الرئيسية » التحقيقات السياحية
بانوراما صنعاء المضاءة بنور الشمس

صنعاء - عبد الغني يحيى

هناك ما هو أكثر من العنف في العاصمة اليمنية، من صوت المآذن الساحر وموسيقى العود للسكان الذين يتمتعون بالمكانس، وليس البنادق في محاولة لتنظيف مدينتهم. ليس هناك يوم يمرُّ في صنعاء لا تسمع فيه اللحن الساحر من المآذن. ففي الوقت الذي يعطي فيه الليل الطريق إلى مؤشرات مبكرة لضوء الصباح، تسمع الأصوات المخلوطة من الثناء والصلاة تتصاعد من المآذن التي تحيط بك، وعادة ما يقوم بها كبار السن من الرجال معلنين ولادة يوم جديد. ويجتمع المواطنون للصلاة الأولى في اليوم، قبل أن يتفرقوا في جميع أنحاء المدينة للذهاب إلى أعمالهم اليومية.
 جميع الطرق داخل المدينة تقودك إلى مسجد صالح، وهو الأكبر في اليمن. الذي بناه الرئيس السابق علي عبد الله صالح وانتهى منه في عام 2008، وكان من المفترض بناؤه من أمواله الشخصية، وبالتالي اسمه تكريما له. ويضم ست مآذن ضخمة شاهقة في واحدة من الساحات الرئيسية في المدينة، القاعة الرئيسية تغطي وحدهت 13500 متر مربع ويمكن أن تضم أكثر من 44 ألف شخص. أفضل رؤية للمسجد يمكن أن تراها من فوق أسطح المنازل في المدينة القديمة.

 وفي عام 2011، أثناء الصراع الأخير، أخذ مراد أعزب، وهو فنان الغرافيتي اليمني (واحدا من عدد قليل جدا في البلاد) على عاتقه استخدام الجدران التي مزقتها الحرب للتعبير الفني. حيث يرى أن الرسم هو رسالة السلام والجمال فوق الموت والدمار، ونظم عدة حملات فنية، ودعا الناس للانضمام إليه في الشوارع، للسماح لأسوار المدينة التي تضررت أن تتحدث ويصل صوتها لشعب صنعاء. ومنذ ذلك الحين، نمت شعبية فن الكتابة على الجدران، لا سيما بين الشباب. في عمر 28 عاما، مراد كان أول فنان شارع ملحوظ هنا، وفي أبريل/نيسان عام 2014، فاز بجائزة السلام في الفن من "مؤسسة فيرونيسي"، وهي جائزة سنوية تذهب لفنان يعمل على تعزيز السلام من خلال عمله.

داخل المدينة القديمة الأسطورية لصنعاء، والسوق التاريخي المعروف باسم سوق آل الملح ستجد كل ما هو فريد وجميل في المدينة، شوارعها الصغيرة بمبانيها التقليدية، وينقسم إلى عدة أقسام كما أنك ستجد فيه جميع الأنواع من الذهب والفضة للزبيب والتوابل إلى مجموعة واسعة من الحرف اليدوية والحلي. كما أن لديه بعضًا من أفضل وجبات الإفطار في المدينة بأكملها.
 بعد ظهر كل يوم، اليمنيون يتجمعون للتمتع بتناول القات. إنه النشاط التقليدي الذي يعود الى مئات السنين، حيث اكتشف القات، وهو منشط من أوراق النبات الخفيفة التي تمضغ، لأول مرة. حيث يجلس اليمنيون ويسترخون، ويستمعون إلى موسيقى العود اليمني والدردشة حول كل شيء في حياتهم الشخصية إلى الرياضة والسياسة.
 صنعاء هي المدينة التي تستيقظ قبل أن تفعل. إنها واحدة من تلك الأماكن التي لا تتركها دون أن تحمل بعض من البريق معك، رائحة التوابل بها، والغناء من الباعة المتجولين، وصوت الأغاني من العود اليمني التي تتخلل الحياة اليومية. وليس هناك مكان أفضل لتجد كل هذا إلا في سوق نجوم الوسطى، ويقع على الجانب الشرقي من المدينة. ويحتوي سوق نجوم أيضا على العديد من محلات بيع الحيوانات البرية، فإنه ليس لضعاف القلوب.

في مارس/آذار 2010 أصبح زواج الأطفال مناظرة حاسمة في شوارع المدينة بعد عدة قصص مأساوية، بما في ذلك سالي الصباحي، التي، بعد أن تزوجت في سن العاشرة، تعرضت للاغتصاب والضرب على يد زوجها الذي هو أكبر من ذلك بكثير، وإلهام البالغة من العمر 13 سنة، التي توفت في عام 2010 إثر نزيف داخلي بعد أربعة أيام من زواجها القسري. بعد الإدانة والحملات الخيرية من اليونيسيف ومنظمة المساواة الدولية، حكومة البلاد أخيرا بدت أنها على استعداد لإنهاء التقليد الصادم.
في فبراير/شباط 2011، بدأ نشطاء الشباب وطلاب الجامعات سلسلة من الاحتجاجات في الشوارع. وفي أعقاب ذلك، أكثر أفراد المجتمع، فضلا عن السياسيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان في جميع أنحاء البلاد، بدأوا يدعون إلى التغيير، فقد أرادوا استبدال النظام السياسي القائم، من أجل تحسين حياة الشعب اليمني.
 
وأدى ذلك إلى اشتباكات مسلحة، واعتقال كثير من الناس وقتلهم من قبل الجيش. في أوائل عام 2012، توصل الشعب والنظام إلى اتفاق برعاية دول التعاون الخليجي، الذي تم التوقيع عليه من قبل جميع الأطراف، بما في ذلك الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لإجراء انتخابات رئاسية جديدة. النتيجة: عبد ربه منصور أصبح الرئيس اليمني الجديد في فبراير 2012. الآن، خمس سنوات منذ أن سار في الشوارع، مطالب الشعب اليمني ما زالت لم تتحقق تماما. بدلا من ذلك، تحولت اليمن إلى ساحة حرب طويلة، حيث تنفجر القنابل بشكل أسبوعي.
 الدكتور عبد العزيز المقالح هو الشاعر الأكثر شهرة وبروزا في المدينة ويعرف بـ"شاعر أغرق في الحب" أو "الملهم". وهو مصدر إلهام كبير للشباب، وقال بعض من قصائده التي كان لها تأثير كبير على شباب ثورة 2011.
وتعاني صنعاء من أسلوب البناء الذي لا يمكن وصفها حقا إلا بأنه "عشوائيا"، إلا أن هناك مساحة خضراء محدودة في قلب المدينة. ومع ذلك، هناك إرادة قوية لدى المواطنين لتحسين مدينتهم، سواء كان ذلك من خلال حملات التخضير الصغيرة، أو الواضحة المنبثقة في جميع أنحاء المدينة.
 في ديسمبر/كانون الأول 2012، العديد من السكان المحليين شاركوا في أكبر حملة تنظيف شهدتها صنعاء في أي وقت مضى، والمعروفة باسم المكانس لا البنادق. بعد كل هذا العمل الشاق، المدينة بدت جميلة، وكانت هذه المشاركة الجماعية علامة كبيرة على قوة النشاط الجماعي في صنعاء.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يصدر أكثر من 606 آلاف تأشيرة للمغاربة…
جزيرة بياضة السعودية جنة بحرية هادئة على سواحل جدة
العراق يطلق برنامجاً استثمارياً لرفع عائدات السياحة
شركة الخطوط الملكية المغربية تُعزز شبكة "رحلات بلا توقف"…
جامع الشيخ زايد الكبير الثامن عالميًّا والأول في الشرق…

اخر الاخبار

الخارجية الليبية تتحرك لتصحيح خريطة مبتورة للصحراء المغربية وتؤكد…
حزب الاشتراكي الموحد يقترح هيئة مستقلة ورقمنة شاملة للانتخابات…
الملك محمد السادس يُهنئ مقدونيا الشمالية بعيد الاستقلال ويؤكد…
استدعاء السفير الإسباني من إسرائيل إثر اتهامات رسمية بمعاداة…

فن وموسيقى

الممثلة الفرنسية أديل إينيل تُبحر ضمن "أسطول الصمود العالمي"…
داليا البحيري تكشف معاناتها في صيف الساحل بين المرض…
منى واصف تتوج بلقب سفيرة السلام في العالم تقديراً…
مي عز الدين تكشف العديد من أسرار حياتها الشخصية…

أخبار النجوم

سيلينا غوميز تحتفل بمرور عشر سنوات على ألبوم Revival
محمد منير يشعل الحنين بصوته في أغنية فيلم ضي…
أنغام تكشف موعد حفلها المقبل في العاصمة البريطانية لندن
ياسر جلال يكشف عن إنتهائه من تصوير مسلسله الجديد…

رياضة

رونالدو يبعث رسالة ود لجماهيره بصورة مع صبي الملاعب…
مفاجأة في الميركاتو ناد سعودي يضع محمد الشناوي ضمن…
إنفانتينو يصف تأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس العالم…
ميسي يكشف أسباب تفكيره في إعتزال اللعب الدولي قبل…

صحة وتغذية

دراسة امريكية مكملات الكالسيوم وفيتامين D لا تقلل من…
الكبد الدهني التهديد الصامت الذي قد يقود إلى تليف…
وزارة الصحة المغربية تعرض النسخة النهائية من مرسوم الأدوية…
رائحة الفم الكريهة مؤشر مبكر لمضاعفات السكري وأمراض اللثة

الأخبار الأكثر قراءة

قيوح يؤكد أن المكتب الوطني للمطارات يطمح لزيادة الطاقة…
السياحة المغربية تواصل الصعود بأكثر من 11 مليون ليلة…
مقتل 38 شخصًا في انقلاب سفينة سياحية في فيتنام…
قائد الطائرة الهندية المنكوبة ترك القيادة لمساعده قبل الاقلاع…
متنزهات ايطاليا جوهرة مخفيه تجمع بين الطبيعه الخلابه والمذاق…