القاهرة - المغرب اليوم
أثار برنامج "دولة التلاوة" الذي أطلقته وزارة الأوقاف المصرية بالتعاون مع إحدى المؤسسات الإعلامية اهتمامًا كبيرًا منذ ظهوره الأول، سواء لدى متابعي فن التلاوة أو على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن تولّت تقديمه الإعلامية آية عبدالرحمن، الأمر الذي دفع البعض إلى المطالبة بأن يكون المقدم رجلًا بدعوى أن الطابع الديني للمسابقة ينسجم أكثر مع هذا الاختيار. وفي المقابل، دافعت آراء واسعة عن وجود مقدمة للبرنامج، مؤكدة أن كفاءتها المهنية وقدرتها على إدارة الحلقات تبرران حضورها، مع الدعوة لفتح المجال أمام مشاركة النساء والفتيات ضمن الفعاليات، بوصفه جزءًا من إحياء التراث المصري وتعزيز دور القوة الناعمة.
ويُعد "دولة التلاوة" أكبر منصة لاكتشاف المواهب في ترتيل وتجويد القرآن الكريم، جامعًا بين الاحترافية الفنية وهيبة التلاوة، مع تخصيص جوائز تصل إلى 3.5 مليون جنيه، في إطار سعيه لإحياء المدرسة المصرية الأصيلة في القراءة. وحظي البرنامج بإشادات رسمية، حيث أكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أن الجدل حول استبدال مقدمة البرنامج برجل غير منطقي، وأن المذيعة أثبتت قدرة عالية على إدارة المحتوى الديني وتقديمه بصورة احترافية تتطلب توازنًا دقيقًا في التعامل مع لجنة التحكيم والمتسابقين. وأشارت إلى أن مشاركة امرأة في تقديم برنامج بهذه الأهمية تعكس الدور التاريخي للمرأة المصرية في المجالين الديني والإعلامي، مؤكدة أن تاريخ القراءة في مصر شهد حضور قارئات بارزات منذ بدايات القرن الماضي، ومقترحة تخصيص مسار نسائي داخل المسابقة.
وشهد البرنامج إقبالًا واسعًا منذ فتح باب المشاركة، حيث تخطى عدد المتقدمين 14 ألف متسابق من مختلف المحافظات، قبل اختيار 32 موهبة للمنافسة النهائية بإشراف لجنة علمية متخصصة من وزارة الأوقاف، إلى جانب لجنة تحكيم تضم نخبة من علماء القراءات والمقامات، مع استضافة كبار القراء من العالم الإسلامي.
وأشاد عدد من الشخصيات الدينية والبرلمانية بالبرنامج، مؤكدين أنه يمثل أحد أهم الأعمال التلفزيونية في السنوات الأخيرة لما أحدثه من عودة الاهتمام بفن التلاوة المصرية، ولتحويله حلقاته إلى مساحة تجمع الأسرة حول محتوى ديني رفيع المستوى. كما اعتبروا أن البرنامج يسهم في تنمية المواهب القرآنية لدى الأطفال والنشء، وأن تخصيص مسار للفتيات خطوة طبيعية لكون المرأة شريكًا رئيسيًا في بناء المجتمع.
وحقق البرنامج انتشارًا واسعًا على المنصات الرقمية، بعدما اقتربت مشاهداته من 200 مليون مشاهدة خلال فترة قصيرة، وارتفع عدد متابعي الحسابات الرسمية للجهة المنظمة بمئات الآلاف، في مؤشر على تفاعل الجمهور مع هذا النوع من المحتوى. واعتبر عدد من علماء الأزهر أن البرنامج خطوة مهمة لإحياء المدرسة المصرية الأصيلة في فن التلاوة، واستعادة دورها التاريخي الذي جعل مصر مركزًا عالميًا لهذا الفن، مع التأكيد على أن مشاركة الفتيات تتسق مع تاريخ طويل لقارئات تركن بصمتهن في هذا المجال. كما أشادوا باحترافية مقدمة البرنامج، مؤكدين أن أداءها يعكس مستوى مهنيًا يليق بالمسابقة، وأن الدعوات المطالبة باستبعادها لا تستند إلى مبررات مهنية أو شرعية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
"الأوقاف" المصرية تُنفّذ أكبر خطة لإعمار المساجد وتجديدها
سعيد نعمان يكشف عن تعيين مؤذّن "أبكم" في وزارة الأوقاف المصرية