سرقة متحف اللوفر في باريس سبع دقائق هزّت فرنسا وكشفت خللاً أمنياً في أبرز رموزها الثقافية
آخر تحديث GMT 03:22:38
المغرب اليوم -
أخر الأخبار

سرقة متحف اللوفر في باريس سبع دقائق هزّت فرنسا وكشفت خللاً أمنياً في أبرز رموزها الثقافية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سرقة متحف اللوفر في باريس سبع دقائق هزّت فرنسا وكشفت خللاً أمنياً في أبرز رموزها الثقافية

متحف اللوفر في باريس
باريس - مارينا منصف

تعرض متحف اللوفر في باريس، أحد أشهر المتاحف في العالم، صباح الأحد 19 أكتوبر/تشرين الأول 2025، لعملية سرقة جريئة أثارت صدمة واسعة في فرنسا والعالم، وأعادت طرح تساؤلات حادة حول فعالية الإجراءات الأمنية في المؤسسات الثقافية الكبرى. وبحسب ما أعلنت السلطات الفرنسية، وقعت عملية السرقة في تمام الساعة 9:30 صباحًا بالتوقيت المحلي، عندما اقتحم أربعة لصوص ملثمين قاعة "غاليري أبولو" داخل المتحف، وهي القاعة المزخرفة التي شيّدها الملك لويس الرابع عشر في القرن السابع عشر، والتي ألهمت لاحقًا تصميم قاعة المرايا الشهيرة في قصر فرساي.
نفّذ اللصوص عمليتهم خلال سبع دقائق فقط، باستخدام شاحنة مزوّدة برافعة للوصول إلى نافذة في الطابق الأول مطلة على نهر السين. أظهرت الصور المتداولة سلّمًا مثبتًا على الشاحنة يصل إلى النافذة التي كُسرت للدخول. وبعد اقتحام القاعة، هددوا عناصر الحراسة، الذين قاموا بإخلاء المبنى، ثم حطموا خزائن عرض وسرقوا ثماني قطع من المجوهرات الثمينة، قبل أن يفرّوا على متن دراجتين ناريتين.

وزارة الداخلية الفرنسية وصفت المجوهرات المسروقة بأنها تحمل قيمة تاريخية وثقافية "لا تقدّر بثمن"، مشيرة إلى أن التحقيقات الأولية كشفت عن "ثغرات أمنية خطيرة" داخل المتحف. وبيّن وزير الداخلية لوران نونيز أن ثلث الغرف في الجناح الذي وقع فيه السطو لا تحتوي على كاميرات مراقبة، في خلل أمني فادح أشار إليه أيضًا تقرير تمهيدي لديوان المحاسبة الفرنسي.

في المقابل، أكدت وزيرة الثقافة رشيدة داتي أن أنظمة الإنذار العامة في المتحف عملت بشكل طبيعي، وأن الموظفين تصرفوا وفق الإجراءات المقررة لحماية الزوار والتبليغ عن الحادثة. وأضافت أن العصابة حاولت إشعال النار في الشاحنة المستخدمة بالعملية، إلا أن أحد الموظفين تمكن من إحباط المحاولة.

وأظهرت لقطات من كاميرات المراقبة اللصوص وهم يتحركون بهدوء داخل القاعة، ويكسرون خزائن العرض الزجاجية قبل أن يفرّوا دون أن يُصاب أحد، في مشهد يُظهر حسب وصف داتي "تنفيذًا احترافيًا ومدروسًا بدقة". ووصفتهم بأنهم "ذوو خبرة على ما يبدو"، مشيرة إلى أن خطة الهروب كانت محكمة وتمت خلال لحظات.

من بين القطع المسروقة، قلادة من الزمرد أهدها نابليون الأول إلى زوجته الثانية ماري لويز بمناسبة زواجهما عام 1810، وتتألف من 32 زمردة مرصعة بـ1138 ماسة بقطع بريانت. كما سُرق زوج من الأقراط المطابقة للقلادة.

كما اختفى تاج مصنوع من الياقوت الأزرق، يضم 24 ياقوتة سيلانية و1083 ماسة، كان يعود سابقًا للملكة ماري أميلي، إلى جانب قلادة وأقراط من نفس المجموعة التي امتلكتها الملكة أورتنس، ابنة نابليون وملكة هولندا.

ومن المسروقات كذلك تاج ارتدته الإمبراطورة أوجيني، زوجة نابليون الثالث، والمزخرف بـ212 لؤلؤة وما يقارب 2000 ماسة، بالإضافة إلى حزام فاخر من الحلي على شكل قوس مزين بشرابات من الألماس، يضم أكثر من 2400 ماسة، وبروش تذكاري نادر يعود إلى عام 1855.

وأكدت وزارة الثقافة أن تاج الإمبراطورة أوجيني وبروشًا آخر عُثر عليهما بالقرب من المتحف بعدما سقطا من اللصوص أثناء فرارهم، وتقوم السلطات حاليًا بفحص القطع المستعادة للتأكد من سلامتها.

كريس مارينيللو، الرئيس التنفيذي لمنظمة *Art Recovery International* المتخصصة في تعقب الأعمال الفنية المسروقة، حذّر من أن الوقت يلعب دورًا حاسمًا، قائلًا: "إذا لم يُقبض على اللصوص خلال 48 ساعة، فقد تختفي هذه القطع للأبد". وأضاف أن اللصوص لن يحتفظوا بالمجوهرات على شكلها الأصلي، بل من المرجح أن يقوموا بتفكيكها وصهر المعادن الثمينة وإعادة قطع الأحجار الكريمة، وهو ما يصعّب من تعقّبها لاحقًا.

ردود الفعل الرسمية والسياسية على الحادثة كانت غاضبة. فقد وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ما جرى بأنه "اعتداء على تراثنا وتاريخنا"، فيما قال وزير العدل جيرالد دارمانان إن "الإجراءات الأمنية فشلت"، معتبرًا أن العملية تُعد "إهانة لصورة فرنسا ومكانتها الدولية".

أما ناتالي غوليه، عضو لجنة الشؤون المالية في مجلس الشيوخ، فذهبت إلى أبعد من ذلك، مشيرة إلى احتمال أن تكون العملية جزءًا من "جريمة منظمة" تستخدم المجوهرات في عمليات تبييض أموال. وقالت في مقابلة إذاعية: "اللصوص لا يقدّرون هذه المجوهرات كقطع من التاريخ، بل كأدوات لغسل أموالهم القذرة".

زعيم حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا وصف الحادثة بأنها "إهانة لا تُحتمل"، بينما اعتبرتها مارين لوبان، زعيمة الجبهة الوطنية، "طعنة في قلب الأمة الفرنسية".

في أعقاب الحادثة، أعلن متحف اللوفر أنه سيغلق أبوابه مؤقتًا "لأسباب استثنائية"، بينما تواصل الشرطة تحقيقاتها، وتشرف النيابة العامة في باريس على ملف القضية. ويشارك أكثر من 60 محققًا في عملية جمع الأدلة وتحليل بيانات كاميرات المراقبة المنتشرة في محيط المتحف وعلى ضفاف نهر السين لتحديد مسار فرار الجناة.

الحادثة تأتي في وقت حساس بالنسبة لفرنسا، حيث تصاعدت مؤخرًا وتيرة سرقة الآثار والتحف الفنية، إذ شهدت مدينة ليموج في سبتمبر الماضي سرقة قطع خزف بقيمة 6.5 مليون يورو، كما سُرقت سبع قطع تاريخية من متحف "كوجناك-جاي" في باريس في نوفمبر 2024.

متحف اللوفر، الذي يعد الأكبر في العالم بمساحة عرض تبلغ 73 ألف متر مربع، يضم أكثر من 35 ألف عمل فني، من بينها لوحة "الموناليزا" الشهيرة، ويستقبل قرابة 9 ملايين زائر سنويًا، 80% منهم من خارج فرنسا.

سرقة بهذا الحجم وبهذه الاحترافية تضع المؤسسات الفرنسية أمام اختبار كبير، ليس فقط في استعادة القطع المسروقة، بل في استعادة ثقة المواطنين والزوار في قدرة الدولة على حماية إرثها التاريخي والثقافي.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

خزنة آمنة في شمال فرنسا لربع مليون قطعة من كنوز متحف اللوفر

 

لوحة “سالفاتور موندي” تواصل إثارة الجدل بشأن صحة نسبها إلى دا فينشي

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سرقة متحف اللوفر في باريس سبع دقائق هزّت فرنسا وكشفت خللاً أمنياً في أبرز رموزها الثقافية سرقة متحف اللوفر في باريس سبع دقائق هزّت فرنسا وكشفت خللاً أمنياً في أبرز رموزها الثقافية



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 01:42 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

السيسي يؤكد رفض أي مساعٍ لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه
المغرب اليوم - السيسي يؤكد رفض أي مساعٍ لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه

GMT 03:10 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يدرس تعيين جنرال أميركي لقيادة القوة الدولية في غزة
المغرب اليوم - ترامب يدرس تعيين جنرال أميركي لقيادة القوة الدولية في غزة

GMT 12:08 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجارب سريرية تكشف عن فاعلية عالية لعلاج جديد للصلع
المغرب اليوم - تجارب سريرية تكشف عن فاعلية عالية لعلاج جديد للصلع

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 17:54 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 08:07 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 07:26 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

تطوير برنامج جديد للتسوق العشوائي عبر شبكة الانترنت

GMT 17:42 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

سولاري يُؤكّد مُقاتلة الريال على لقب الدوري الإسباني

GMT 21:34 2021 الأحد ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أرباب محطات الوقود يشتكون الزيادة في أسعار المحروقات

GMT 03:12 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الكشف عن موعد إفتتاح قناة "إم بي سي المغرب"

GMT 17:16 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

غوارديولا يعتذر للجزائري رياض محرز

GMT 06:05 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

نصائح تساعد في التخلص من حرج الحميات الغذائية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib