أثر الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري
آخر تحديث GMT 06:02:20
المغرب اليوم -

أثر الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أثر الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري

الذكاء الاصطناعي
واشنطن - المغرب اليوم

لو أردنا أن نتخلص من تقنيات الذكاء الاصطناعي كما تبدو في حياتنا اليوم، فسيكون من الصعب التكيف والتأقلم بدون هذه التقنيات، فلن نتمكن من استخدام خرائط وايز أو جوجل التي تدلنا على الاتجاهات أينما ذهبنا، ولن يوجد المساعد الشخصي سيري أو أليكسا لمساعدتنا في البحث عن جوجل أو جدولة اجتماع مهم، ولا ننسى أن قوَّاد طائرات بوينج 777 يتحكمون بالطائرة ويحلقون بها بشكل فعلي لمدة سبع دقائق فقط، أما الباقي فيتم عن طريق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

في ظل غياب الذكاء الاصطناعي، لن يكون هناك أتمتة للتسويق، أو أدوات بيع ذكية تجتذب العملاء، أو أتمتة العمليات والاضطلاع برؤى الأعمال المفيدة، أو حتى روبوتات الدردشة (Chatbots) التي تجيب عن أسئلة العملاء البسيطة والمتكررة.

ويرى (ماثيو كيبي)، نائب رئيس قسم الخدمات في شركة سايج في الشرق الأوسط وأفريقيا أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تؤدي الكثير من مهام (التفكير) بالنيابة عنا، فهي التي كانت تدلنا على ما نفعله على مدار السنوات الماضية، ونحن نستمع إليها لأننا ندرك تماماً مدى صحتها. 

قد يقول قائل إن هذه التقنيات تجعلنا كسالى، لكنها في الواقع حررتنا من المهام الروتينية المملة، ومنحتنا مزيداً من الوقت لنبدع ونفكر في تطوير أعمالنا وحل المشاكل الاجتماعية بطرق جديدة، أو حتى الوقاية من هذه المشاكل أصلاً.

تنمو سوق الذكاء الاصطناعي بوتيرة مدهشة، إذ تتوقع مؤسسة البيانات الدولية (آي دي سي) أن قيمة هذه السوق ستتجاوز 79 مليار دولار بحلول العام 2022، بينما قالت شركة جارتنر العالمية للأبحاث إن الذكاء الاصطناعي سيصبح من أهم خمس أولويات استثمارية لأكثر من 30% من الرؤساء التنفيذيين لتكنولوجيا المعلومات في عام 2020.

كل هذا ونحن ما زلنا في دائرة الذكاء الضيقة، لكن ماذا سيحدث عندما نبدأ بالتوسع والاقتراب من دائرة الذكاء العام، أو ما يُسمى بالذكاء الفائق (Super Intelligence)؟

صحيح أننا ما زلنا أذكى من الآلات، فهي تعطينا البيانات ونحن نقرر ما نفعل بها ونخبرها عن ماذا تبحث وغير ذلك من الأوامر، لكن الهدف من الذكاء العام هو تقليد الدماغ البشري بشكل فعال لكي تتمكن الآلات من التصرف بدون أن نخبرها بما تفعله، لكن ماذا سيحدث في هذه الحالة إذاً؟

قبل أن نجيب عن هذا السؤال، علينا أن نفكر بماهية الإنسان أولاً، إذ بمقدوره معالجة البيانات بسرعة والاستفادة من حس البديهة والإبداع والتعاطف عند اتخاذ القرار، على عكس الآلات التي قد لا تستطيع تقليد المشاعر والعواطف البشرية نهائياً، ولهذا السبب بالتحديد تحتاج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى الذكاء البشري لدعمها، فنحن من صنعنا هذه التكنولوجيا في المقام الأول.

لا شك بأن الأفراد الأذكياء سيصنعون شبكات عصبية صناعية قادرة على التفكير والتصرف مثل البشر، حيث ستقوم الآلات بتحليل البيانات المعقدة بشكل فوري واتخاذ القرارات بنفسها، وقد لا يكون لدينا خيار سوى قبول هذه القرارات، إلا إذا أردنا قضاء عقود طويلة لتحليل بيانات قامت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بمعالجتها سابقاً في غضون ثوانٍ معدودة.

في الوقت نفسه الذي تستغرقه خرائط وايز لحساب طريق معين، تستطيع خوارزميات الذكاء الاصطناعي أن تتوقع الكوارث الطبيعية لتمكين فرق الاستجابة للطوارئ من التصرف بشكل أسرع وأكثر فعالية.

وبإمكان تلك الخوارزميات أن تحلل تاريخ عائلتك الطبي للاضطلاع ببرنامج علاجي مخصص وتحسين فرص الشفاء، ناهيك عن قدرة الساعات الذكية على إخبار مستخدميها للتوجه إلى الطبيب فوراً لأنهم معرضون لخطر الإصابة بنوبة قلبية.

لا وجود للذكاء الاصطناعي بدون البشر.

ليس هناك وجه استفادة من الذكاء الاصطناعي بدون وجود البشر الذين يتخذون القرارات والأفعال على أرض الواقع، سواء أكان ذلك يتمثل بفرق الطوارئ التي تنقذ الأرواح، أو الأطباء الذين يراقبون المؤشرات الحيوية للمرضى واستجابتهم للعلاج، أو قادة الأعمال الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي لإحداث تغيير في قطاعاتهم.

لقد أسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز الذكاء البشري، ففي عالم الأعمال مثلاً، أسهمت تقنيات الحوسبة السحابية، والبرمجيات كخدمات، وأتمتة العمليات، في تقليل الأعباء الإدارية وتوفير الرؤى المفيدة التي تحتاجها الأعمال للحد من التعقيدات والحفاظ على المنافسة. 

لذا فإن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تغير الطريقة التي تدير بها الشركات موظفيها وعملياتها بهدف تحسين خدمة العملاء، وتعزيز الإنتاجية، وقيادة دفة الشركات نحو التكنولوجيا المبتكرة.

إن الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي يكملان بعضهما بعضاً، فلا وجود لأحدهما بمعزل عن الآخر، وقد تصبح الآلات أذكى منا يوماً ما، لكن أليس هذا أمراً جيداً؟ عندما نعلم ما نود أن نفعله بدقة، فإننا نتمكن من تحصيل نتائج أفضل وأسرع، وهذا بالضبط ما كنا نحاول أن نحققه على مدار عقود طويلة.

قد يهمك ايضا:

طريقة حديثة لتطوير أداء الروبوت في العناية بالمرضى للعمل في مجال التمريض

أبرز 7 تطورات تكنولوجية يجب أن يكون العالم مستعدا لها خلال 2020

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أثر الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري أثر الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 00:22 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود
المغرب اليوم - بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 21:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة
المغرب اليوم - تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه
المغرب اليوم - أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!

GMT 06:27 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 04:19 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الساحرة لعام 2017

GMT 07:02 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم الرعب الأميركي "Happy Death Day" الأول على شباك التذاكر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib