قُتل ستة أشخاص وأُصيب آخرون بجروح متفاوتة في حادث إطلاق نار وقع صباح اليوم الاثنين عند مفترق راموت في القدس الشرقية المحتلة. وأفادت الشرطة الإسرائيلية أن اثنين من المهاجمين أطلقا النار من سيارة على محطة حافلات مكتظة، قبل أن يتم "تحييدهما" من قِبل القوات الإسرائيلية في المكان.
الهجوم الذي وقع خلال ذروة حركة الصباح، أدى إلى حالة من الذعر بين المدنيين، حيث أظهرت لقطات من كاميرا مراقبة مثبتة على مركبة قريبة، رجالاً ونساءً وأطفالاً وهم يفرون من محيط الحافلة التي أصيبت بعشرات الطلقات النارية. وأظهرت تسجيلات أخرى الزجاج الأمامي والنوافذ الجانبية للحافلة وقد تحطمت بفعل الرصاص.
المسعفون الذين هرعوا إلى موقع الحادث عثروا على عدد من المصابين ممددين على الأرض والرصيف، بعضهم كان فاقدًا للوعي، فيما تم نقل المصابين إلى المستشفيات، حيث وصفت إصابات عدد منهم بالخطيرة.
الشرطة الإسرائيلية أوضحت أن المهاجمَين وصلا إلى الموقع بسيارة وفتحا النار بشكل عشوائي على المواطنين المنتظرين عند محطة الحافلات. وأشارت إلى أن المهاجمَين، اللذين قُتلا في المكان، يُشتبه بأنهما من سكان الضفة الغربية، دون أن تؤكد ما إذا كانا ضمن عدد القتلى المعلنين.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصل إلى موقع الهجوم بعد وقت قصير، عقب إلغاء جلسة محاكمته الجنائية التي كانت مقررة اليوم. وقال في تصريح من الموقع: "نحن في حرب عنيفة ضد الإرهاب على عدة جبهات".
من جهته، صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذي كان في بودابست، أن "العملية أدت إلى مقتل ستة أشخاص"، فيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة سبعة آخرين على الأقل بجروح خطيرة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في أعقاب الهجوم عن بدء عمليات تمشيط واسعة في محيط القدس والضفة الغربية، بحثًا عن شركاء محتملين في تنفيذ العملية. وتم تطويق عدد من القرى الفلسطينية قرب رام الله، بينها القبيبة وقطنا، حيث دفع الجيش بعدد كبير من الآليات العسكرية.
وذكرت مصادر محلية أن القوات الإسرائيلية قامت بتفتيش منزلي منفذي الهجوم المشتبه بهما، واعتقلت عددًا من أقاربهما، بينما أُغلقت البوابة العسكرية المؤدية إلى قرى شمال غرب القدس، وهو الطريق الرئيسي الذي يستخدمه نحو 70 ألف فلسطيني.
الشرطة وصفت المهاجمين بأنهم "إرهابيون"، بينما سارعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى الإشادة بالعملية، واعتبرتها "ردًا طبيعيًا على جرائم الاحتلال". وفي المقابل، طالب وزير إسرائيلي متطرف بـ"اختفاء السلطة الفلسطينية"، في إشارة إلى تصعيد في اللهجة السياسية عقب الهجوم.
الهجوم يُعد من أعنف العمليات المسلحة التي شهدتها القدس في الأشهر الأخيرة، ويأتي في وقت يتصاعد فيه التوتر في الضفة الغربية والقدس، وسط دعوات متزايدة من جانب الحكومة الإسرائيلية لتكثيف الإجراءات الأمنية والعسكرية في المناطق الفلسطينية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الشرطة الإسرائيلية تعلن ارتفاع حصيلة الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل إلى 13 قتيلاً و180 جريحاً وسط عمليات إنقاذ مستمرة
نتنياهو يعارض التصويت على صفقة غزة وسط تصاعد الحديث عن حكم عسكري
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر