الخيّاطة أم عبده تهجر الفساتين لمداواة جروح المصابين
آخر تحديث GMT 07:08:34
المغرب اليوم -

حملت سلاحًا على كتفها والتحقت بصفوف المقاتلين

الخيّاطة أم عبده تهجر الفساتين لمداواة جروح المصابين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الخيّاطة أم عبده تهجر الفساتين لمداواة جروح المصابين

الخيّاطة أم عبده
دمشق ـ نورا خوام

كمعظم النساء، تشعر بالخوف والقلق حينما تحلق الطائرات المروحية الحربية في سماء سورية، وترتعد حال سقطت القذائف والصواريخ، لكنَّها إذا ما سمعت صوت الإنفجارات، جمعت معداتها الطبية لتركض عبر الممرات القديمة في حلب حتى تصل إلى المستشفى لإسعاف المصابين.

أم عبده تخاف؛ لكنها لا تهتم بانفجارات البراميل التي تسقط في كل مكان، وتتحدى نفسها أمام المذابح البشرية، ورغم خطورة العمل في المستشفى التي انهارت أجزاء كبيرة من مبانيها جرّاء تساقط القذائف، وتؤكد أنَّ "الجحيم ليس بعيدًا أبدًا"، رغم أنَّها المرأة الوحيدة على الأرض، ترتدي الملابس السوداء وتعمل إلى جانب ثلاثة شبان استنفذتهم الحرب، يحاولون إنقاذ الضحايا.

وأوضحت أم عبده التي تحمل السلاح على كتفها، أنَّه يلازمها دائمًا رغم عملها في مداواة المصابين، حيث أنَّ الحصول على العدالة في نظرها من هذه الحرب أصبح جهادًا شخصيًا بالنسبة إليها، مشيرة إلى أنَّ الجميع في النصف الشرقي من هذه المدينة الجريحة لا يزال يعاني من الحرمان والخسارة.

وأشارت إلى أنَّ التناقض بين حمل السلاح وإسعاف المصابين قد اختفى، في صراع يأتي الموت فيه من خلال السماء، حيث قنابل البراميل والأسلحة الأكثر وحشية في الحرب السورية، بالإضافة إلى القتل العشوائي.

ورغم مقتل ابنها يوسف منذ ثلاثة أشهر إثر انفجار قنبلة في حافلة صغيرة أثناء ذهابه إلى عمله في شرق المدينة، أسفر عن مقتل 35 شخصًا، صرّحت بأنَّه ذلك اليوم "من أسوأ الأيام، لقد شاركنا السرير نفسه لـ17 عامًا، فعلنا كل شيء معًا، لعبنا، كنا نحلم، كبرنا سويًا، ولكنه ذهب الآن، ماذا يمكنني أن أقول".

وتضع أم عبده أعلام الجيش السوري الحر والعلم الإسلامي فوق سريرها، بالإضافة إلى بندقية على الفراش، وتخبئ الدواء في مكان قريب، وبيّن أنّ زوجها قتل في الأيام الأولى من الحرب التي أودت بحياة نحو 200 ألف شخص، برصاص قناصة القوات الحكومية، مشيرة إلى أنَّها تعرضت للموت منذ ثمانية أشهر، أثناء علاجها أرجل أحد المصابين.

وتشارك أم عبده الثوار في حلب، حيث يقول أحدهم، "لا أحد يخاطر بحياته مثل أم عبده، ولا أحد ينقذ الأرواح مثلما تفعل، نحن مدينون لها بالكثير، حلب مدينة لها أيضًا".

وكشفت أم عبده أنَّها "قبل هذه الحرب، كنت أخيط وأصنع فساتين الزفاف، عائلتي كلها من هنا، هذا المكان ضروري لهويتي"، مؤكدة رفضها اللجوء إلى تركيا على حساب مقاتلة القوات الحكومية والانضمام في صفوف الثوار.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيّاطة أم عبده تهجر الفساتين لمداواة جروح المصابين الخيّاطة أم عبده تهجر الفساتين لمداواة جروح المصابين



GMT 13:37 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أول تعليق للشيخة حسينة بعد صدور حكم الإعدام

العبايات بحضور لافت في أناقة الملكة رانيا

عمان - المغرب اليوم

GMT 16:48 2025 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تتألق بزي سعودي تراثي في مهرجان «واو» بالرياض
المغرب اليوم - هيفاء وهبي تتألق بزي سعودي تراثي في مهرجان «واو» بالرياض

GMT 19:35 2025 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الصليب الأحمر الدولي يُعلن خفض ميزانيته لعام 2026 بنسبة 17%
المغرب اليوم - الصليب الأحمر الدولي يُعلن خفض ميزانيته لعام 2026 بنسبة 17%

GMT 12:27 2015 السبت ,25 إبريل / نيسان

هذه أسرار تميز خطابات عبد الإله بنكيران

GMT 14:06 2023 الإثنين ,31 تموز / يوليو

اليابان تلغي 264 رحلة جوية بسبب إعصار

GMT 18:17 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح يعود لقائمة ليفربول ضد جينك في دوري أبطال أوروبا

GMT 07:58 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

قناة لبنانية تعتذر عن كاريكاتير اللاجئين العنصري

GMT 12:56 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

البنزرتي يغيب عن احتفال الوداد باللقب

GMT 03:19 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

توقعات الأرصاد الجوية الوطنية لحالة طقس الثلاثاء في انزكان

GMT 09:11 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أبرز المعالم السياحية والدينية والتاريخية في مدينة بيت لحم

GMT 13:43 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تمتعي بعطلة مميزة في جزر "الأنتيل" الهولندية الملونة

GMT 21:53 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاقة موسم الخيل على كؤوس راشد بن عيسى
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib