الإسلامي، لا يمكن أن يتجاوز خطاب واحد سنوات من الخطاب المناهض للمسلم ومقترحات السياسة" . وكان المقصود من الخطاب هو محور زيارة ترامب لمدة يومين هنا قبل أن يتوجه إلى القدس في وقت مبكر من يوم الاثنين. وكان جزءا من حملة أكبر لزرع الولايات المتحدة بحزم في معسكر الدول العربية السنية وإسرائيل في مواجهتهم مع إيران التي يقودها الشيعة. ولإقامة مثل هذا التحالف، أمضى ساعات من الاجتماع بشكل فردي مع قادة من مصر والبحرين وقطر والكويت، ثم مع عدد أكبر من القادة المسلمين في مجموعات أكبر.

وقال مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذى لمؤسسة "الدفاع عن الحريات"، وهي منظمة بحثية غير ربحية فى واشنطن : "ان هذه الادارة تتجه عكس سياسة أوباما بشأن ايران ب 180 درجة". واضاف "انهم يرون ان التهديد الايراني مرتبط جوهريا بطبيعة وسلوك النظام وايديولوجيته الثورية والتوسعية". حيث اتهم ترامب النظام الإيراني بالمسؤولية عن حالة عدم الاستقرار في المنطقة وإذكاء "النزاعات الطائفية والإرهاب"، وقال إن هذا النظام يمول ويسلح ويدرب المليشيات والمنظمات الإرهابية التي تنشر الدمار والفوضى. وأكد على ضرورة عزل إيران، مضيفا "علينا أن نصلي ليأتي اليوم الذي يحصل فيه الشعب الإيراني على الحكومة العادلة التي يستحقها". وأكد أنه "لولا الدعم الإيراني لما تمكن الرئيس السوري بشار الأسد من ارتكاب جرائمه التي لا توصف"، وحث الدول المعنية على التعاون لإنهاء الأزمة في سورية، مشيرا إلى أن "السلام في هذا العالم ممكن بما في ذلك السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

واشارت الصحيفة إلى ان ترامب قام بجولة في المركز العالمي الجديد لمكافحة الأيديولوجية المتطرفة في الرياض، حيث توظف 350 عاملا يتتبعون التطرف عبر الإنترنت ويراقبون 100 قناة تلفزيونية ب 11 لغة. كما أعلنت إدارة ترامب والمملكة العربية السعودية عن إنشاء مركز مشترك لاستهداف تمويل الإرهاب لإضفاء طابع رسمي على التعاون القديم والبحث عن طرق جديدة لقطع مصادر الأموال للمتطرفين.

ولم يذكر ترامب إلا القليل عن حقوق الإنسان في أي من المجتماعات، ووعد في خطابه بعدم القيام بذلك علانية، وقال "نحن لسنا هنا لالقاء المحاضرات"، واضاف: "نحن لسنا هنا لنقول لأشخاص آخرين كيفية العيش، ما يجب القيام به، أو كيفية العبادة، بدلا من ذلك، نحن هنا لتقديم شراكة على أساس المصالح والقيم المشتركة لتحقيق مستقبل أفضل لنا جميعا ".

ووجه هذا النهج انتقادات الحزبين مرة أخرى في واشنطن. وقال السناتور ماركو روبيو، الجمهوري في ولاية فلوريدا، في "حالة الاتحاد" إن: "من مصلحتنا الأمنية الوطنية أن ندافع عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان".

وقالت ميشيل دان، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن الرئيس قد ألقى باللوم على القادة المسلمين بشأن الإرهاب قائلا بانهم لم يفعلوا ما يكفي،  واضافت "هناك عناصر من الحقيقة لسرد ترامب، لكنها تتجاهل المظالم العميقة والمظالم السياسية والاقتصادية التي تجعل الشباب في المنطقة عرضة بشكل خاص للايديولوجيات المتطرفة في هذا الوقت بالذات ".

ومع ذلك كان التغيير في لهجة الرئيس حول العلاقة بين الإسلام والإرهاب ضربا، حيث قال ترامب إنه هاجم ا أوباما العام الماضي لعدم استخدام عبارة "الإرهاب الإسلامي المتطرف"، وأكد أن "كل من لا يستطيع تسميته عدونا لا يصلح لقيادة هذا البلد". واستخدم العبارة مرة أخرى في خطابه الافتتاحي في يناير.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

كاتب مصري يرى فتوى الزكاة دعوة ملكية لتعزيز التكافل…
البيت الأبيض يكشف ملابسات تغيير ترامب لمروحيته خلال العودة…
ترامب يعلّق على اجتياح غزة ويحذّر حماس من استخدام…
ترامب يؤكد أن إسرائيل لن تهاجم قطر مجدداً وينفي…
قطر تؤكد للولايات المتحدة التزامها بحماية أمنها وصون سيادتها…

اخر الاخبار

الخارجية الفرنسية تدعو حماس للرحيل وتنفيذ خطة إنهاء الحرب
الأمن المغربي يوقف أحد كبار تجار المخدرات في الرباط
وفاة سفير جنوب أفريقيا في باريس بعد سقوطه من…
نتنياهو يعتذر رسميًا لقطر عن الهجوم على الدوحة ويتعهد…

فن وموسيقى

المغربية لطيفة أحرار تُكرم تضحيات نساء العسكر بمسرحية وثائقية…
جنات تظهر مع ابنتيها للمرة الأولى وتشارك الجمهور تفاصيل…
حسين فهمي يرفض مليون دولار حفاظًا على هوية مهرجان…
مي عمر تحصد المركز الثامن عالميًا في قائمة أجمل…

أخبار النجوم

سيرين عبد النور تنتقد السوشيال ميديا وتقول عايشين مع…
نجاة أحمد السقا من حادث سير مروع أدى إلى…
إيمان العاصي تثير قضية الميراث من جديد في مسلسل…
إخلاء سبيل المطربة بوسي من النيابة بعد انتهاء التحقيقات

رياضة

رونالدو يتجاوز المغربي حمد الله ويصبح الهداف التاريخي للنصر…
المغربي أيوب الكعبي يُتوج بجائزة أفضل لاعب أجنبي في…
عثمان ديمبلي يتوّج بجائزة الكرة الذهبية في مفاجأة كبرى…
الإعلان عن الفائز بالكرة الذهبية 2025 الليلة وسط ترقب…

صحة وتغذية

إحتجاجات شبابية في المغرب ضد أولوية الملاعب على حساب…
علماء بريطانيون يعيدون شباب الخلايا الجلدية 30 عاما ويفتحون…
وزير الصحة المغربي يستنفر مصالحه لمواجهة الغيابات والتأخرات غير…
دراسة تكشف دور النوم العميق في تنظيم سكر الدم…

الأخبار الأكثر قراءة

غوتيريش يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
بنيامين نتنياهو يؤكد أنه أوفى بوعده بعدم السماح بإقامة…
ترامب قبل قمة ألاسكا مع بوتين وقف إطلاق النار…
بريطانيا تدين خطط الاستيطان الإسرائيلي وتدعو إلى وقفها فورا
زيلينسكي يؤكد أن روسيا لا تستعد لإنهاء الحرب بل…