ملحمة الأوديسا من أفضل الروايات التي تركت بصمة على مر التاريخ
آخر تحديث GMT 23:01:00
المغرب اليوم -
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

ملحمة الأوديسا من أفضل الروايات التي تركت بصمة على مر التاريخ

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ملحمة الأوديسا من أفضل الروايات التي تركت بصمة على مر التاريخ

ملحمة الأوديسا
لندن - المغرب اليوم

في استطلاع لآراء القراء أجراه موقع "بي بي سي كالتشر"، حلت ملحمة الأوديسا للشاعر الإغريقي هوميروس على رأس قائمة أفضل 100 رواية تركت بصمة في العالم.

وتبحث ناتالي هينز في الأسباب التي جعلت هذه الملحمة تبقى في ذاكرة الإنسانية لآلاف الأعوام.

إذا كان بوسعنا أن نختار أفضل رواية على مر التاريخ، فإن ملحمة "الأدويسا" للشاعر الإغريقي هوميروس هي الأوفر حظًا من معظم القصص الأخرى، والأجدر بأن تحظى بهذا اللقب.

تقع هذه الملحمة في 24 كتابًا، وتتألف من ما يربو على 12 ألف بيت سداسي التفاعيل "وهو البحر الشعري الذي كان يستخدم في الملحمات الإغريقية ومن بعدها الرومانية".

وتدور القصة حول مغامرات أوديسيوس أو أوليس "باللغة اللاتينية"، البطل الإغريقي الماكر والمحير، في أعقاب حرب طروادة. وطالما أشاد بها الناقدون وأجمعوا على أنها أروع عمل أدبي لآلاف الأعوام، وفي القرن الخامس قبل الميلاد، كتب الكاتب المسرحي الإغريقي أخيلوس أن مسرحياته "لا تعدو أن تكون فتات من مأدبة هوميروس".

وألهمت مغامرات أوليس كبار الكتاب من الشاعر الإيطالي دانتي إلى الشاعر والروائي الإيرلندي جيمس جويس، والشاعرة والروائية الكندية مارغريب آتوود.

إلا أن أوليس لم يكن ينشد هدفًا دينيًا ساميًا، بالرغم من كثرة الآلهة والوحوش التي تغص بها القصيدة.

فلم يخض لجج البحار بحثًا عن أشياء عجيبة وجديدة، كأرض لم تطأها قدم أو صوف ذهبي، وهو رمز السلطة في الأساطير الإغريقية.

إنما كان هدفه الوصول إلى بيته بعد حرب دامت عشرة أعوام.

ولا شك أن هذا هو سبب احتفاظ هذه القصيدة برونقها وأهميتها في ثقافتنا اليوم رغم مرور 2700 عام على تنظيمها، إذ ربما تعود إلى القرن الثامن أو السابع قبل الميلاد.

فعندما تقرأ القصة ستشعر أنها رغم عظمتها، فإنها بسيطة بحيث تتأثر لها نفوسنا، وستجد أنها واسعة النطاق لكنها مفعمة بالتفاصيل، مثل وصف الأزهار التي تنمو خارج كهف عروس الماء كاليبسو، أو نعومة صوف خراف "السيكلوب". "وهي مخلوقات غريبة بعين واحدة".

تطرح هذه القصة أسئلة عن أهمية الشجاعة والرجولة، ولا سيما حين يخوض المرء غمار الحياة وقد تجرّد من ألقابه وانتزع من بيئته ومحيطه، فقد غدا أوليس زوجًا بعيدًا عن زوجته، وأبًا محرومًا من رؤية ابنه، ومحاربًا خارج ميدان القتال، وملكًا بلا مملكة، وقائدًا بلا جيش، وقد بات ألعوبة في يد الألهة، وابنًا قد ماتت أمه كمدًا بعد أن ظنت أنه مات.

فهو رحالة وقرصان ومغامر ولاجئ.

الأساطير المثلى
تصور القصيدة للقارئ السرد القصصي على أنه محض أكاذيب ومبالغات وأساطير تتعارض مع بعضها بعضًا في تسلسل زمني غير مترابط.

فقد سُردت قصة أوليس في القصيدة عدة مرات بدرجات متفاوته من الدقة، سواء على لسان أوليس نفسه أو ترنم بأبياتها الشعراء، أسوة بهوميروس، وسردها أوليس حين كان متخفيًا في صورة شاعر، مختلقا أكاذيب عن رحلاته لبلوغ مآرب خاصة.

وفي الكتاب الـ12، لم يستمع إلى غناء حوريات البحر "التي تعرف باسم "السيرينات" إلا أوليس، بعد أن سدّ جميع البحارة آذانهم بشمع العسل الطري، لأن هذه المخلوقات الأسطورية تغوي الرجال بأصواتها الشجية وتقودهم إلى حتفهم.

كان أوليس حريصًا كل الحرص على ألا يفوت لحظة من مغامراته، إلى حد أنه طلب من رفاقه أن يشدوا وثاقه إلى صاري السفينة حتى يستمع ولا يتحرك.

وكأنه يتحدث عن الجمهور المفتون بالقصة.

وكانت حوريات البحر تلك تعرف كيف تستميله، إذ كانت تصفه بـ"البطل المرموق".

بالطبع لا يخالج القارئ شك في أن أوليس جابه الكثير من الصعاب واقتحم الأهوال، ونجد متعة في متابعة مغامراته الخيالية الرائعة.

تسرد ملحمة الأوديسا رحلة أوليس التي استغرقت عشرة أعوام من طروادة إلى منزله في إيثاكا.

ولكنها بدأت منذ أواخر العام العاشر، حين كان أوليس ينتظر في جزيرة أوغيغيا أمضى فيها مع عروس البحر "كاليبسو" سبعة أعوام، وكان ملتاعًا يطيل النظر إلى البحر على أمل أن يعود إلى منزله.

وقابل أوليس في الأعوام الثلاثة الأولى بعد مغادرة طروادة خراف "السيكلوب" التي تأكل لحوم البشر، ومدمني المواد المخدرة الذي يتحركون وهو نائمون، والعمالقة سفاكي الدماء، و"السرينات" القاتلات، وساحرة، ووحشي البحر سيلا وكاريبديس.

ورويت هذه المغامرات بأسلوب السرد الاسترجاعي، الذي يعتمد على استدعاء السارد للماضي.

كما يتابع القارئ قصتين أخرتين على هامش قصة أوليس، وهي قصة بينيلوبي، زوج أوليس التي طالت معاناتها، ونتتبع أيضًا رحلات تليماكوس ابنهما الطائش التي كانت أضيق نطاقًا من مغامرات أبيه.

ولعل أشهر مغامرات أوليس جاءت في الكتاب التاسع، حين وصل مع رفاقه إلى جزيرة تسكنها مخلوقات "السيكلوب".

واستدرجهم بوليفيموس، وهو "سيكلوب" من آكلي لحوم البشر، وحبسهم في كهف، ثم سأل أوليس عن اسمه، لأنه يحب أنه يعرف اسم الشخص الذي سيأكله لاحقًا.

فأجابه أوليس بدهاء إن اسمه "لا أحد"، ثم سقاه أوليس الخمر حتى غاب عن وعيه، وفقأ عينه بعصا مسنون بالحرارة.

وبهذا ضمن أوليس أنه كسر شوكة السيكلوب بحيث لم يعد قادرًا على قتل أوليس، ولكنه في الوقت نفسه، كان لديه من القوة ما يمكّنه من زحزحة الصخرة العملاقة التي تسد مدخل الكهف، ليطلق الخراف خارج الكهف في اليوم التالي، وبذلك سيتيح الفرصة لأوليس أيضًا للهرب.

وحين صرخ بوليفيموس واستنجد برفاقه في الجزيرة أن "لا أحد ألحق بي الأذي"، لم يجبه أحد. فإذا كان لا أحد يؤذيه، فلا شيء قد يفعلوه لمساعدته.

التفاخر بالاسم
اعتاد أوليس الكذب، وأصبح سجية له، وكان يتفنن في اختلاق هوية أو قصة غير حقيقية بسهولة وبكثرة على مدار القصيدة. ولكن في هذه المرة، حين كان يبحر مبتعدًا عن العملاق الأعمى، لم يتمالك نفسه بالتفاخر أمام بوليفيموس، فصرخ باسمه الحقيقي ليعرف أن من هزمه كان أوليس الشهير.

إلا أن أوليس لم يدرك أن بوليفيموس قد يكون له أصدقاء في منزلة أعلى، ولعلهم تحت قدميه. إذ كان بوليفيموس ابن بوسيدون إله البحار عند الإغريق.

وإذا كنت تنوي أن تقطع البحار على سفينة لتصل إلى منزلك، فلتحذر كل الحذر من استفزاز بوسيدون، رغم أن أوليس كانت تدعمه أيضًا في معظم مغامراته الإلهة أثينا.

وقد أصبحت ملحمة الأوديسا، بفضل هذه العناصر الخيالية، مصدر إلهام للكتاب في جميع المجالات.

إذ بنى عليها جيمس جويس روايته "أوليس"، وكتبت مارغريت آتوود رواية "بينيلوبياد"، التي تسرد فيها بينيلوبي زوجة أوليس من وجهة نظرها ما لاقاه زوجها من أهوال في طريق العودة إلى المنزل.

وتابع الأطفال مسلسل الرسوم المتحركة الفرنسي الياباني "أوليس 31"، وهو من نوعية الخيال العلمي، في ثمانينيات القرن الماضي، ويعرض المسلسل مغامرات أوليس وابنه تيليماكوس في الفضاء.

وطورت شركة نينتيندو لعبة "سوبر ماريو الأوديسا"، حيث يحاول ماريو إنقاذ الأميرة "بيتش" من براثن "باوزر" الذي يكرهها على الزواج منه، على غرار مقاومة بينيلوبي للخطّاب الذين كانوا يتقدمون لها في ملحمة الأوديسا، على أمل أن يعود حبيبها قبل أن تُرغم على الزواج من شخص آخر.

ويسافر ماريو على متن سفينة على شكل قبعة ضخمة، وهي ليست مأخوذة من القصة الأصلية، ولكن بالطبع لا يخلو الأمر من بعض أوجه التشابه.

ومن الواضح أن الجزء الأخير من مسلسل "الهروب من السجن"، (بريزون بريك)، كتبه بعض أشد المعجبين بملحمة الأوديسا، إذ احتُجز مايكل شوفيلد سبعة أعوام في سجن يسمى "أوغيغيا"، وهو نفس اسم الجزيرة التي تعيش فيها كاليبسو، ونفس المدة التي ظل فيها أوليس حبيس الجزيرة، وإن كان أوليس لم يلاق من المشقة ما لاقاه شوفيلد.

واستخدم شوفيلد اسم أوليس المستعار "أوتيس" الذي يعني لا أحد، وقبل نهاية المسلسل، يحارب شوفيلد عميلًا اسمه الحركي "بوسيدون"، ويصيب رجلًا بعين واحدة بالعمى، وفي فيلم الرسوم المتحركة "اختفاء شيهيرو في عالم الأرواح" للمخرج مياكازي عام 2001، تشاهد شيهيرو والديها يفرطون في الأكل حتى يتحولون إلى خنازير، وهذا يذكرنا بكيرس، إلهة السحر، التي حولت جنود أوليس إلى خنازير بنفس الطريقة.

تعد الأدويسا ملحمة عميقة ومفعمة بالتفاصيل ومليئة بالأحداث، وستظل الأدويسا الأن وحتى بعد 2700 عام ينبوعًا يغترف منه القارئ شعرًا والكاتب قصصًا.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملحمة الأوديسا من أفضل الروايات التي تركت بصمة على مر التاريخ ملحمة الأوديسا من أفضل الروايات التي تركت بصمة على مر التاريخ



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib