الرئيسية » كتب ومراجع وأبحاث

دمشق ـ وكالات

باتت المدارس في العديد من المحافظات السورية خالية من جرس يُقرع أو تلميذ يذاكر، بعد أن علا صوت القذائف على صوت العلم. مدارس الحكومة ما زالت تعمل في دمشق، لكن ظهرت مدارس بمبادرات ذاتية في أحياء تسيطر عليها المعارضة. حسب تقرير أصدرته الأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر الماضي، فإن حوالي 2072 مدرسة في سوريا تضررت وأصبحت خارجة عن العمل نتيجة المعارك التي تشهدها المدن. كما تحولت 801 مدرسة إلى ملاجئ للعائلات النازحة من المناطق المضطربة، ما أدى لحرمان آلاف التلاميذ من استكمال دراستهم.ونظرا لاستمرار الصراع في سوريا وترك العديد من الطلاب مدارسهم، لجأ بعض الناشطين المتطوعين في العاصمة دمشق إلى إنشاء مدارس في المناطق الخاضعة لسيطرة عناصر من المعارضة المسلحة.تقول رنيم، مديرة إحدى هذه المدارس لـ DW عربية: "إن دموع إحدى الفتيات التي منعها أهلها من الذهاب إلى المدرسة خوفاً عليها، كانت سبباً في أن تقرر مع ست وعشرين ناشطة جامعية افتتاح مدرسة سرية". وتضيف رنيم، إنهم  جعلوا شعارها "أطفالنا لن ننساكم"، حيث أصبحت هذه المدرسة الآن تعج بأكثر من 200 تلميذ وتلميذة من الحي، إضافة إلى آخرين نزحوا مع أهاليهم من ريف دمشق.ولم تتوقع رنيم أن تلقى مبادرتها قبولاً كبيراً من سكان الحي، وتقول "في البداية كان التعليم مقتصراً على الإناث فقط، ولكن إصرار الأهالي على إرسال أطفالهم الذكور أيضاً زاد من مسؤوليتنا، فاضطررنا إلى فتح صفوف جديدة رغم إمكانياتنا المحدودة، لاسيما وأن المدرسة قامت في البداية على جهود شخصية، كأن يقدم أحدهم كتباً مستعملة ويتبرع آخر ببعض الدفاتر والأقلام" .وتستخدم معلمات المدرسة المناهج المعتمدة لدى وزارة التربية السورية "إلا أنهن ألغين تدريس أي مادة فيها تمجيد لبطولات الأسد الأب أو الابن"، حسب ما قالته لنا إحدى المعلمات. تعددت الأسباب التي دفعت الأهالي إلى إرسال أولادهم إلى "المدارس السرية"، لاسيما وأنها محمية من عناصر الجيش الحر. وعن سبب إقباله على هذه المرسة يقول الطالب محمود "لم أعد أرغب بالذهاب إلى مدرسة الدولة، لأنها تقع في منطقة تشهد اشتباكات متكررة"، لكنه أصرّ على رغبته في إكمال تعليمه ولو كان في غرفة صغيرة، ويضيف محمود "في مدرستي الجديدة لم أعد أخاف من استجوابي على حاجز لقوات الأمن، فأثناء ذهابي إلى مدرسة الدولة كان بعض العناصر على الحاجز يسألوني عن أسماء المطلوبين في الحي ويحاولون ترهيبي لكي أتكلم". في حين قالت ربى، وهي معلمة في المدرسة، "نحن نحاول زرع الطمأنينة في نفوس الأطفال، فعلى الرغم من خلو المنطقة من الجيش النظامي، إلا أن القصف لا يهدأ وأحيانا تسقط القذائف بالقرب منا".وأشارت ربى إلى أن الطلاب اعتادوا على صوت القصف، وذكرت ما حصل معها في إحدى الدروس، حيث دارت اشتباكات في منطقة قريبة من المدرسة، وأمام صوت أزيز الرصاص، صمت جميع الطلاب للحظة وعم الهدوء، ثم ضحك الجميع بصوت عال وكأن شيئاً لم يكن. روت مديرة المدرسة رنيم لـ DWعربية ماحصل مع عدد من الفتيات في إحدى المدارس، حيث وجدن على جدران مدرستهن عبارات تهديد بغرض تخويفهن، كونهن من أحياء معارضة لنظام الرئيس بشار الأسد، وفي صباح اليوم التالي فوجئن بوجود جثتي رجلين مذبوحين على باب المدرسة، فأصبن بصدمة نفسية وشرعن بالبكاء، ثم قررن عدم الذهاب إلى مدرسة الدولة وفضلن "المدرسة السرية" حيث يحظين فيها بجو نفسي أفضل.لم تلجأ الأحياء الهادئة في دمشق والتي تنعم ببعض الأمن إلى "المدارس السرية"، فمازالت مدارس الدولة تمارس أعمالها وتقدم التسهيلات المتعلقة بتسجيل التلاميذ الذين قدموا من "المناطق الساخنة"، حتى ولو لم تكن بحوزتهم أوراق التسجيل المطلوبة. وقال عبد الرحمن لـDW عربية، وهو أستاذ في إحدى المدارس الحكومية في منطقة الزاهرة، "تضاعف عدد التلاميذ في مدارس دمشق نتيجة قدوم عدد كبير منهم من مناطق الريف، وأدى ذلك إلى زيادة الأعباء على المدرسين، كما أن الصفوف الموجودة لا تستوعب هذا الضغط". ولم تكن مدارس الحكومة بمنأى عن تداعيات العمليات العسكرية، حيث يؤدي قطع الطرق في بعض الأحيان إلى تغيب المدرسين كون بعضهم يقطن في مناطق تشهد اشتباكات، بالإضافة إلى امتناع بعض الأهالي عن إرسال أولادهم إلى المدرسة حتى ولو كانت في مناطق هادئة، خصوصاً عندما تشهد شوارع العاصمة اشتباكات مفاجئة، كما حصل مؤخرا في ساحة العباسين وشارع خالد ابن الوليد. كما يواجه التعليم الحكومي في الفترة الأخيرة تحدياً كبيرا بعد انفجار سيارات مفخخة قرب العديد من المدارس، حيث انفجرت سيارتان في حي الزاهرة عند مدرستي ربيعة الأنصاري وبدر الدين عابدين ما أحدث حالة هلع بين الطلاب، لذا قال عبد الرحمن "الأيام القادمة لا تبشر بالخير، وأرجوا أن لا نصل لمرحلة نضطر فيها لإغلاق ما تبقى من المدارس في دمشق".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزارة التربية المغربية تفرج عن النتائج النهائية لانتخاب اللجان…
رجال ونساء التعليم غاضبون من "تماطل" أمزازي في التسوية…
"مجلس المستشارين" يفشل في إنجاح المهام الاستطلاعية
"إنجاز المهام" كتاب عن الطرق المناسبة لتحقيق أكبر قدر…
أغلى 5 كتب فى العالم أبرزها "مخطوطة ليستر"

اخر الاخبار

القوات المسلحة الملكية المغربية تشارك في احتفالات الذكرى الخمسين…
الملك محمد السادس يهنئ رئيس جزر القمر بعيد بلاده…
بوتين يحذر من أن سياسات الغرب الحالية ستفاقم النتائج…
حزب الله يؤكد أن التهديدات الإسرائيلية لن تدفعه للتخلي…

فن وموسيقى

أحمد السقا يكشف عن مشاريعه الفنية المُقبلة ويتحدث لأول…
أحمد السقا يؤكد أنه بلا منافس في السينما ويكشف…
ماجدة الرومي تُعبر عن مشاعر محبة وامتنان عميقة تجاه…
صابر الرباعي يؤكد أن مهرجان موازين في المغرب نموذج…

أخبار النجوم

أحمد فهمي عن فيلمه الجديد حلم تحقق بعد سنين…
نادية الجندي تحصُد تكريماً عن فيلم الباطنية وتؤكد ان…
أحمد الفيشاوي يكشف عن نصيحة فاتن حمامة له في…
أحمد حلمي يوقف عرض مسرحيته "بني آدم" بسبب عمرو…

رياضة

ريال مدريد يغادر ميتلايف ويترك مبابي وحده للخضوع لفحص…
المغربي أشرف حكيمي يُحطّم رقماً قياسياً ويتألق مجدداً مع…
رونالدو يختفي عن جنازة جوتا وسط تساؤلات وتكهنات
أشرف حكيمي يقترب من سباق جائزة الكرة الذهبية بعد…

صحة وتغذية

جوز البرازيل كنز غذائي يعزّز صحتك من الداخل إلى…
فيتامين «د 3» مطوَّر يخفف أعراض التوحّد
أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب
بارقة أمل للنساء علاج واعد لأكثر أنواع سرطان الثدي…

الأخبار الأكثر قراءة