في لحظة إنسانية مؤثرة، أطلت الفنانة اللبنانية كارول سماحة للمرة الأولى إعلامياً بعد وفاة زوجها المنتج ورجل الأعمال المصري وليد مصطفى، متحدثةً بقلب مكسور ودموع لم تُخفِها، عن تفاصيل الأيام الأخيرة التي سبقت رحيله، وعن الصدمة التي عاشتها بعد تلقيها خبر وفاته أثناء وجودها في بيروت، حيث كانت تستعد لتقديم عرضها المسرحي الجديد. أطلت كارول ضيفةً على الإعلامية منى الشاذلي في برنامج "معكم"، لتفتح قلبها للمرة الأولى، وتروي تفاصيل الألم والغياب، كاشفةً في الوقت ذاته عن الوصية التي تركها زوجها، وعلاقتها العميقة بأسرته، وخصوصاً ابنته "أمينة".
روت كارول كيف جاء الخبر صادماً لها، مؤكدة أن مصر باتت مرتبطة في وجدانها بوجود زوجها الراحل، مشيرة إلى أنهما كانا في خضم التحضير لمسرحية "كلو مسموح"، التي كان من المفترض تقديمها في مايو الماضي، لكن الأوضاع في لبنان أجّلت المشروع، ليتزامن الموعد الجديد للعروض مع تحديد العملية الجراحية الدقيقة التي كان زوجها سيجريها. وكشفت كارول عن أنه أصيب بوعكة صحية تطلبت عملية لتركيب دعامات بالقلب قبل جراحة الكلى، وأنها اضطرت لتأجيل كل ارتباطاتها الفنية من أجل الوقوف بجانبه، إلا أن وليد أصرّ في آخر مرة على ألا تؤجل المسرحية مرة أخرى، قائلاً لها: "لازم نكمل حياتنا".
في تلك الفترة، أصيبت كارول بفيروس كورونا ولم تستطع أن ترافقه في يوم الجراحة بسبب ضعف مناعته. بعد نجاح العملية واطمئنانها عليه، سافرت إلى بيروت للتحضير للعرض، لكنها تلقت بعدها اتصالاً ينقل لها خبراً صادماً: زوجها قد تدهورت حالته فجأة، ثم توفي. لحظة سماع الخبر، كانت كارول في بيروت، وسافرت فوراً إلى مصر، لكنها قالت إنها شعرت حينها بغربة خانقة في مطار القاهرة، وكأن كل شيء توقف من حولها.
أوضحت كارول أنها لم تتمكن من توديع زوجها، رغم أنها لم تفارقه طيلة سنوات مرضه، حيث عاشت معه رحلة الألم منذ عام 2018، وكانت تلازمه في كل المراحل، من العمليات إلى لحظات الاستقرار، لكنها اعتبرت أن القدر لم يمنحها فرصة الوداع الأخيرة، وهو ما جعل الحزن مضاعفاً. واستعادت لحظات العزاء التي قالت إنها شعرت خلالها بأن كل من حضنها كان بمثابة أخ أو قريب، حتى الغرباء، لأنها كانت بحاجة إلى الشعور بالأمان في ظل غياب شريك حياتها.
كارول تحدثت بصدق عن طبيعة مرض زوجها الذي أثر على طاقة البيت وحياتهما، لكنها أكدت أنه رغم المرض، كان وليد دائم التفاؤل والتمسك بالحياة، وكان يلهو مع ابنتهما "تالا" كطفل، محاولاً عبرها الهروب من الواقع المؤلم، موضحة أنهما اتفقا على إخفاء تفاصيل المرض عن الجميع لتجنب نظرات الشفقة. وقالت بوضوح: "أنا لا أخاف من الموت، لكنني أهاب المرض"، معبرة عن رفضها لإظهار الحزن أمام الآخرين، لا رغبةً في الإنكار، بل حفاظًا على خصوصيتها واستقرار ابنتها.
وعن الانتقادات التي وُجهت لها بشأن عودتها السريعة للعمل بعد وفاة زوجها، قالت كارول إن البعض لا يدرك أن الاستمرار في العمل كان جزءاً من وصية وليد نفسه، الذي جهّز كل شيء قبل العملية، وطلب منها بوضوح أن تواصل حياتها. وكشفت أن علاقتها بابنته من زواجه السابق "أمينة" ووالدتها قوية، بل ازدادت عمقاً بعد وفاته، مؤكدة أن هذه العائلة اجتمعت على حب وليد، ولن تلتفت لأي كلام خارجي يهدف إلى تفكيك روابطهم.
تأثرت كارول خلال اللقاء حين تحدّثت عن إشادة الجمهور بأدائها الاستثنائي في مسرحية "كلو مسموح"، مؤكدة أن المسرح بالنسبة لها ليس تمثيلاً، بل حياة كاملة تُعاش بكل مشاعرها. وقالت: "الناس تظن أننا نمثل، لكن المسرح هو الحقيقة الكاملة، سواء في الفرح أو في الحزن". وأكدت أن العمل كان من المفترض تقديمه ثلاث مرات سابقة لكنها أرجأته من أجل وليد، وأنهما كانا متفقين على المضي قدمًا هذه المرة مهما حدث.
أما عن ابنتها "تالا"، فقد روت كيف أنها بعد وفاة والدها أصبحت متعلقة بها بشدة، حتى أنها طلبت منها ألا تبكي، قائلة لها: "مش عايزاكي تعيطي.. مش عايزة أخسرك أنت كمان"، وهو ما جعل كارول تتمالك نفسها أمامها، وتنتظر ذهابها إلى المدرسة لتنفرد بحزنها.
وفي لحظة بوحٍ خاصة، تحدثت كارول عن أغنية "حاولت كثير" من ألبومها الجديد، التي كتبتها ولحنتها بنفسها، معتبرة إياها رسالة غير مباشرة لوداع زوجها. وأوضحت أنها كتبت الأغنية في الفترة التي سبقت العملية، وكانت تعاني من مشاعر ثقيلة لم تستطع مشاركتها حتى مع وليد نفسه، فكانت الأغنية وسيلة للتنفيس عن وجعها الداخلي.
المنتج وليد مصطفى، الذي رحل عن عمر ناهز 53 عامًا، كان من الشخصيات البارزة في الإعلام وصناعة المحتوى العربي، وقد وُري جثمانه الثرى في القاهرة، حيث أقيم له عزاء بحضور عدد كبير من الشخصيات العامة، كما أقيم عزاء ثانٍ في بيروت حضره نجوم الفن والإعلام اللبناني.
وبرحيله، فقدت كارول سماحة شريك حياتها، لكنها رغم الغياب، بدت أكثر إصرارًا على استكمال الطريق، وفي عينيها بريق وفاء ممتد لمن غاب جسداً، لكنه بقي حاضراً في القلب والروح.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر