بيروت - أحمد الحاج
دعت جماعة "حزب الله" اللبنانية وحركة "أمل" إلى تظاهرة احتجاجية مقررة يوم الأربعاء في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، رفضًا لقرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الدولة. جاء ذلك بعد إعلان "حزب الله" منتصف أغسطس الجاري رفضه تسليم سلاحه، مع تهديده بخوض معركة إذا اقتضت الضرورة.
وأكدت الجماعتان في بيان مشترك أن قرارات الحكومة في جلسات 5 و7 أغسطس، والتي كلفت الجيش بوضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة، تتعارض مع المصلحة الوطنية العليا ووثيقة الوفاق الوطني، معربة عن أن هذه القرارات "تخالف صيغة العيش المشترك" في لبنان. وشدد البيان على أن الوقفة الاحتجاجية تأتي للتعبير عن موقف موحد للحفاظ على السلاح الذي وصفوه بأنه "أثبت قدرته على كسر شوكة الأعداء" و"حق في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي يستبيح الأراضي اللبنانية".
وكان الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، قد أكد في كلمة متلفزة أن الحزب لن يسلم سلاحه، وهدد بأن المواجهة ستكون حتمية إذا استمر ضغط الحكومة على هذه القضية، محذراً من تداعيات قد تصل إلى "عدم وجود حياة للبنان" في حال المواجهة. ورأى قاسم أن قرار الحكومة "لا ميثاقي" ويعرّض البلاد لأزمة خطيرة، داعياً إلى عدم إشراك الجيش في الفتنة الداخلية، مشيدًا بسجله النظيف وحرص قيادته على تجنب الانزلاق في صراعات داخلية.
يُشار إلى أن الحكومة اللبنانية وافقت في 7 أغسطس على تنفيذ بنود الورقة الأميركية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، والتي تشمل إنهاء الوجود المسلح لجميع الجهات غير الحكومية، بما في ذلك حزب الله، في كامل الأراضي اللبنانية، مع دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. وكُلف الجيش اللبناني بوضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة على أن تُنجز بحلول نهاية أغسطس.
من جهة أخرى، بدأت الحكومة تنفيذ المرحلة الأولى من تسليم أسلحة المخيمات الفلسطينية إلى الجيش اللبناني، ضمن مسار أوسع لتسليم السلاح في البلاد، وسط استمرار التوترات السياسية حول هذه القضية.
في ظل هذه التطورات، عقد مستشار الرئاسة اللبنانية أندريه رحال ورئيس كتلة نواب حزب الله محمد رعد اجتماعًا لمناقشة الأوضاع السياسية والقرارات الحكومية المتعلقة بحصر السلاح، في محاولة لإبقاء قنوات الحوار مفتوحة بين الأطراف المعنية.
تبقى الأوضاع في لبنان متوترة، وسط تحذيرات من تصاعد الاحتجاجات ومخاطر اندلاع صراع مسلح في حال فشل الجهود السياسية في إيجاد حل يرضي جميع الأطراف.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الحكومة اللبنانية في مفترق طرق بين الحفاظ على السيادة والخضوع لضغوط السلاح
حزب الله يحذر من اندلاع حرب أهلية في لبنان وسط مساعٍ حكومية لنزع سلاحه


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر