سيدة لبنانية تُجهض طفلها بسبب انقطاع دواء وصرخة طبيب تختصر معاناة المرضى
آخر تحديث GMT 13:57:48
المغرب اليوم -

سيدة لبنانية تُجهض طفلها بسبب انقطاع دواء وصرخة طبيب تختصر معاناة المرضى

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سيدة لبنانية تُجهض طفلها بسبب انقطاع دواء وصرخة طبيب تختصر معاناة المرضى

خسرت هذه المرأة جنينها
بيروت - المغرب اليوم

كانت تحمله في أحشائها وتراه ينمو في داخلها بفرح وصبر، هي التي عانت من إجهاضات سابقة تلقفت خبر حملها بكل حماسة وامتنان. 4 أشهر مضت برعاية صحية لتفادي أي خسارة مؤلمة لم تكن لتتحملها، ولكن في لبنان قد تعيش الخسارات بسبب انقطاع الدواء. نعم في 2021 نحن نتحدث عن انهيار القطاع الصحي وفقدان أدوية رئيسية، في لبنان يموت الشخص نتيجة عدم تلقيه العلاج بسبب عدم توفر الأدوية وليس نتيجة المرض، إنها المهزلة!
أن تعيش في لبنان في ظل الفوضى والاحتكار والمحسوبيات التي تتحكم ببعض قطاعاته، يعني أن تضع حياتك على طاولة المراهنة، صحتك "على كف عفريت" تتحكم بها قدرتك المالية في شراء الدواء أو الاستسلام.
في العام 2021 خسرت هذه المرأة جنينها بسبب عدم توفر إبر Lovenox بانتظام، خسرت طفلها في الشهر الرابع من حملها لأنها لم تتمكن من تأمينها أو تخزينها أو شرائها شهرياً لأنها مقطوعة، أو لأن بعض محتكري الدواء لم يجدوا في توفيره ربحاً كافياً، للمال سلطة أقوى من الإنسانية.
صرخة الاختصاصي في طب العائلة الدكتور محمد جردلي منذ يومين هزّت إنسانيتنا ولم تهز ضمائر المسؤولين، في حين أنها تُسقط حكومات في الخارج.
"عندي مريضة حامل بالشهر الرابع وبحاجة لأبر سيلان Lovenox، ومش عم تلاقي الأبر بانتظام اليوم اتصلت فيي لتقولي إنها روّحت...والله ما بعرف شو بينقال...". من تغريدة على تويتر إلى اتصال يكشف معاناة ما يجري مع اللبنانيين، في حين أن الأدوية ما زالت مقطوعة بالرغم من رفع الدعم الجزئي عنها.
يشرح جردلي أن "المرأة تعاني تجلّطات وهي بحاجة إلى أخذ هذه الإبر لتثبيت الحمل وعدم الإجهاض. لكن المشكلة أن هذا الدواء غير موجود في لبنان والبديل غير موجود أيضاً، ما دفعها إلى محاولة تأمينه من سوريا أو تركيا".
في لبنان لا يمكن للجميع شراء الدواء، عليك أن تكون من الفئة الميسورة أو التي يكون راتبها بالفريش دولار لتأمين الدواء أو البحث عن بديل البديل وما قد يرتبه ذلك من مخاطر ومضاعفات وآثار جانبية على الصحة.
يصف جردلي ما جرى بالقول: "هناك أمور لا يمكن تعويضها، لقد خسرت هذه المرأة جنينها في الشهر الرابع من حملها، من يعوّض لها هذه الخسارة والصدمة؟ وهذه الخسارة كان يمكن تفاديها لو كانت هذه الأدوية متوفرة ومؤمنة كما كانت سابقاً".
ما يتلقاه جردلي من اتصالات من مرضاه لا يختلف عن اتصالات استغانة لأطباء آخرين، يواجه كثيرون مضاعفات نتيجة عدم تناولهم أدويتهم بانتظام أو إيجاد حتى البدائل. أنا طبيب العائلة وقد حزنتُ لما جرى معها فكيف حالها؟ ماذا تفعل الدولة باللبنانيين اليوم، إنها تقول لهم "إذا لم تكونوا من الميسوريين، ستموتون".
لا أدوية في لبنان ولا جنريك ولا براند، ولم يعد أمام الناس سوى اللجوء إلى مراكز الرعاية الصحية التي تفتقر بنفسها إلى أدوية رئيسية. ما هي هذه الخطة الجهنمية في رفع الدعم الجزئي عن أدوية الأمراض المزمنة والإبقاء على غيابها أو انقطاعها في السوق؟ ماذا يتوجب على المريض فعله في هذه الحالة؟
إذا كان المريض ميسوراً يؤمن الدواء من الخارج. أما اذا كان "على قد حاله" عليه أن يقف متفرجاً مع تدهور صحته أو البحث عن بديل البديل.
هذه الحادثة ليست الوحيدة، هناك مريض سكري لم يعد يتناول أدويته بشكل منتظم يعاني اليوم من التهابات في ساقه، لم يجد دواء التهاب لمعالجتها. وقد وصل الالتهاب إلى العظم، فمن ينقذ ساقه من خطر البتر؟ نحن في 2021 وعدنا لنتحدث عن خطر بتر ساق مريض سكري لتعذر تأمين أدوية التهابات وأدوية السكري، في حين يجد الأطباء أنفسهم عاجزين أمام هذا الواقع. هناك حوالى 50% من الأطباء هاجروا من لبنان بحثاً عن فرص عمل بعيداً عن هذه الأزمة التي تعصف بلبنان، أما الباقي فيعالج حسب الموجود.
الكميات التي تُسلم إلى الصيدليات قليلة جداً، في حين أن مراكز الرعاية الصحية تفتقر إلى أدوية رئيسية براند وتؤمن الجنريك بما توفر لديها. ما يعني أننا أصبحنا في مجتمع منقسم "مرضى ميسورون يتعالجون على نفقتهم ويشترون الدواء من الخارج، ومرضى يلجؤون إلى مراكز الرعاية الصحية والبحث عن بدائل متوفرة".
ويختصر جردلي: "الوضع سيئ جداً، وأصبح الوضع الصحي مثل أفريقيا. لذلك يجب كسر احتكار الأدوية وتفعيل مكتب الدواء وتعزيز الصناعة المحلية ومراقبة الأدوية ودعم الجنريك (اليوم الجنريك أغلى في بعض الحالات من البراند) والأهم تفعيل نظام الرعاية الصحية الشاملة".
الوقت عدو المريض، ما يجري جريمة بحق اللبناني، الوقاية خير من ألف علاج، ولكن كيف يمكن أن نحمي صحتنا في مجتمع يفتقر إلى أدوية أساسية؟ هذه الخسائر من يتحمل ثمنها وثمن أوجاع الناس الذين أصبحت أرواحهم رخيصة؟


قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

علاجٌ مُحتمل لتشوّهات الجنين بعد كشف أسبابه

 

قصة وفاة صيدلانية مصرية وجنينها بسبب تداعيات إصابتها بفيروس كورونا تُثير الجدل

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيدة لبنانية تُجهض طفلها بسبب انقطاع دواء وصرخة طبيب تختصر معاناة المرضى سيدة لبنانية تُجهض طفلها بسبب انقطاع دواء وصرخة طبيب تختصر معاناة المرضى



الأناقة الناعمة تميز إطلالات النجمات في أسبوع الأزياء بالرياض

الرياض - المغرب اليوم

GMT 12:13 2025 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

جورجينا رودريغيز تخطف الأنظار في أسبوع الموضة بالرياض
المغرب اليوم - جورجينا رودريغيز تخطف الأنظار في أسبوع الموضة بالرياض

GMT 09:41 2025 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

دليلكِ لتجربة شتوية لا تُنسى في نيويورك
المغرب اليوم - دليلكِ لتجربة شتوية لا تُنسى في نيويورك

GMT 16:12 2025 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يهدّد بنزع سلاح حماس في حال عدم تنازلها عن أسلحتها
المغرب اليوم - ترامب يهدّد بنزع سلاح حماس في حال عدم تنازلها عن أسلحتها

GMT 13:14 2025 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

سرقة مجوهرات التاج الفرنسي تهز متحف اللوفر وتغلق أبوابه
المغرب اليوم - سرقة مجوهرات التاج الفرنسي تهز متحف اللوفر وتغلق أبوابه

GMT 06:13 2025 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس الأوكراني يُطالب بتجميد الحرب قبل محادثات السلام
المغرب اليوم - الرئيس الأوكراني يُطالب بتجميد الحرب قبل محادثات السلام

GMT 08:17 2025 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

4 تحاليل ضرورية لحماية صحتك وحياتك بعد سن الأربعين
المغرب اليوم - 4 تحاليل ضرورية لحماية صحتك وحياتك بعد سن الأربعين

GMT 22:09 2025 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب أغنية حليم يشعل أزمة بين محمد فؤاد وشركته
المغرب اليوم - تسريب أغنية حليم يشعل أزمة بين محمد فؤاد وشركته

GMT 15:53 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

"قناع القهوة" لشعر لامع وناعم بلا مشاكل

GMT 09:19 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

تصميمات من "التنانير الطويلة"لربيع وصيف 2018

GMT 00:36 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

الألوان الرائجة في موضة الرجال لربيع وصيف ٢٠١٨

GMT 13:28 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

طريقة إعداد حلوى الجيلاتين السهلة والمميزة

GMT 12:46 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

شتوتجارت الألماني يفسخ تعاقده مع المدرب هونيس فولف

GMT 20:49 2017 الأحد ,06 آب / أغسطس

الفنان إيهاب أمير يطلق "وحدة وحدة عليا "

GMT 10:56 2024 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

أفكار مبتكرة للفواصل في ديكور المنازل العصرية

GMT 20:10 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

تن هاغ عن إصابة مارتينيز للأسف لا أعلم شيئاً

GMT 11:33 2023 الخميس ,09 شباط / فبراير

أبرز صيحات حقائب اليد لشتاء 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib