الرئيسية » آخر أخبار المرأة
ظَاهِرة التَحَرُش بالفَتيَات فِي مَرَاكِش

مَرَاكِش - سُعاد المِدراع

شَهِدت مَدِينة مَرَاكِش تَطَورات إيجَابِية على مُختلَف المُستَوَيَات، غير أن ظَاهِرة المُعاكسة أو التَحرُش بالنساء في الشَوَارِع العَامة أو أزِقة المَدِينة، مازَالِت قَائِمة ومُنتَشِرة بِشكل كَبير.حيثُ تُعاني الكثير من الفتيات يومياً منها، وبخاصة في شارع محمد الخامس، والحَسَن الثَانِي، وشَارِع القَواس في المَحَامِيد، وقُرب المَحَطة الطرقِية في باب دكالة,وفي سَاحة جَامِع الفَنَا،وفي أحيانِ كَثِيرة، تَتَحَول هذِه المُعاكَسة إلى تَحَرُش جِنسي، وغالباً ما يَصُعب على الفتاة الرَد والدِفاع عن نفسها، تَجَنُباً للدخول في مُلاسَنات كَلامِية، قد لا تعُود بالخير على الطرفين، نظراً إلى العقلية الذُكورية المُتَجَدِرة داخل  المجتمع، أو اللجوء إلى المصَالِح الأمنِية لتُوقِف مَن يتَعَدى على حُريتها, لأن الدولة المَغربِية لا تُعاقب مَن تَحَرَش بها إلا في حَالِةِ الاغتصاب الذِي راحَ ضَحِيتهُ مِئات الفتَيات المراكِشِيات، وكانت النتيجة الحكم بتَزويجها إلى المُغتَصِب في حين يكون مصِيرها الانتحار, وهذا ما سَاهم في استمرار هذا الوضع واستفحاله خصوصاً، في ظل العادات والتقاليد المُتَحَكِمة في المُجتمع المَغرِبِي بصفة عَامة والمراكِشي بِصِفة خَاصة.
   الغريب في الأمر أن الشاب الذي يتَحَرش بالفتيات في الشارع،لايقبلَ أن تتعرض أختهُ،أو إحدى أفراد عائلته لمثل هذِه المواقِف،لأن الأمر يَمِس رُجولته،ولايُمكنهُ تَقَبُل ذلك.
  وتَختلِف قصص التحرش من فتاة إلى أخرى،فلكلٍّ تَجربتها،ففي حِين سَعى بعضهن لإيِصال قضيتهن والمُطالبة بإيجاد قانون يحمهن، فَضَّلَتْ أُخريات الصمت خَوفاً من الفضيحة أو مشاكل داخِل الأسرة،وللوقوف على هذه الظاهرة التقت "العرب اليوم" عدداً من النساء اللاتي يُعتبرن ضَحية المُعاكسة أو التحرش.
تقول هدى تلميذة في إحِدى المَدارس الثانوية  "أَشعُر بالكثير من الضيق عندما يُحاول أحدهم تكِرار محاولاته بالحديث معي، لذا أُفضل العودة إلى المنزل في رفقة زملائي في الدراسة، لأن العِلاقة بيننا أخَوية، كما أن وجودهم يُشكِل حِماية مُؤقتة، لأن بعض المُتَحرشين الذين يتَربَصون بالفتيات أمام المدارس الثانوية يعتقدون بوجود علاقة بين الفتاة وزميلها .." وتُقاطعها أسماء "بالنسبة لنا كفتيات
لايُمكننا حتى الوقوف في نَاصية الشارع، كما يفعل الذكور، وفي بعض الأحيان لايُمكنك حتى انتظار صديقتك، لأن هذا يجعلك عُرضة إلى التحرش من قِبَل أشخَاص يجعلونَك تعتقدين أنك ارتكبت خطيئة، عندما تُطيلين الوقوف في مكانِ ما".
   وتقول خديجة أم لطفلين إن التحَرش بالنسبة لي مَصدر إحراج، أصبحتُ استحي من الخرُوج مع زَوجِي، بعد أن أصبَح بعض المتحرشين لايقيمون وزناً لمفهوم الاحترام، وتُضيف" أصبحتُ أتحاشاه خوفاً على زوجِي،الذي سَبَقَ وأن تَعَرض إلى مُشاجرة مع مُتحرش بِي لم يراع وجوده معي، مما اعتبره إهانة لرجولته، والإعلام الذي أفسَد علينا حياتنا ومجتمعاتنا وبناتنا وشبابنا،وذلك من خلال ما يُعرض علينا في شَاشَات التِلِيفزيون المُدمر،من عُري وتَبَرُج وانتهاك لحرمات الله في مُسلسلات وأفلام ومُسلسلات سَاقِطَة وخَادِشة للحياء".
وتُضيف مَريم مُوظَفة في إحدى الفنادق"التحَرش يُشعرني بأنُوتثي ومادَامت مُجرد عِبارات الغَزَل،وإبداء الاهتمام.. فهي أمُور تُواجِهها المرأة المرغُوبة، حتى لو كانت مُتزوجة، وهو أمر لا يُزعجني ما دام لايُؤثر على حياتي أصلاً".
إن انتشار هذه الظاهرة في الشوارع العامة والرئيسية للمدينة، وأحياناً يَصل إلى مقر العمل، سَاهمت فيه العديد من العوامل أهمها ضَعف الأمنِ في المجتمعِ، وانتشار الفَوضَى، وانعدام المسؤولية، والنَظر إلى المرأة كأنها جسد لا روح، والابتعاد  الكلي عن المبادئ، والانحلال الخُلقي للشباب والفتيات على حد سواء. فلايُمكن أن نُلقي اللوم على الشباب وحده,فهناك فتيات يساهمن بشكل كبير في جلب الأنظار إليهن.
 ويقول يُوسف سائِق سيارة أُجرة "إن وجود التحَرش بالفتيات خصوصاً في أهم شوارع مَراكش، يعود إلى الفتيات أنفسهن، فهن يدعونك ويغرونك بلباسهن وعريهن إلى التحَرُش بهن، والاستفزاز والإغراء هو الدافع إلى التحَرُش, لأننا وببساطة لسنا أحجاراً، وأنا شخصياً قُمت بمعاكسة العديد من الفتيات ولا أُنكر ذلك.
   واجتاحت ظاهرة التحَرُش لاسيما في الصفوف المُحجبات والمُتزوجات، وأصبحت بمثابة كَابوس يُطارد المراكشيات في سابقة لم يعهدها المجتمع المعروف بالتزامه ومُحافظته, مما خَلق رعباً وخوفاً لدى الفتيات بصفة عامة، سواء اللاتي يساهمن في جلب السوء لأنفسهن، أو اللاتي لاحول لهن ولاقوة، وقد أصبحن في كفة واحدة، ولا أحد يُفرق بين الصالحة والفاسدة،إن اتساع رقعة التَحَرُش في المجتمع المراكشي، واتساع مداها باستمرار، يدفعنا إلى التفكير في الحد منه، باعتباره مَحظوراً مَسكوتاً عنه، لا تجرؤ الفتاة على البوح به خَوفاً وتَجنباً للفضيحة التي سَتُلاحقها، وهذا ما حوّل الشارع إلى ساحة حرب أخلاقية نَفسية مَفتوحة بأشكالها كلها، آفة لم نَعُد نَعرف هل هي غريزة طبيعة أوعادة يتوارثها فطرياً الشباب من جيل لأخر، ولكن يُمكن تَقليصها لأنها سلوك غير أخلاقي، نرجو أن يُعاقب عليها القانون، لأنه من العيب أن يبقى مُتفشياً في مُجتمعنا المُسلم.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ارتفاع العزلة بين المسنين في فرنسا إلى مستويات خطيرة
حقوقيات مغربيات يحذرن من ثغرات عميقة في قانون مكافحة…
جريمة عنف خطيرة ضد امرأة تهز المغرب بعد تعرضها…
اعتراف صادم من زنزانة إعدام "قاتل الأبجدية يكشف عن…
ناجيات من اعتداءات جيفري إبستين يروين قصصهن أمام الكونغرس…

اخر الاخبار

الصليب الأحمر الدولي يُعلن خفض ميزانيته لعام 2026 بنسبة…
كوستا وفون دير لاين يؤكدان من جوهانسبورغ عدم استلام…
ترامب يلتقي زهران ممداني في أول محادثات وجها لوجه
المجلس الرئاسي الليبي يعلن عن إطلاق تكتل رئاسي ثلاثي…

فن وموسيقى

تامر حسني يتلقى دعماً كبيراً من نجوم الوسط الفني…
غياب شيرين عبد الوهاب يثير القلق وسط أنباء عن…
عمر خيرت موسيقي استثنائي صنعت تجربته مساراً مختلفاً وحضوراً…
نانسي عجرم تكشف أسرار نجاحها والصعوبات التي واجهتها في…

أخبار النجوم

زواج أحمد السقا يشعل منصات التواصل الاجتماعي
إيمان العاصي تعلن غيابها عن سباق دراما رمضان 2026
منة شلبي تتعاقد علي مسلسلها في رمضان مع إياد…
ياسمين رئيس تعود للدراما في رمضان 2026 بـ "اسأل…

رياضة

محمد صلاح يتصدر البوستر الرسمي لكأس العالم 2026
حكيمي يتسلم جائزة أفضل لاعب أفريقي وهو على السكوتر
حكيمي وبونو يجسدان المجد المغربي في أفريقيا
تألق حكيمي يرفع آمال المغاربة قبل كأس الأمم 2025

صحة وتغذية

دراسة تكشف أن الوجبات السريعة قد تُسبب الاكتئاب
نجاح تجربة لعلاج سكر النوع الأول بزراعة الخلايا الجذعية
تقدماً كبيراً لعلاج السكري من النوع الأول عبر زراعة…
تقنية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لدعم الأطباء في…

الأخبار الأكثر قراءة

الأمير هاري وميغان ماركل يفوزان بلقب الشخصية الإنسانية لعام…
منى زكي وهند صبري أبرز النجمات العرب في صف…
ارتفاع العزلة بين المسنين في فرنسا إلى مستويات خطيرة
حقوقيات مغربيات يحذرن من ثغرات عميقة في قانون مكافحة…
جريمة عنف خطيرة ضد امرأة تهز المغرب بعد تعرضها…