قصر الليدي كوكرن تاريخ عريق جرفه انفجار بيروت وألحق به خسائر عدة
آخر تحديث GMT 20:42:35
المغرب اليوم -

تكلفة ترميمه تفوق المليون دولار بعد تضرر محتوياته وتحطّم واجهاته

قصر "الليدي كوكرن" تاريخ عريق جرفه انفجار بيروت وألحق به خسائر عدة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قصر

قصر الليدي كوكرن
بيروت - المغرب اليوم

 يعدّ "قصر سرسق" المعروف بـ"قصر الليدي كوكرن" متحفًا قائمًا بذاته؛ لما يتضمن من قطع فنية تاريخية نادرة تعود إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر.اليوم يسجل هذا القصر خسائر فادحة على الصعيدين التراثي والفني معًا بعدما طاله انفجار مرفأ بيروت جراء اشتعال 2750 طنًا من مادة نيترات الأمونيوم المخزنة في أحد عنابره.موقع القصر في شارع السراسقة بمنطقة الأشرفية عرّضه ومقتنياته لخسائر مادية كبيرة؛ لأن الطابقين اللذين يتألف منهما إضافة إلى حديقته الغنّاء كلها تضررت بشكل كبير. فهو؛ كغيره من المباني التراثية والمتاحف الفنية والعمارات السكنية في بيروت، نال حصّته من هذه الكارثة التي وقعت في 4 أغسطس (آب) الحالي.جيسيكا مقدسي، المساعدة الخاصة لرودريغ كوكرن نجل صاحبة القصر إيفون كوكرن، تؤكّد أن مصاب القصر كبير لم يسبق أن شهد مثله حتى في أيام الحرب. أما خسائره، فلم يجر إحصاؤها بعد؛ إذ يتطلب دراسة دقيقة، سيما أن بعض موجوداته القيمة تاريخيًا لا يمكن تعويضها ماديًا.وتقول مقدسي "القصر أصبح بدوره منكوبًا تمامًا كما مدينة بيروت التي تحتضنه. فالإصابات الجسيمة طالت باحاته الخارجية كما الداخلية. لوحاته الزيتية كما التحف وجدارياته الأثرية وثرياته النادرة، إضافة إلى أبوابه الحديدية والنحاسية، طالها الانفجار فشوهها".

تسكن الليدي إيفون كوكرن في الطابق الأرضي من القصر، فيما يشغل ابنها رودريغ وعائلته الطابق الثاني منه. وتروي جيسيكا في سياق "بلحظة الانفجار كانت الليدي كوكرن في القصر، وأصيبت بجروح تسببت في نقلها إلى المستشفى. ولكنها اليوم بحالة جيدة بعد أن تعافت وعادت إليه بخير".نوافذ المنزل وواجهاته الزجاجية دمرت بشكل كامل وتساقطت على الأرض وتناثرت في أرجاء القصر إثر الانفجار، وهو ما أدى إلى إصابة الليدي كوكرن. "حتى أسقف القصر المزخرفة بأيادي حرفيين لبنانيين وإيطاليين تم استقدامهم من بلدهم الأم للمشاركة في إنشاء المنزل، طالها انفجار مرفأ بيروت فوقع قسم منها"؛ تقول جيسيكا، التي تشير إلى أن تابلوهات وخشبيات وقطع ليموج من نابولي وسيسيليا وغيرها من المدن الإيطالية، تحطمت بسبب الكارثة.الليدي إيفون كوكرن تتمتع بجذور أوروبية نسبة إلى والدتها دونا ماريا إيطالية الأصل. أما القصر فقد شيد في عام 1860 على يد موسى سرسق جدّ الليدي كوكرن. وهذه الأخيرة كانت قد تزوجت من لورد آيرلندي من آل كوكرن فحملت كنيته. وكونها الابنة الوحيدة لوالدها ألفرد كوكرن ورثت إيفون القصر الذي لا تزال تعيش فيه حتى اليوم.تبلغ مساحة القصر 11 ألف متر مربع، ويشغل البناء نحو 500 متر منها، فيما المساحة المتبقية تحتلها حديقة القصر. ويمزج القصر بين الهندسة اللبنانية العريقة المزدانة بالقناطر وتلك الإيطالية المميزة بزخرفاتها. واجهتاه الشمالية والجنوبية تطبعهما العراقة اللبنانية، فيما الواجهتان المتبقيتان الغربية والشرقية تحملان نفحة الهندسة الإيطالية بامتياز.

تضيف محدثتنا أن "الباب النحاسي في الطابق الثاني من القصر الموقع من قبل أحد أبرز الحرفيين في تلك الفترة متري طرزي، إضافة إلى الباب الحديدي الرئيسي للقصر المحاط بإطار خشبي، تضررا بشكل كبير جراء الانفجار". كما يتضمن القصر من ناحية غرفة الطعام أبوابًا خشبية استقدمت من كنائس في مدينة نابولي الإيطالية، وتضررت أيضًا بفعل الانفجار. والأمر نفسه أصاب القبة الزجاجية للقصر التي تعلو سلمًا داخليًا مزدوجًا استقدمت ركائزه من اسكوتلندا ويصل الطابقين معًا. "حتى الـ(درابزين) الحديد المشغول للسلالم تكسر"؛ تعلق جيسيكا مقدسي في حديثها لـ"الشرق الأوسط".وعن التكلفة المتوقعة لترميم القصر؛ تقول جيسيكا مقدسي: "لا يمكننا بعد تحديد خسارتنا في القصر؛ لأنها شاملة وكبيرة، ولكنها بالتأكيد تتجاوز المليون دولار". وعن الخطة المستقبلية التي يضعها رودريغ كوكرن لاستعادة الحياة في القصر، تقول مقدسي: "ينوي السيد رودريغ كوكرن البدء بترميم الباحة الخارجية للقصر؛ أي الحديقة والتماثيل والمنحوتات الموجودة فيها. ففي لحظة الانفجار كنا نستضيف حفل زفاف صغيرًا، وكان العريس ينتظر وصول عروسه لإتمام إجراءات الزفاف. ولكن شاء القدر أن يتوقف كل شيء في لحظة؛ تمامًا كما توقفت الحياة في بيروت. فهذه الباحة نخصصها لإقامة المعارض وحفلات الزفاف والخطوبة وعروض الرسم والأزياء".واتبع رودريغ كوكرن هذه الطريقة في استضافة نشاطات مختلفة ليؤمن مدخولًا ماديًا يصرف على أعمال الصيانة التي يحتاجها القصر سنويًا. وتعدّ هذه الحديقة الكبرى من نوعها في قصور بيروت، وهي مزروعة بنحو 80 نوع زهور وبأشجار السرو والنخيل والجاكاندرا وغيرها. كما تتوسطها أجران رخامية وبركة مياه كبيرة. وفي هذه الحديقة أنشدت فيروز تراتيل خاصة بالجمعة العظيمة وأحد القيامة. كما جرى فيها تصوير لقطات من أفلام سينمائية وكليبات غنائية وشهدت عروض أزياء عالمية.والمعروف أن الليدي إيفون كوكرن، وإصرارًا منها على الحفاظ على الأبنية التراثية في بيروت، أسست في عام 1960 مؤسسة "أبساد" للتشجيع على حماية المواقع التراثية. وفي "اليوم الوطني للتراث" من كل عام، تفتح إيفون كوكرن أبواب قصرها أمام الزوار ليطلعوا عن قرب على ميزاته التاريخية والفنية.وكان انفجار مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي قد أتى على عدد من المباني التراثية في بيروت، وكذلك على عدد من معارضها ومتاحفها.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :  

    زوّار “قصر البارون” تجذبهم مقتنيات “مصر الجديدة” والتماثيل الهندية  

  التطورات الوبائية تمدد إغلاق المتاحف في الرباط

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصر الليدي كوكرن تاريخ عريق جرفه انفجار بيروت وألحق به خسائر عدة قصر الليدي كوكرن تاريخ عريق جرفه انفجار بيروت وألحق به خسائر عدة



النجمات يتألقن ببريق الفساتين المعدنية في مهرجان الجونة 2025

الجونة - المغرب اليوم

GMT 18:46 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

منظمة الصحة العالمية تؤكد ان الوضع في غزة لا يزال كارثيا
المغرب اليوم - منظمة الصحة العالمية تؤكد ان الوضع في غزة لا يزال كارثيا

GMT 13:28 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون
المغرب اليوم - الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون

GMT 22:13 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

بعد اتهامها بالسخرية من لبلبة إلهام شاهين تكشف السبب
المغرب اليوم - بعد اتهامها بالسخرية من لبلبة إلهام شاهين تكشف السبب

GMT 11:05 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة ميتا تقرر إلغاء 600 وظيفة في قسم الذكاء الاصطناعي
المغرب اليوم - شركة ميتا تقرر إلغاء 600 وظيفة في قسم الذكاء الاصطناعي

GMT 12:24 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل السبت26-9-2020

GMT 17:11 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 09:04 2019 الخميس ,02 أيار / مايو

9 لاعبين يغيبون عن الرجاء امام وادي زم

GMT 22:26 2016 الإثنين ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تنظيم البرلمان المغربي ومكوناته وكيفية انتخابه

GMT 13:40 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

أبرز مواصفات موديلات سكودا "Superb" الجديدة

GMT 07:05 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

بوسعيد يكشف أهمية إصلاح نظام سعر صرف الدرهم

GMT 00:55 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الأحد

GMT 05:04 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

مهرجان "ضيافة" يعلن شروط الترشح لجائزة أفضل مدوّن في دبي"

GMT 09:24 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

المحكمة الابتدائية تدين صحافيًا بالحبس بسبب "العمران"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib