الفنان التشكيلي مبارك بوحشيشي يتسائل بلوحاته عن حقيقة التعدد الإثني بالمغرب
آخر تحديث GMT 20:41:26
المغرب اليوم -

الفنان التشكيلي مبارك بوحشيشي يتسائل بلوحاته عن حقيقة التعدد الإثني بالمغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الفنان التشكيلي مبارك بوحشيشي يتسائل بلوحاته عن حقيقة التعدد الإثني بالمغرب

الفن التشكيلي
الرباط-المغرب اليوم

 فنان مهووس بقضية، سكنته لسنوات، وباتت البوصلة الموجهة لكل أعماله، هو الفنان المنحدر من تحناوت مبارك البوحشيشي، وقضيته تمثل المجتمع المغربي للجسد الأسود .فإن كانت «المرآة» صامتة أو خرساء عند هذا الفنان التشكيلي، إلا أنها رغم صمتها فهي ما تفتأ تسائل كل متلق وزائر لمعارضه عن مدى تقبله للآخر، الذي ليس إلا ذاك المغربي الذي ولد ببشرة سوداء، ومدى قبوله بالاختلاف وإيمانه بالعيش المشترك ضمن مجتمع متعدد الهويات الثقافية واللغوية والإثنية .هوس يؤكده بوحشيشي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، قائلا « أنا مهووس بقضية المغربي الأسود الذي سكن أعمالي، في ارتباط بي وبحياتي وبالبعد الجغرافي الذي نشأت فيه وعلاقاتي الاجتماعية «.

من خلال أعماله التشكيلية يقف هذا الفنان ليعلن عن نقاش مفتوح لماهية التعددية الإثنية بالمغرب، وإلى أي حد هناك اقتناع حقيقي ومبدئي بأحقية جميع المكونات الإثنية للمجتمع المغربي في أن تعلن وترسم وجودها بكل تمظهراته وتعبيراته العرقية والثقافية والاجتماعية.في لوحاته، التي يختار لها مساحات كبيرة يتمدد فيها بحرية ذاك الجسد الأسود مثقلا بالأحكام النمطية والتمثلات المتوارثة عن ماهية وكينونة هذا الجسد، يحاول البوحشيشي أن يمنح لهذه الذوات حياة أخرى أكثر حرية وإشراقا، من خلال خلفيات صفراء تجعل من حضور اللون الأسود طاغيا ومهيمنا على الفضاء بأكمله .هي مسيرة فنية متواصلة ومستشرفة للمستقبل، بأسئلة مفتوحة على المتلقي، تاركة له حرية الإجابة عنها عبر تفاعله المباشر مع اللوحات التي يعرضها عليه هذا الفنان الشاب القادم من الجنوب، والحامل معه لتفاعلات اجتماعية عاشها منذ طفولته، وعاينها في مراحل مختلفة من حياته، وفي إطلالته على كل ما كتبه المستشرقون عن المكون الأسود في النسيج الإثني المغربي، والذي أرسى بظلاله على تمثل المجتمع للجسد الأسود ولأصوله الإفريقية.

يقول البوحشيشي «في كل مرة أحاول أن أبحث عن مدخل آخر لأناقش به وأضع هذه الأطروحة كموضوع للتساؤل الاجتماعي حول الغنى الثقافي الإثني في أبعاده المختلفة، في معرضي الأخير «المرآة الصامتة» سؤال عن مدى اندماجنا ومدى تقبلنا للآخر، مجموعة لوحات تبرز الجسد الأسود بكل تقاسيمه، في محاولة لإظهار ما معنى أن تكون أسود اللون في مغرب اليوم».ولتكون الصورة كاملة وغير مجتزأة، اختار مبارك بوحشيشي أن يشتغل على تقنيات مختلفة، موثرا مادة المطاط، التي قد يكون من الغريب استعمالها، إلا أنه حولها إلى خامة تشكيلية، يحورها كيفما يشاء، ليرينا كيف يمكن توليد صور جديدة نكسر بها الصور النمطية عن الآخر.

الخلفيات الصفراء، عند هذا الفنان، ليست اختيارا دون معنى، بل هذا اللون عند بوحشيشي، لإثارة الانتباه إلى موضوع مسكوت عنه داخل المجتمع المغربي، ويبقى مغيبا عن النقاش العام، لون يجمع بين التنبيه والتحذير إلى وجود خطر يهدد لحمة المجتمع، في حال استفحلت الفوارق بين المكونات الإثنية واللغوية والثقافية للهوية الوطنية الجامعة، وحظ كل منها في الحضور.
ويرى البوحشيشي أن «الصور النمطية التي خلقها الاستعمار من خلال استغلاله لصورة الإفريقي الأسود في الإشهارات واستخدامه للون الأصفر كخلفية لتلك الإشهارات، دفعتني إلى تقديم هذا اللون بشكل جديد في سعي مني لتفكيك تلك الصور النمطية وخلق صور جديدة لحضور الجسد الأسود في تشكيل التعدد الإثني المغربي».هذا الفنان المهووس بقضية التعددية الإثنية للمغرب، يؤكد أنه في كل أعماله يروم إيصال «رسائل كثيرة، أن نعترف بإفريقيتنا، وبتنوعنا الإثني، وبغنى وقوة التنوع الذي يميزنا، إلى جانب عدم الانخراط في أي محاولة لتغييب أو إخفاء عنصر مهم من عناصر هويتنا الجماعية» .

سيرته الفنية كرسها لعرض تيمات تعكس رؤيته وتصوره للجسد الأسود وتمثله داخل المجتمع المغربي، ما يجعل منها صورة من سيرة ذاتية لا يمكن تجاهل فصولها.موضوعات استلهمها هذا الفنان الشاب من بيئته المحيطة، ليبصم عبر لوحاته، وتشكيلاته اللونية، وعبر رسوماته، وإنشاءاته عن إحدى التجارب التشكيلية الأكثر أهمية والأكثر معاصرة بالمغرب، فهو في رحلة بحث دائم عن تحقيق التناغم بين المساحات الفارغة والممتلئة، لتوفير فضاء أوسع لتشكيل توافق مع المتلقي بشأن الإشكالات والقضايا التي تسكنه، بدقة عالية، وحركية منسابة، يخلق هذا الفنان إطارات مفتوحة تغذي حس التأمل لدى متلقي أعماله.فلوحات البوحشيشي وأعماله تنبني على قضية محورية تتمثل في التعددية الإثنية داخل المجتمع المغربي، محلقا في عوالم غير اعتيادية وغير خاضعة لقواعد درس علم الاجتماع، عوالم تمنحه حرية أكثر، وتتيح له إدراك كينونة الآخر كتجربة وجودية مختلفة، لكن من حقها أن تكون .

قد يهمك أيضا:

رحيل الفنان التشكيلي إسماعيل العلوي الفاتحي

 مروة الحائك تكشف أسباب غياب معارض الفن التشكيلي في العراق

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنان التشكيلي مبارك بوحشيشي يتسائل بلوحاته عن حقيقة التعدد الإثني بالمغرب الفنان التشكيلي مبارك بوحشيشي يتسائل بلوحاته عن حقيقة التعدد الإثني بالمغرب



القفازات الطويلة تجمع بين النجمات في إطلالات كلاسيكية عصرية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:41 2025 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

دليلكِ لتجربة شتوية لا تُنسى في نيويورك
المغرب اليوم - دليلكِ لتجربة شتوية لا تُنسى في نيويورك

GMT 18:41 2025 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

حماس تسلم جثتي أسيرين إسرائيليين للصليب الأحمر اليوم
المغرب اليوم - حماس تسلم جثتي أسيرين إسرائيليين للصليب الأحمر اليوم

GMT 08:37 2025 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

ساناي تاكايتشي تُنتخب كأول رئيسة وزراء في تاريخ اليابان
المغرب اليوم - ساناي تاكايتشي تُنتخب كأول رئيسة وزراء في تاريخ اليابان

GMT 10:41 2025 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الذكاء الاصطناعي يضع الفيديوهات تحت الشك
المغرب اليوم - الذكاء الاصطناعي يضع الفيديوهات تحت الشك

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 21:37 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إسبانيا تتفوق على جورجيا بهدفين في تصفيات كأس العالم

GMT 17:41 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

جماهير النرويج تحتج قبل مباراة إسرائيل تضامنا مع غزة

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 05:23 2019 الإثنين ,06 أيار / مايو

أياكس أمستردام يُتوَّج بكأس هولندا

GMT 16:16 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

اللاعب يحفز الصغار للوصول إلى صفوف الفريق الأول

GMT 20:44 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

بلقيس فتحي تشوق جمهورها لأغنية جديدة بعيد الفطر

GMT 08:16 2022 الجمعة ,18 شباط / فبراير

خبير مناخي يكشف أسباب ما يعيشه المغرب من جفاف

GMT 15:54 2019 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

الطبيب المعالج للفنانة رغدة يطمئن جمهورها

GMT 20:02 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أجمل وجهات لقضاء شهر عسل في مصر

GMT 11:34 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق سباق كأس العيد الوطني الـ 48 المجيد على مضمار الرحبة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib