القاهرة - المغرب اليوم
يتكرر السؤال حول قدرة الألوان الفاتحة على منح المساحات المنزلية الضيقة مظهرًا أكثر رحابة، والإجابة المباشرة هي أنّ هذا الاعتقاد صحيح في معظم الحالات. فحين نرغب في إضفاء اتساع بصري على غرفة صغيرة، غالبًا ما نلجأ إلى الدرجات الفاتحة مثل الأبيض والرمادي الفاتح والأزرق الباهت والبيج، إذ تساعد هذه الألوان على عكس الضوء وجعل المساحة تبدو أخف وأكثر انتعاشًا. لكن اللافت أنّ بعض النظريات في علم النفس الإدراكي تشير إلى أن الألوان الفاتحة قد تمنح شعورًا بتقدم السطح نحو العين، ما يجعل الغرف المظلمة أو المغلقة تبدو أصغر إذا لم تتلقَّ قدرًا كافيًا من الإضاءة الطبيعية. لذلك، تُعدّ الألوان الفاتحة خيارًا مثاليًا عندما تتوفر إضاءة جيدة ومساحات مفتوحة، وتندمج في الوقت ذاته مع عناصر الديكور الأخرى لتعزيز الشعور بالاتساع.
اتساع المساحة داخل المنزل لا يرتبط باللون فقط، فهناك عوامل أخرى تؤثر بوضوح على الإحساس بحجم الغرفة، مثل عدد قطع الأثاث وحجمها، ومدى قدرة النوافذ على إدخال الضوء الطبيعي. فالغرف التي تواجه نوافذها الشرق أو الغرب تستفيد من ضوء النهار القوي، بينما تقلّ الإضاءة في الاتجاهين الشمالي والجنوبي. كما تلعب الأسطح العاكسة دورًا مهمًا في تضخيم الإحساس بالمساحة، ومعها تصميم الغرفة وارتفاع السقف ولون الأرضية. وقد تُحدث مرآة واحدة موضوعة في المكان الصحيح فرقًا ملحوظًا في شكل الغرفة.
وعند اختيار الألوان المناسبة للمساحات الصغيرة، يمكن الاعتماد على مجموعة واسعة من الدرجات الفاتحة التي تمنح الغرف مظهرًا أكثر اتساعًا. الأبيض الناصع أحد أهم هذه الخيارات، إذ يضفي إشراقًا ووضوحًا، ويبرز جمال المساحة عند دمجه مع الخشب الطبيعي والنباتات. لكن درجات الأبيض غير المناسبة قد تبدو باهتة في الغرف المظلمة، لذا يجب اختيارها بعناية. ويمثل اللون الكريمي والعاجي بديلًا لطيفًا لمن لا يفضل الأبيض الساطع، أما الأزرق الباهت فيجمع بين السكينة والاتساع، خصوصًا عند دمجه مع سقف وأبواب فاتحة. كذلك يُعدّ الرمادي البارد بدرجاته الفاتحة خيارًا أنيقًا يعزز عمق الغرفة ويمنحها ضوءًا إضافيًا، بينما يمنح الأخضر الفاتح لمسة هادئة تحاكي تأثير الأزرق. ويمكن أيضًا اعتماد لون الخزامى لإضفاء إحساس بالانتعاش، أو الوردي الفاتح في الغرف التي تفتقر إلى ضوء الشمس، مع موازنة اللون بإضافات محايدة مثل البيج أو الأبيض.
ولا يقتصر توسيع المساحات على اختيار اللون المناسب للجدران، بل هناك تقنيات تصميمية فعالة يمكن تطبيقها بطرق بسيطة لتعزيز الشعور بالاتساع. يمكن مثلًا اختيار جدار واحد بلون مميز لخلق نقطة بصرية جذابة، أو توزيع لونين من العائلة نفسها بدرجتين مختلفتين على جدران الغرفة. كما يساعد طلاء السقف بلون مختلف عن الجدران في زيادة الإحساس بالارتفاع، لا سيما عند استخدام الأبيض في الجدران مع لمسة لونية خاصة على السقف. ويُعدّ الأسلوب البسيط في الديكور خيارًا مثاليًا للمساحات الصغيرة، إذ يخفف من الفوضى البصرية. كما يوصى بإضافة الإضاءة إلى الزوايا والتجاويف لزيادة الإشراقة، واعتماد الألوان الباهتة التي تعكس الضوء الطبيعي بسهولة. وفي المساحات التي تفتقر للضوء تمامًا، يمكن للدرجات الصفراء أن تقوم بدور فعّال في بث الإضاءة البصرية وإحياء المكان.
أما اختيار درجة اللمعان المناسبة للطلاء فقد يضيف عمقًا وإضاءة إضافية، إذ يمنح الطلاء شبه اللامع أو شديد اللمعان انعكاسًا واضحًا للضوء يعزز من رحابة المكان. ومع ذلك، فإن أهم قاعدة تظل دائمًا الابتعاد عن الفوضى في الألوان أو المقتنيات، لأن كثرتها تجعل الغرف تبدو أكثر ازدحامًا. بينما تساهم لوحة الألوان الموحدة والمتناسقة في إعطاء مساحة أوسع وأكثر هدوءًا، مهما كان حجمها الحقيقي.
بهذه الخطوات يمكن لأي منزل صغير أن يبدو أكثر اتساعًا وإشراقًا، اعتمادًا على اختيارات ذكية في الألوان وعناصر الديكور.
قد يهمك أيضــــاً:
الإضاءة أبرز عناصر الديكور الحديث
أبرز النصائح لتطبيق ديكور جدران الجبس في المنازل السعودية الرحبة