بيروت - وكالات
أكّدت أحدث البحوث الطبيّة أن السياسات المتّبعة لمكافحة التدخين ومساعدة المدخنين في الاقلاع عن هذه العادة المدمّرة التي تمّ تطبيقها في نحو 41 دولة خلال الفترة من عام 2007 وحتّى 2010 سيسهم في الحيلولة دون حصول نحو 7,4 ملايين حالة وفاة مبكرة في حلول سنة 2050، وذلك وفقاً لأحدث الدّراسات الصّادرة عن "منظّمة الصّحة العالمية". وأوضحت البحوث أن الإجراءات التي اتّخذت في هذا الصّدد مثل برامج الإقلاع عن التدخين وحملات رفع الوعي الصحي بأخطار هذه العادة المدمّرة، بالإضافة إلى مضاعفة الضرائب المفروضة على علب السجائر، قد ساهم بشكل فعّال في الحد من انتشار هذه العادة المدمّرة.
ولم تقتصر فوائد سياسات مكافحة التدخين على خفض معدلات الوفيات المبكرة، بل امتدّت لتشمل تراجع أخطار ولادة أطفال يعانون تشوهات خلقية أو منخفضي الوزن بالإضافة إلى خفض أخطار الإصابة بعدد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وضغط الدم المرتفع، فضلاً عن أمراض خطرة مثل السرطان وخصوصاً في الرئة والثدي.
من ناحية أخرى، يرفع الإقلاع عن التدخين بمعدّلات طفيفة فرص الإصابة بمرض السكري بين المسنّات. فرغم أن الاقلاع عن عادة التدخين المدمّرة يعد من أهم النصائح التي يوجهها الأطبّاء للمدخنين حرصاً على صحّتهم ووقايتهم من الأمراض، إلاّ أن أحدث البحوث الطبية كشفت النقاب عن أن الاقلاع عن هذه العادة المدمّرة قد يزيد معدلات طفيفة فرص الإصابة بمرض السكري بين المسنّات.
فقد توصّل فريق من العلماء الأميركيين بجامعة "انديانا" أن الاقلاع عن التدخين يقلّل بشكل كبير خطرالاصابة بأمراض القلب الخطيرة بالنسبة الى السيدات في مرحلة سن اليأس خصوصاً ممّن لا يعانين مرض السكري.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أشارت فيه الدراسة إلى أنه رغم أن الاقلاع عن التدخين قد يؤدّي إلى اكتساب نحو 5 كيلوغرامات في المتوسط، وهو ما يقلل من الفوائد الصحية الجمة للتخلي عن العادة المدمّرة، إلاّ أن الاقلاع عن التدخين يظلّ من الخطوات المهمة للحفاظ على الصحة من أخطار الأمراض .
وفي محاولة لتقييم فاعلية وأهمية الاقلاع عن التدخين وعلاقته بمرض السكري، عكف فريق من الباحثين برئاسة الدكتور نورمان إيدلمان، كبير الأطباء في جمعية الرئة الأميركية على درسه بين مجموعة من المدخنات في مرحلة سن اليأس واللواتي اكتسبن بعض الوزن عقب الاقلاع حيث أشارت المتابعة إلى حصول ارتفاع بينهن في فرص الإصابة بمرض السكري بسبب الكيلوغرامات الزائدة التي اكتسبناها رغم التراجع الملموس في فرص الإصابة بأمراض القلب المزمنة.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر