الرئيسية » تحقيقات
"حزب الله" اللبنانيّ

القدس المحتلة – وليد ابوسرحان

تبحث جهات إسرائيلية عدّة، عن إجابات لثلاث أسئلة، في شأن انفجار اللغم على الحدود مع لبنان وسورية، كشرارة لاندلاع حرب في المنطقة، خلال العام الجاري، إذ بات واضحًا أنَّ إسرائيل تراهن على كثير من العوامل التي يمكن أن تحد من قدرة "حزب الله" اللبنانيّ على الرد، بعد الغارة الإسرائيليّة التي استهدفت عناصره في سورية، وطالت أيضًا جنرالاً إيرانيًا.

وتتواصل التكهنات الإعلامية، في ضوء حالة الترقب التي تعيشها إسرائيل، بمستوياتها الأمنية والسياسية، في شأن الذي سيحصل في المستقبل جراء إصرار "حزب الله" اللبناني، ومن خلفه إيران، على الرد على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت جنرال إيراني، وأعضاء في "حزب الله"، قبل أكثر من أسبوع، داخل الأراضي السورية.

ولخص المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية آليكس فيشمان، في مقال بعنوان "نأسف لنجاحنا أكثر مما ينبغي"، تفاعلات المشهد السياسي والأمني السائد في إسرائيل، بعد الضربة الموجعة التي نفذها الطيران الإسرائيلي في حق موقع متقدم للقيادة العسكرية لـ"حزب الله"، في منطقة القنيطرة داخل الأراضي السورية.

واعتبر المعلق، الضربة "إنجازًا إسرائيليًا عسكريًا وأمنيًا كبيرًا، صفق له الإسرائيليون وهللوا كثيرًا، ليعقبه شعور بالخوف والقلق، وحالة من التوتر والترقب غير المسبوق، منذ حرب لبنان الثانية في صيف 2006، من طبيعة الرد المتوقع من طرف حزب الله، بدعم ومساندة إيرانية".

وأضاف "بدت معالم القلق تظهر عبر محاولات إسرائيلية  للتنصل من المعرفة المسبقة بوجود الجنرال الإيراني في المكان المستهدف، وذلك بعد أن توعد قائد الحرس الثوري الإيراني إسرائيل بعاصفة مدمرة".

وأشار فيشمان إلى أنَّ "ما ذكر، أخيرًا، من أكثر من مصدر إعلامي، أنَّ إسرائيل طلبت من موسكو التوسط بينها وبين كل من إيران وحزب الله، للحيلولة دون حدوث انفجار إقليمي"، مبرزًا أنَّ "إسرائيل تدرك جيدًا أن حزب الله سيرد لا محالة على اعتداء القنيطرة، ورسالتها للحزب اللبنانيّ تقول إنه (إذا كان الرد حتميًا فإنها معنية بألا يكون الهدف مدنيًا، وإن كان كذلك فإنها لن تستطيع إلا الرد بطريقة قاسية، أما في حال كان الأمر مخالفًا لذلك، كأن يكون الهدف جنودًا إسرائيليين، فهذا لا يعني أنَّ إسرائيل لن ترد، وإنما ستعتبر ذلك نوعًا من الالتزام المتبادل بقواعد الصراع القائم بين الجانبين)".

وأوضح أنَّ "العملية العسكرية الإسرائيلية تحولت إلى أزمة استراتيجية، ونتيجة ذلك باتت منظومات القبة الحديدية تنتشر منذ الآن في الشمال"، معتيرًا أنه "يمكننا أن نفترض أنَّ المخططين لم يحلموا بنجاح باهر بهذا الشكل، فبصاروخين أصبنا ثلاثة عصافير مرة واحدة، وهي انتهاك للسيادة السورية، وضرب رمز لحزب الله، واغتيال جنرال إيراني".

ورأى أنه "إذا كانت إسرائيل تعرف ماذا ومن هاجمت في العملية في الجولان فإنها وضعت نفسها أمام مشكلة في التفكير الاستراتيجي".

ولفت فيشمان إلى أنّه "ليست إسرائيل وحدها الصامتة، بل كل وزارات الخارجية في العالم، وفي هذه الأثناء يتراجع الجميع ويدفنون رؤوسهم في الرمال، على أمل أن يمر الحدث كيفما اتفق، أما إذا وقعت عاصفة ما، فيأملون في إسرائيل أن تكون قصيرة، وفي الوقت الذي تبحث فيه إسرائيل عن مؤشرات تكشف ما ينوي حزب الله القيام به".

واعتبر فيشمان أنَّ "إعلان إيران عن شهدائها، وتشييع شهداء حزب الله بمسيرات شعبية، كما لو أنه إعداد ورسالة للرأي العام في الداخل والعالم، مفادها (نحن نعتزم الرد)".

من جانبه؛ رأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أنه "على الرغم من أنَّ أحدًا غير معني بالتصعيد، سواء إسرائيل أو حزب الله، إلا أنَّ مقتل الجنرال الإيراني سيعقد الوضع"، مشيرًا إلى أنَّ "هذا العامل، يدخل إلى قلب التوتر القائم بين إيران وإسرائيل، وليس فقط حزب الله، وبالتالي فإن السؤال هو ما إذا كانت طهران ستختار، في هذه الظروف، إبقاء الرد في يد حزب الله".

وكشف هرئيل ما يمكن اعتباره "الرهان"، الذي استندت إليه إسرائيل في قرارها باستهداف مقاتلي "حزب الله"، أنَّ "الأخير مشغول في مواجهة (التنظيمات المتشدّدة)، التي تحاول النيل منه، وهذا ما سيقيد حركته في مواجهة إسرائيل".

وأورد هرئيل، على هذه الخلفية، تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأنَّ "حزب الله" ليس معنيًا بالتصعيد، لكنه حذّر من أنَّ "تقديرات مشابهة كانت موجودة عشية حرب لبنان الثانية عام 2006".

وتوقع هرئيل، انطلاقًا من هذه التقديرات، أن "يبادر الحزب بتوجيه ضربة لإسرائيل في دولة أجنبية، دون أن يعلن مسؤوليته عنها".

وألمح هرئيل إلى أنَّ "هذا الهجوم ضد حزب الله مثل غيره من العمليات العسكرية الإسرائيلية المشابهة؛ تقرر رغم وجود معارضة من طرف ضباط داخل هيئة الأركان وتحذيرهم من العواقب".

وأضاف أنَّ "وزير الأمن موشيه يعلون يؤيد جدًا هجمات عدوانية من هذا النوع، ويستند في ذلك إلى تجربته الغنية في مثل هذه العمليات، وأبرزها قيادته وحدة كوماندوس النخبة (سييرت متكال)، في عملية اغتيال القائد الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد) في تونس عام 1988".

وفي السياق نفسه، ينضم لهذه الانتقادات فيشمان، بتوضيحه أنَّ منظمة "حزب الله" وإيران ترغبان برؤية الكثير من الدم، وفي إسرائيل يتكهنون بأن إيران والحزب اللبناني يخططان لعملية وحشية بطريقة خاصة.

وأبرز أنه "يسود التقدير بأن العملية ستكون ضد رجال الجيش، بهدف جباية ثمن مؤلم من إسرائيل، يشمل أكبر عدد من القتلى والجرحى، وبالتالي تنفيذ العقاب والانتقام وتلقين إسرائيل درسًا كي ترتدع".

وأردف إن "حزب الله وسورية تنظران نحو الراعي الإيراني، وترغبان برؤية ما الذي يجيد عمله، عندما تهينه إسرائيل على الملأ"، لافتًا إلى أنَّ "نقطة الانطلاق هي أنهم يبحثون عن تجمع للجنود (موقع، معسكر أو قافلة)، ويمكن لذلك أن يحدث على امتداد الحدود، كما يمكن أن يحدث داخل الأراضي الإسرائيلية، فتجارب الماضي تعلمنا أنَّ لدى حزب الله خلايا نائمة داخل الخط الأخضر، وإذا رغب بتنفيذ عملية ضد تجمع للجنود في وسط البلاد، فإنه يمكنه إيقاظها".

وفي سياق توضيحه خطورة العملية الإسرائيلية؛ أشار فيشمان إلى أنَّ "التعرض للمدنيين يحتم على إسرائيل القيام بعملية عسكرية، تشمل تفعيل الخطط الواسعة التي أعدتها قيادة المنطقة الشمالية ضد حزب الله في لبنان".

ورجّح سيناريو اندلاع حرب لبنان الثالثة، "إذا قام حزب الله مثلًا بإطلاق النار على مواقع استراتيجية داخل البلدات أو في جوارها، أو حاول السيطرة على بلدة حدودية وتنفيذ مذبحة فيها؛ فإن إسرائيل لن ترى نفسها ملتزمة بالرد المحدود، لا في حجم النار ولا في حجم الجبهة".

وكشف أنه "في سبيل دعم هذا القرار، غيّر الجيش الإسرائيلي انتشاره في المنطقة الشمالية، فقد تم تعزيز القوات وإضافة وحدات مدفعية طويلة المدى من مختلف الأنواع، وأعلنت حالة التأهب في سلاح الجو، وتم نشر بطاريات القبة الحديدية للدفاع عن المواقع الاستراتيجية والمدنية الكبرى من الجولان وحتى شاطئ البحر، والآن يجلسون في إسرائيل وينتظرون رؤية كيف ستتدحرج خطة الانتقام الإيرانية".

واستطرد "إن القيادة الشمالية وفي مقر القيادة العسكرية، ولدى وزير الأمن، يقومون بتحليل المعلومات التي تصل إلى المنظومة، ويرسمون السيناريوهات ويستعدون لمختلف الأوضاع"،  مبرزًا أنَّ "الشعور هو أن هناك قنبلة موقوتة لكنهم لا يعرفون متى وأين ستنفجر، وحتى يتم ذلك، يتواصل التأهب والاستعداد في الجبهة الشمالية".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

FBI يعثر على وثائق سرية في مكتب مستشار ترمب…
تحقيق أممي يكشف نوايا إسرائيل في غزة والضفة
تقرير يكشف الموساد نشر 100 عميل في إيران قبل…
بريطانيا تقترب من الاعتراف بدولة فلسطينية مع تصعيد ضد…
المرصد الوطني للإجرام يتحول من جمع البيانات إلى فاعل…

اخر الاخبار

خامنئي يجيز رفع القيود عن مدى الصواريخ الايرانيه
نتنياهو يتعهد باعاده جميع الاسرى المحتجزين في غزه
ترامب يعلن موافقه اسرائيل وحماس على المرحله الاولى من…
حماس تعلن موافقتها على مقترح ترامب في شرم الشيخ…

فن وموسيقى

شيرين عبدالوهاب تعود الى جمهورها بعد سنوات من الالم…
غادة عادل تكشف تفاصيل تجربتها السينمائية الجديدة وتؤكد أنه…
منه شلبي تتالق بالاحمر في العرض الخاص لهيبتا وتكشف…
ليلى علوي تتلقى دعم مهرجان الاسكندريه بعد انتشار مزاعم…

أخبار النجوم

حمزة نمرة يترشح رسميا لجوائز غرامي وينافس على فئتين
احلام تشعل مواقع التواصل بمبادره فنيه جديده مستوحاه من…
آسر ياسين يكشف تفاصيل دوره في فيلم "وتر واحد"
محمد هنيدي يعلن عودة يوسف معاطي للدراما في مسلسل…

رياضة

صلاح يواجه موسما صعبا مع ليفربول والارقام لا ترحمه
بيريز يوضح الفرق بين انضمام رونالدو ومبابي لريال مدريد
اعتداء على نايف أكرد في مطار مرسيليا واللاعب يصفه…
ريال مدريد يفكر في اعادة الظهير المغربي اشرف حكيمي

صحة وتغذية

تأخير معادلة الشهادات الأجنبية يفاقم نقص الأطباء بالمغرب
اكتشاف علمي يمهد لعلاج جذري لمرض السكري من النوع…
وزير الصحة المغربي يكشف عن إطلاق إصلاح هيكلي للقطاع…
خبراء يحذرون من تناول الحبوب من دون ماء

الأخبار الأكثر قراءة

3 سيناريوهات محتملة لرد إيران على قرار إعادة العقوبات
121 طفلاً يموتون جوعاً في غزة وبرنامج الأغذية العالمي…
بدء تنفيذ خطة تسليم السلاح الفلسطيني في لبنان من…
مرصد حقوقي يكشف استخدام مواقع التواصل لجمع تبرعات لحفر…
تراجع معدلات المواليد في مصر بين توجهات حكومية وأعباء…