غزة - كمال اليازجي
صادق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، على خطة عسكرية للسيطرة الكاملة على مدينة غزة، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيداً واسع النطاق في العمليات العسكرية داخل القطاع. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الخطة تأتي بدعم من رئيس الأركان إيال زامير، وتستهدف إنهاء ما وصفته القيادة العسكرية بـ"الوجود العسكري والتنظيمي لحركة حماس" في المدينة.
وبموجب الخطة، بدأت الجهات المختصة في الجيش الإسرائيلي بإصدار أوامر استدعاء لحوالي 60 ألف جندي احتياطي، استعداداً لتنفيذ العملية، مع تمديد خدمة جنود الاحتياط العاملين حالياً لمدة شهر إضافي. وتُعد هذه التعبئة من أوسع عمليات الاستدعاء منذ بدء الحرب، وتشير إلى نية إسرائيل تنفيذ حملة برية موسعة داخل مدينة غزة.
كما تتضمن الخطة التي من المقرر أن تُعرض لاحقاً على المجلس الوزاري الأمني المصغر للمصادقة النهائية، مشاركة خمس فرق عسكرية، إلى جانب "فرقة غزة"، فيما أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى استعدادات لإجلاء نحو مليون فلسطيني من المدينة نحو جنوب القطاع، دون توضيح آلية تنفيذ هذه الخطوة أو الضمانات المقدمة للمدنيين.
وقال كاتس، في تصريحات نقلتها صحيفة "هآرتس"، إن العملية تهدف إلى "تغيير وجه غزة بشكل كامل"، مضيفاً أن "المدينة بعد تنفيذ الخطة لن تعود كما كانت في السابق"، دون تقديم تفاصيل إضافية حول ملامح الإدارة أو السيطرة التي تنوي إسرائيل فرضها بعد العملية.
في المقابل، يتواصل التصعيد العسكري داخل قطاع غزة، في ظل تصاعد أعداد الضحايا المدنيين نتيجة القصف والجوع وسوء التغذية، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، أن إجمالي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ارتفع إلى 62,122 قتيلاً و156,758 مصاباً، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، بينهم 10,576 قتيلاً و44,717 مصاباً منذ استئناف القتال في 18 مارس الماضي.
وخلال الأربع والعشرين ساعة الماضية فقط، استقبلت مستشفيات القطاع جثامين 56 فلسطينياً قُتلوا جراء القصف، بالإضافة إلى 185 مصاباً. كما تم انتشال جثتين من تحت الأنقاض. ولفتت الوزارة إلى أن هذه الإحصائيات لا تشمل محافظة شمال غزة بسبب صعوبة الوصول إليها.
وذكرت الوزارة كذلك أن المستشفيات استقبلت جثامين 22 من ضحايا "المساعدات الجوية"، و49 مصاباً، ليرتفع عدد ضحايا محاولات الوصول إلى المساعدات إلى 2018 قتيلاً و14,947 مصاباً. كما سجلت 3 حالات وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية، ليصل إجمالي ضحايا المجاعة إلى 269 حالة وفاة، من بينهم 112 طفلاً.
في غضون ذلك، تستمر الجهود الدولية للوصول إلى تهدئة. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الولايات المتحدة تواصل مناقشة مقترح لوقف إطلاق النار وافقت عليه حركة حماس. وقالت إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يضع أولوية قصوى لاستعادة جميع المحتجزين لدى حماس، بحسب المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي أكد أن الإدارة الأميركية تضغط باتجاه إنهاء الصراع "بشكل فوري".
من جهته، قال القيادي في حركة حماس، طاهر النونو، إن الحركة قبلت بمقترح الهدنة المطروح، لكنها لم تتلقَ رداً نهائياً من إسرائيل، متهماً حكومة نتنياهو بـ"المماطلة والتسويف"، وعدم امتلاك رؤية سياسية للحل، سوى الاستمرار في "القتل والتدمير".
في المقابل، نقلت تقارير إعلامية أن إسرائيل طالبت بالإفراج عن 50 محتجزاً لديها كشرط للقبول بالمقترح. وتشير المعطيات إلى أن مفاوضات وقف إطلاق النار ما زالت تواجه تعقيدات، وسط ضغوط دولية متزايدة لوقف الحرب المستمرة، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق في القطاع.
وتُجري مصر اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف لمحاولة التوصل إلى تهدئة، فيما قال السفير المصري أحمد عبد العاطي إن "الكرة في ملعب إسرائيل"، مؤكداً أن هناك تجاوباً من جانب الفصائل الفلسطينية، في انتظار موقف واضح من تل أبيب.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
وزير الدفاع الإسرائيلي سنضرب إيران مجدداً إذا هددتنا