صناعة استخراج الزيت من ثمرة الأركان تزدهر على حدود مدينة الصويرة
آخر تحديث GMT 01:02:10
المغرب اليوم -

يستخدم في منتجات التجميل المصنوعة بشكل يدوي

صناعة استخراج الزيت من ثمرة الأركان تزدهر على حدود مدينة الصويرة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - صناعة استخراج الزيت من ثمرة الأركان تزدهر على حدود مدينة الصويرة

كلثوم التا عضو في تعاونية تنتج زيت الاركان تفزر البذور
الرباط - وسيم الجندي

يسقط ثمر الأركان الأصفر الناضج على أرض تعاونية أجديغو الخاصة بالنساء في قرية تدزي التي تبعد مسافة 25 كيلومتر جنوب مدينة الصويرة، ويستخدم مستخلص هذا الثمر في منتجات التجميل المصنوعة يدويًا.

وتعمل في هذه التعاونية امرأة تسمى كلثوم ألتا منذ عام 2005، ويقضى عملها بأن تكسر الثمرة الى نصفين بواسطة حجر وتزيل النواة المرة تخرج قلب الثمرة، وتقول "أنا المعيل الوحيد لعائلتي بعد وفاة والدي في عام 2011، وتسمح لي وظيفتي برعاية والدتي وأختي وأخي الصغير الذي سيذهب الى جامعة أغادير في ايلول/سبتمبر، ودون اجرتي لن أكون قادرة على رعايتهم، فهو يحتاج ما لايقل عن 500 درهم في الشهر ثمنا للايجار والطعام."

وتعني كلمة اجديغو باللغة الامازيغية البربرية الزهرة، وهي واحدة من شبكة تتكون من 30 تعاونية تأسست منذ عام 1996، وحولت الاركان الذي يلقب بذهب المغرب الى تجارة مزدهرة غيرت حياة النساء، فقد مكنت هذه التجارة النساء من الحصول على المال والوصول بمنتجاتهن الى الأسواق الدولية، وقدمت لهن فرص لتغيير الصورة التقليدية حول المرأة.

وتنتج ثمرة الاركان عند الضغط عليها زيتا فاخرا غني بالأحماض الدهنية مثل أوميغا 6 وفيتامين ايه، ويساعد هذا الزيت في علاج العديد من الامراض الجلدية والشعر، وعلى مدى السنوات العشرين الماضية أسست حركة التعاونيات النسائية لجمع ومعالجة ثمار الاركان لاستخدامها في كل شيء من كريم لتدليك الوجه إلى الزبدة.
وقدر انتاج المغرب من زيت الاركان في عام 2015 بحوالي 4000 طن ما يغرب من ثلث هذه الكمية يصدر الى الخارج، ويبلغ سعر اللتر منه 25 جنيه استرليني، ولاقت التعاونيات نجاحا كبيرا، وتشتري الكثير من العلامات التجارية العالمية التي تعنى بالجمال منها مثل لوريا وافيدا، وتعمل العلامة التجارية ذي بودي شوب البريطانية مع شبكة تعاونيات حيث تستورد منها زيت الاركان العضوي لتصنع منه زبدة الجسم وكريمات الوجه وصابون الحمام.


وأوضحت المحاضرة في جامعة محمد الخامس في الرباط زبيدة شروف " ان افضل شيء حول الاركان هو امكانية استخدام جميع أجزاء الشجرة، وهو مجاني ومحلي وخاص بالمغرب دون غيرها." وأنهت زبيدة الدكتوراه الخاصة بها والتي تبحث فيها صفات شجرة الاركان في منتصف الثمانينات، وبدأت بالبحث عن وسائل لتسويق زيته والتي أسفرت عن التعاونيات.

صناعة استخراج الزيت من ثمرة الأركان تزدهر على حدود مدينة الصويرة

وتابعت " وتتغذي الماعز فوق كل ذلك على أوراقه، وتستخدم الحبات التالفة للحصول على الوقود لأغراض الطهي، وبالفعل فان زيته لديه فوائد صحية ممتازة وهائلة"، ويعطي كل هكتار مزروع بأشجار الاركان حوالي 400 جنيه يورو سنويا، وهو مبلغ كبير بالنسبة للقرى النائية في منطقة أغادير، في الوقت الذي يبلغ فيه الدخل القومي للفرد في المغرب 3000 يورو سنويا، وتوضح التا " أستطيع اليوم شراء غاز الطهي، والكهرباء في منزلي، حتى أنني اشتريت ثلاجة."

وتستخدم التعاونيات أيضا كقاعدة لتثقيف النساء وتمكينهن، وأضافت زبيدة " في البداية لم يكن يريد الرجال لنسائهن أن يخرجن الى العمل، كان علينا ان نشجع النساء ونمنحهن الثقة في التعامل مع الميزانيات والأسعار ونعملهن التفاوض مع المشترين الدوليين."

وتعتبر التا واحدة من الكثير من النساء اللواتي حرمن من فرص الذهاب إلى المدرسة، ولكنها تعلمت في التعاونية القراءة والكتابة باللغة العربية والحساب الاساسي، وتتفاوض النساء باستمرار مع المشترين في فرنسا واليابان وكندا حول زيت الاركان المكرر، وتشير إحدى العضوات في التعاونية وتدعى بشرى امشير " وضعنا السعر، وبدأنا بالتفاوض وتلقي الطلبات عبر الهاتف أو عبر شبكة الانترنت، ثم حملناه وارسلناه مباشرة من مكتب البريد الى عملائنا، ليس هناك رجل في منصف العملية، فلا أحد يأتي ويأخذ منتجاتنا من دون مقابل، ونبيع منتجاتنا لعلامات تجارية تابعة لشركات عالمية.
 
وتشرف شروف على ثلاث جمعيات تعاونية من بينها اجديغو والتي أخذت رخصة في التجارة العضوية، وأنتجت النساء العام الماضي 16 طنا من زيت الاركان وكسبن حوالي 1.7 مليون درهم قسمت بين 60 امرأة في التعاونيات وفقا لكمية الزيت التي تنتجها.

وتلعب أشجار الاركان في ذات الوقت دورا حاسما في المعركة ضد التصحر في هذه المنطقة القاحلة حيث أصبح هطول المطر غير منتظم بسبب تغير المناخ، وأظهرت أبحاث زبيدة شروف ان فوائد غابات الاركان في الثمانينات ساعدت على استقرار التربة.

وفقدت الكثير من الأشجار منذ السبعينات بعدل 600 هكتار في السنة، ولكن بعد حركة التعاونيات أوقف ازالة الغابات، وهناك اليوم أكثر من 800 ألف هكتار من غابات الاركان في المغرب، وتخطط الحكومة لزراعة 200 ألف أخرى.

وتؤكد زبيدة " بالنسبة لي، كان أكبر نجاح هو تمكين المرأة في القضايا الاقتصادية والاجتماعية، فالتعاونيات فيها عضوات عاديات من مجتمعات مهمشة استطعن أن يكتسبن مصداقية ويظهرن انهن يمكن أن يتعاملن مع كبرى الشركات العالمية، انهن يتحدثن الى الوزراء اليوم، والناس تكن لهن الاحترام."

 

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة استخراج الزيت من ثمرة الأركان تزدهر على حدود مدينة الصويرة صناعة استخراج الزيت من ثمرة الأركان تزدهر على حدود مدينة الصويرة



هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت -المغرب اليوم

GMT 01:02 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

زامير يقدّر أن السيطرة على غزة ستستغرق ستة أشهر
المغرب اليوم - زامير يقدّر أن السيطرة على غزة ستستغرق ستة أشهر

GMT 18:39 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه
المغرب اليوم - تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز حقائب اليد النسائية لخريف 2024

GMT 03:34 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

تعرف على أكبر وأهم المتاحف الإسلامية في العالم

GMT 12:20 2024 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

رحمة رياض بإطلالات مريحة وعملية عقب الإعلان عن حملها

GMT 15:53 2023 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

الين يرتفع بدّعم تكهنات تعديل سياسة بنك اليابان

GMT 07:31 2021 السبت ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب الأهلي الإماراتي يخطط لانتداب أشرف بنشرقي

GMT 18:39 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 23:37 2020 الخميس ,09 إبريل / نيسان

كورونا" يسبب أكبر أزمة اقتصادية منذ سنة 1929
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib