الدوحة / غزة - سناء السعداوي / كمال اليازجي- المغرب اليوم
أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان" بأن الفجوات بين إسرائيل وحركة حماس في مفاوضات وقف إطلاق النار التي تُجرى في الدوحة قد تقلّصت، في ظل ما وصفته بـ"مرونة متزايدة" من الجانب الإسرائيلي، لا سيما في ما يتعلق بخطط إعادة انتشار الجيش داخل قطاع غزة خلال فترة الهدنة المحتملة. وتشير المعلومات إلى أن هناك تعديلاً على خرائط الوجود العسكري الإسرائيلي، يسمح ببقاء محدود للقوات الإسرائيلية في محيط محور "موراغ"، مع الإبقاء على وجود عسكري في بعض مناطق رفح.
بالتزامن مع هذه التحركات، أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن وزراء خارجية الاتحاد قرروا إبقاء جميع الخيارات مفتوحة بشأن فرض عقوبات على إسرائيل، في حال لم تُظهر التزاماً بتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة. وأكدت كالاس بعد اجتماع عقد الثلاثاء أن الغاية ليست "معاقبة إسرائيل، بل تحسين الوضع فعلياً في غزة"، مشيرة إلى أن التكتل ينتظر خطوات ملموسة من إسرائيل، تتضمن تنفيذ الاتفاق الذي أبرم معها الأسبوع الماضي.
وكان تقرير صادر عن المفوضية الأوروبية أشار إلى أن إسرائيل انتهكت المادة الثانية من اتفاقية الشراكة الأوروبية الإسرائيلية المتعلقة باحترام حقوق الإنسان، ما دفع الاتحاد إلى إعداد قائمة من الإجراءات المحتملة، تشمل تعليق الاتفاقية، وفرض قيود على التجارة مع المستوطنات، وحتى مراجعة سياسة التأشيرات.
ميدانياً، تتواصل العمليات العسكرية في قطاع غزة، حيث أسفر القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي، صباح الأربعاء، عن مقتل عدد من الفلسطينيين، بينهم أطفال، وفق ما أفادت به وسائل إعلام فلسطينية. وذكرت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة القتلى خلال الـ24 ساعة الماضية بلغت 93 شخصاً، إلى جانب 278 جريحاً، ما يرفع العدد الإجمالي للضحايا منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 58,479 قتيلاً و139,355 مصاباً، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وقد أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيراً عاجلاً لسكان مدينة غزة وبلدة جباليا لإخلاء منازلهم والتوجه جنوباً نحو منطقة المواصي، معلناً عن توسيع عملياته في المنطقة لتدمير ما وصفه بـ"أهداف إرهابية"، فيما أشار إلى تحركات قتالية جديدة نحو وسط المدينة.
وفي سياق آخر، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل ثلاثة من جنوده نتيجة انفجار داخل دبابة ميركافا شمال قطاع غزة، وقد أظهرت التحقيقات الأولية أن الانفجار نجم عن خلل فني تسبب في انفجار قذيفة داخل برج الدبابة، وليس نتيجة استهداف خارجي.
كما قُتل القيادي في حركة حماس وعضو المجلس التشريعي محمد فرج الغول في غارة استهدفت أحد أحياء غزة، في حين أعلن مستشفى الشفاء توقف مستشفى الخدمة العامة عن العمل بالكامل بسبب نفاد الوقود، وسط أزمة إنسانية خانقة تضرب القطاع.
سياسياً، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري بأن المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار لا تزال مستمرة، مع بقاء الوفدين التفاوضيين في الدوحة إلى جانب الوسطاء. وأكد أن الاتفاق الإطاري سيكون قاعدة الانطلاق للمباحثات، نافياً وجود "جمود"، لكنه أوضح أن تحديد مدى زمني للتوصل إلى اتفاق أمر غير ممكن.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه مصادر قريبة من المفاوضات إحراز بعض التقدم عبر "آليات مبتكرة" لتضييق الهوة بين الطرفين، تتهم حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسعي المتعمد لإفشال جهود الوسطاء، وعدم الرغبة في إنهاء الحرب. واعتبرت الحركة أن حديث نتنياهو عن "نصر مطلق" ليس سوى "وهم كبير"، متوعدة الجيش الإسرائيلي بالمزيد من "التكتيكات الميدانية المبتكرة" إذا استمر العدوان.
وتواجه المحادثات في الدوحة تحديات معقدة، أبرزها النقاط المتعلقة بمدة الهدنة المقترحة، والتي حُددت بـ60 يوماً، وآلية الإفراج عن الرهائن، وسط اتهامات متبادلة بين الجانبين بعرقلة التوصل إلى اتفاق نهائي.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
تعثر اعلان وقف اطلاق النار بين حماس واسرائيل يكشف عمق الخلافات حول شروط التهدئة وضمانات التنفيذ