الرئيسية » تحقيقات
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

واشنطن - المغرب اليوم

عندما بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحديث قبل عشرة أيام عن غزة باعتبارها مكاناً مدمراً، داعياً إلى "تطهير المكان برمته"، لم يكن من الواضح إلى أي مدى كانت هذه التصريحات مرتجلة.
لكن في الفترة التي سبقت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفي تعليقاته في المكتب البيضاوي قبل الاجتماع، وفي المؤتمر الصحفي نفسه، أصبح من الواضح أنه جاد للغاية بشأن مقترحاته.
مقترح ترامب يُعد الانقلاب الأكثر تطرفاً في الموقف الأمريكي الراسخ تجاه إسرائيل والفلسطينيين في التاريخ الحديث للصراع، وسوف يُنظر إليه باعتباره تحد للقانون الدولي.
وبالإضافة إلى كيفية استيعاب الناس العاديين في غزة لهذا الإعلان، فقد يكون له أيضاً تأثير كبير على عملية وقف إطلاق النار المرحلي وإطلاق سراح الرهائن، في مرحلة حرجة كهذه.

يصور ترامب وإدارته دعوته إلى "إعادة توطين" جميع الفلسطينيين بشكل دائم خارج غزة باعتبارها لفتة إنسانية، قائلاً إنه لا يوجد بديل لهم لأن غزة "مكان مُدمّر".

وبموجب القانون الدولي، فإن محاولات نقل السكان قسرا وبالقوة محظورة تماما، وسوف يرى الفلسطينيون، وكذلك الدول العربية، هذا على أنه ليس أقل من اقتراح واضح يهدف إلى طردهم والتطهير العرقي للفلسطينيين من أرضهم.
ولهذا السبب رفض القادة العرب بشكل قاطع أفكار ترامب، التي قدمها بتواتر متزايد على مدى الأيام العشرة الماضية، عندما اقترح أن مصر والأردن يمكنهما "استقبال" الفلسطينيين المقيمين في غزة.
وفي بيان يوم السبت الماضي، قالت مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والسلطة الفلسطينية وجامعة الدول العربية إن مثل هذه الخطوة من شأنها أن "تهدد استقرار المنطقة، وتخاطر بتوسيع الصراع، وتقوض آفاق السلام والتعايش بين شعوبها".
ولطالما كانت رغبة اليمين المتطرف في إسرائيل طرد الفلسطينيين من الأراضي المحتلة وتوسيع المستوطنات اليهودية مكانها.
ومنذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل، طالبت هذه الجماعات - التي كان قادتها جزءا من ائتلاف نتنياهو الحاكم - باستمرار الحرب ضد حماس إلى أجل غير مسمى، وتعهدوا في النهاية بإعادة إنشاء المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة.
كما واصلوا دعواتهم تلك وعارضوا وقف إطلاق النار الحالي واتفاق إطلاق سراح الرهائن.
وفي مؤتمره الصحفي في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، ذهب ترامب إلى أبعد من دعواته المتزايدة مؤخرا لـ "نقل" فلسطينيي غزة إلى مصر والأردن، قائلا إن الولايات المتحدة ستستولي بعد ذلك على المنطقة وتعيد بناءها.
وعندما سُئل عما إذا كان سيُسمح للفلسطينيين بالعودة، قال إن "شعوب العالم" ستعيش هناك، مؤكدا أنها ستكون "مكانا دوليا لا يصدق"، قبل أن يضيف "للفلسطينيين أيضا".
ولخص مبعوثه إلى الشرق الأوسط ،ستيف ويتكوف، الأمر في وقت سابق اليوم، قائلا عن ترامب: "هذا الرجل خبير بالعقارات".
وقال ترامب أيضا إن غزة ستكون "ريفييرا الشرق الأوسط".
وعندما سُئل عما إذا كانت القوات الأمريكية ستشارك في الاستيلاء على غزة، قال ترامب "سنفعل ما هو ضروري".
وتشكل مقترحات ترامب التحول الأكثر تطرفا في موقف الولايات المتحدة بشأن المنطقة منذ إنشاء دولة إسرائيل عام 1948 وحرب عام 1967، التي شهدت بداية الاحتلال العسكري الإسرائيلي للأراضي بما في ذلك قطاع غزة.
وقد كانت غزة موطنا للفلسطينيين الذين أجبروا على ترك منازلهم في الحروب التي أدت إلى إنشاء إسرائيل.
كما أنهم وأحفادهم يشكلون الغالبية العظمى من سكان غزة حتى يومنا هذا.
إن مقترحات ترامب، إذا نُفذت، ستشمل إجبار هؤلاء السكان، الذين يزيد عددهم الآن عن مليوني شخص، على الانتقال إلى أماكن أخرى في العالم العربي أو حتى خارجه، كما يقول ترامب، "لإعادة التوطين بشكل دائم".
كما أن من شأنها أن تمحو إمكانية تنفيذ مقترح حل الدولتين في المستقبل بأي شكل من الأشكال وسوف يرفضها الفلسطينيون والعالم العربي بشكل قاطع باعتبارها خطة طرد.
في المقابل سوف يؤيد الكثيرون من القاعدة السياسية لنتنياهو وحركة المستوطنين القومية المتطرفة في إسرائيل كلمات الرئيس ترامب، وينظرون إليها باعتبارها وسيلة، على حد تعبير نتنياهو، لوقف "تهديد غزة لإسرائيل".
وبالنسبة للفلسطينيين في غزة، فإن هذا من شأنه أن يرقى إلى العقاب الجماعي.

قد يهمك أيضــــــــــــــا 

في خطوة مفاجئة نتنياهو يُقرر تأجيل المفاوضات مع قطر حول غزة حتى الاجتماع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب

حماس تعلن بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة و ترامب يرى القطاع موقعاً للهدم

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وفاة 94 فلسطينياً أثناء الاحتجاز في السجون الإسرائيلية خلال…
استطلاع يظهر تزايد تأثير أفكار الإخوان بين مسلمي فرنسا
وفاة 100 فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية خلال عامين
رحلات غامضة نقلت المئات من غزة إلى دول بعيدة…
أزمة غزة تعيد طرح الدولة الفلسطينية بين تشدد إسرائيلي…

اخر الاخبار

الحكومة المغربية ترفض منع الجمع بين عضوية مجلس النواب…
حموشي يؤكد أن الدورة ال 93 للأنتربول كانت ناجحة…
وزيرة الإسكان المغربية تنتقد محاولات استغلال معاناة متضرري زلزال…
عزيز أخنوش يُجري مباحثات رسمية مع رئيس وزراء الصومال…

فن وموسيقى

تايلور سويفت تتحول إلى قوة اقتصادية عالمية تتجاوز تأثيرها…
تكريم الفنانة المغربية لطيفة أحرار في إفتتاح مهرجان أيام…
شيرين تؤكد عودتها إلى جمهورها رغم الطعنات تنفي إعتزال…
إلهام شاهين تتوَّج بجائزة The Best 2025 كأفضل ممثلة…

أخبار النجوم

تامر حسني يستعد لأولى حفلاته بعد تعافيه من أزمته…
محمد صبحي ينال وسام التفرد من اتحاد المبدعين العرب…
جينيفر لوبيز تتقاضى مليوني دولار لإحياء زفاف ابنة ملياردير…
أيتن عامر تكشف حقيقة جدل تصريحات والدة شيماء جمال

رياضة

أوباميانغ أكبر هدافي دورى أبطال أوروبا 2025
رمضان صبحي يواجه الإيقاف أربع سنوات مع استمرار حبسه…
هاري كين يعود إلى شمال لندن لمواجهة آرسنال في…
كاراغر يهاجم محمد صلاح ويرى أنه يركز على العقود…

صحة وتغذية

أفضل الأوقات لتناول الزبادي لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي
"10 أطعمة يفضل تناولها يومياً إذا كنت تريد العيش…
أطعمة شائعة قد تصبح خطرة عند إعادة تسخينها
حبوب الشعير الكاملة لتعزيز الصحة وخفض الكوليسترول

الأخبار الأكثر قراءة

المحكمة الجنائية الدولية ترفض طلب إلغاء مذكرتي توقيف نتنياهو…
يديعوت أحرونوت تكشف سبب غياب نتنياهو عن قمة شرم…
تقرير يشير إلى أن إسرائيل تأمل أن يمنحها وقف…
وقف إطلاق النار يرسم مشهدا جديدا في المنطقة ومصر…
تحذير السيسي لإثيوبيا يعيد الخيار العسكري إلى الواجهة