الدار البيضاء - ناديا أحمد
شكلت الزيارة الرسمية للعاهل الإسباني الملك فيليبي السادس يومي 14 و15 تموز/يوليو الماضي للمغرب إحدى أقوى لحظات سنة 2014، على اعتبار أن المغرب أول بلد عربي وأفريقي زاره الملك فيليبي السادس.
وبينّت الزيارة الإرادة الراسخة للملك الشاب، فليبي السادس، في مواصلة المهمة التي باشرها والده، الملك خوان كارلوس، وجعل العلاقات مع المملكة المغربية أولوية استراتيجية، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بملكين شابين، ينتميان لنفس الجيل، غرضهما إضفاء دينامية جديدة على العلاقات الثنائية وتوطيد دعائم شراكة استراتيجية للمستقبل لما فيه مصلحة الشعبين الجارين
وأخذ الملف الاقتصادي حيزًا كبيرًا خلال زيارة العاهل الإسباني ، لكون إسبانيا ، منذ عام 2012 ، أول شريك تجاري للمغرب حيت صدرت إلى المغرب في عام 2014، ما قيمته 5,508 مليار أورو ( بارتفاع 4 % مقارنة مع سنة 2012) ، كما أن المغرب ، الذي تمكن من الظفر بـ 52 % من الاستثمارات الإسبانية في أفريقيا، يشكل أول وجهة أفريقية وعربية للصادرات الإسبانية.
وأبرز ما ميز الزيارة إشراف الملك محمد السادس،،والعاهل الإسباني الملك فيليبي على تدشين مركز للتكوين في مهن الفندقة والسياحة في حي كيش لوداية بتمارة.
ويعكس هذا المشروع ،المنجز من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن باستثمار إجمالي قدره 18 مليون درهم، الاهتمام الخاص الذي يوليه الملك للشباب ، الثروة الحقيقية للأمة بالنظر للدور المنوط بهم كطرف فاعل في مسلسل التنمية الاجتماعية الذي يشهده المغرب.
ويأتي المركز الجديد، الذي يعكس أيضًا حرص جلالة الملك على إشراك هذه الفئة من المجتمع في مختلف الإصلاحات المنجزة على مستوى المملكة، ليؤكد، مرة أخرى، خيار مؤسسة محمد الخامس للتضامن الرامي إلى جعل التكوين الأداة الأنجع لتحقيق الاندماج السوسيو- مهني للشباب.
ويشتمل المركز ، الذي يروم توفير التكوين في مهن الفندقة، والمشيد على مساحة 8300 متر مربع على فندق بيداغوجي كما يضم جناحًا مطعميًا فضلا عن مقتصدية، وقاعات للدروس، والإعلاميات، وتعليم اللغات الأجنبية، والاجتماعات، ودعم إحداث المقاولات ومرافق أخرى.
ويروم المركز الجديد ، الذي يعد ثمرة شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل الذي سيتكفل أيضا بالتأطير "البيداغوجي"، تكوين موارد بشرية ذات كفاءة في مهن الفندقة والمطعمة، والتي تعتبر ضرورية لإقلاع القطاع السياحي بالجهة. وستتيح هذا المركز ، التي كان السادس أعطى انطلاقة أشغال إنجازه في 13 تموز/يوليو 2013 ، وتشجيع المستفيدين المنحدرين من مراكز بعيدة ، لاسيما الفتيات، على الولوج إلى التكوين ،كما سيعمل على مصاحبة الشباب الحاملين لمشاريع في قطاع الفندقة والسياحة.
ويأتي هذا المشروع التضامني لتعزيز مختلف المنجزات والأعمال التي تنفذها مؤسسة محمد الخامس للتضامن على مستوى جهة الرباط- سلا- زمور- زعير، والتي تروم، بالأساس، تثمين مؤهلات الشباب وتحسين ظروف عيش المواطنين. فالعلاقات المغربية الإسبانية ما فتئت تشهد تطورًا كبيرا خلال السنوات الأخيرة ، بالرغم من تناوب اليسار واليمين على الحكومة.
فنوعية العلاقات السياسية بين الرباط ومدريد توفر للبلدين الجارين فرصًا كبيرة في المجالات الاقتصادية والأمنية ومكافحة الجريمة المنظمة والتطرف والهجرة غير الشرعية.