عن «حماس» وإسرائيل  عن غزة و»الهدنة»
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

عن «حماس» وإسرائيل ... عن غزة و»الهدنة»

المغرب اليوم -

عن «حماس» وإسرائيل  عن غزة و»الهدنة»

عريب الرنتاوي
بقلم: عريب الرنتاوي

وأنا أتابع «جدل الهدنة» بين «حماس» وإسرائيل، المندلع بكثافة على الصعيدين الفلسطيني والإسرائيلي، لم أجد أفضل من العودة إلى «البدايات» للتعرف على جذر الفكرة وتتبع تطور المفهوم ورصد المراحل التي مرّ بها، إذ بات واضحاً لكل المتابعين والمختصين أن «التهدئات المؤقتة» وصولاً لـ»الهدنة طويلة الأمد»، لم تكن فكرة طارئة أو وليدة لحظتها لدى الفريقين، كما أنها لا تخاطب «البعد الأمني» في علاقتهما الصراعية فحسب، بل تخفي وراءها استهدافات ذات طبيعة إستراتيجية لكل منهما.

كنت أعرف أن إسرائيل «لا تريد» قطاع غزة، حتى أن رئيس حكومتها إسحق رابين تمنى ذات يوم، أن يستفيق من نومه فيرى البحر وقد ابتلع القطاع برمته... البعض بالمناسبة، ينسب لغولدا مائير، قولاً مماثلاً... وربما هذا ما يفسر «قلة الاهتمام» الإسرائيلي بتكثيف النشاط الاستيطاني اليهودي في القطاع في الفترة من العام 1967 وحتى تفكيك العدد القليل من المستوطنات والبؤر الاستيطانية في العام 2005... ولعل من مفارقات التاريخ، أن رئيس حكومة من معسكر اليمين، أرئيل شارون، هو من أقدم على تنفيذ خطة الانسحاب من جانب واحد من القطاع، ملبياً بذلك حلم سلفيه «اليساريين»، رابين ومائير ... ودائماً للأسباب ذاتها: الخلاص من الكثافة السكانية الهائلة للفلسطينيين المنزرعة فوق شريط ضيق من الأرض لا تزيد مساحته على مساحة مدينة من الحجم المتوسط.

وبات من المعروف للقاصي والداني، أن المفاوض الإسرائيلي كان أبدى تساهلاً لافتاً أمام نظيره الفلسطيني في محادثات أوسلو بخصوص مستقبل القطاع... ولولا إصرار الراحل ياسر عرفات على تأمين موطئ قدم له في الضفة الغربية، لكان حصوله على «غزة أولاً»، أمراً يسيراً... عرفات أدرك مبكراً خطورة التفكير الإسرائيلي القاضي بفصل الضفة عن القطاع، فأصر على صيغة «غزة وأريحا أولاً».

لكن ما لم أكن أعرفه، شخصياً على الأقل، هو ما كشفه الشيخ أحمد ياسين، مؤسس «حماس» وأبوها الروحي، ذات مقابلة صحافية، عن عرض إسرائيلي قُدّم للحركة في بدايات الانتفاضة الأولى، وقبل انطلاق مسيرة مدريد – أوسلو بسنوات، بتولي إدارة قطاع غزة تحت الرعاية الإسرائيلية الأمنية... الشيخ أحمد ياسين رفض العرض الإسرائيلي مُحقاً، من منطلق أنه لن يرتضي لحركته أن تكون دمية في يد إسرائيل وأداة من أدواتها الاحتلالية.

التخلص من القطاع، والتخطيط لمستقبل منفصل له عن مستقبل الضفة الغربية، فضلاً عن إبداء الاستعداد للتعامل مع حركة «حماس» بل وإعطائها «وكالة حصرية» لإدارة قطاع غزة، هي إذاً، توجهات قديمة جداً لـ»المؤسسة» الإسرائيلية، الأمنية منها والسياسية، تعود أقله لأواخر ثمانينيات القرن الماضي، أي قبل مدريد وأوسلو وقيام السلطة الفلسطينية... وما المقاربات التي تنتهجها إسرائيل اليوم حيال «حماس» والقطاع، سوى الثمرة الطبيعية لتلك البذرة الجنينية في التفكير الإستراتيجي الإسرائيلي للحل النهائي للقضية الفلسطينية.

«حماس» والهدنة

ما لم أكن أعرفه كذلك، أن فكرة «التهدئة المؤقتة وصولاً للهدنة طويلة الأمد»، كانت صاحبت «حماس» تقريباً منذ نشأتها الأولى، وحتى قبل أن تقطع «شوطاً ذا مغزى» في مشوارها «الجهادي المسلح»، وليس كنتيجة لظرف استثنائي خاص تعيشه الحركة في قطاع غزة، أو بفعل تفاقم المعاناة الإنسانية للفلسطينيين المحاصرين في الشريط الخاضع لسيطرة «حماس» وسلطتها... ومن يراجع ركام الصفحات التي كتبت عن موقف الحركة من «الهدنة» والمقابلات التي أجريت مع الشيخ ياسين ورئيس مكتبها السياسي آنذاك موسى أبو مرزوق، ورجلها القوي الراحل عبد العزيز الرنتيسي، يلحظ أن الحديث عن التهدئة والهدنة، صاحب «حماس» منذ انطلاقتها، ورافقها في مختلف مراحل تطور مسيرتها السياسية والعسكرية، مع اختلافات «نوعية» في النظرة والمفهوم.

فالشيخ أحمد ياسين مثلاً، ربط التهدئة بانسحاب إسرائيل إلى حدود العام 1967، من دون صلح أو اعتراف، و»أصّل شرعياً» لهذا المفهوم، بالعودة إلى «صلح الحديبية» بين النبي محمد و»كفار مكة» في العام 627، ولم يَغفَل عن ذكر «صلح الرملة» بين صلاح الدين الأيوبي والملك ريتشارد «قلب الأسد» في العام 1192، مستنداً في كل ما ذهب إليه، إلى «أحاديث» و»تفسيرات» تتحدث عن «تجدد الأمم كل أربعين عاماً»، وحاجة الأمة المسلمة الضعيفة لفترات من التهدئة والهدوء لتعد لأعدائها «ما استطاعت من قوة ومن رباط الخيل».
وإذا كان الشيخ ياسين مهتماً بالجانب الشرعي من حديث الهدنة والتهدئة، فإن المستوى السياسي للحركة ممثلاً بموسى أبو مرزوق، قد وجد في «اتفاقات الهدنة»، المبرمة بين الدول العربية وإسرائيل في رودس في العام 1949، «سابقة» يمكن أن تستند إليها «حماس» في عرض التهدئة أو القبول بها، على ألا يكون ذلك على حساب ثوابتها الشرعية والوطنية، وأهمها أن فلسطين أرض وقف للمسلمين، لا يجوز التفريط بها أو التنازل على أي جزء منها.

على أن فكرة التهدئة والهدنة، ستأخذ قرابة عشر سنوات على انطلاق الحركة، لكي تتحول إلى «مبادرة» أو «مشروع»... حدث ذلك عشية محاولة الاغتيال التي تعرض رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في عمّان عام 1997، حيث تقول الوثائق الإسرائيلية: إن ما أثار غضب الملك الحسين أن تلك المحاولة جاءت غداة قيامه بنقل مبادرة لتهدئة طويلة الأمد بين «حماس» وإسرائيل، وأنه سلّمها لرئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك (واليوم) بنيامين نتنياهو، وأن داني ياتوم، من «الموساد»، لعب دور «ساعي البريد» بين الجانبين... إسرائيل ردت على مبادرة الهدنة بمحاولة اغتيال مشعل في قلب العاصمة الأردنية.

مرة أخرى، قبل عملية مدريد – أوسلو وقيام السلطة، وقبل وصول «حماس» إلى حكم قطاع غزة في العام 2007 بعشر سنوات، كانت التهدئة والهدنة، مدرجة بقوة على جدول أعمال «حماس»، وتحتل مساحة واسعة في فكرها السياسي، لكن ما كان يتغير بين حين وآخر، هو تراجع «حماس» عن بعض شروطها للتهدئة، وهبوط سقف مطالباتها، من الانسحاب غير المشروط إلى حدود العام 1967 كما طالب مؤسسها بالأمس، إلى المطالبة بمستشفى ميداني ومنطقة صناعية وانتظام التيار الكهربائي ومزيد من العاملين الفلسطينيين في المستوطنات الإسرائيلية، كما يُطالب ورثته اليوم.

«حماس»، وعلى لسان خليل الحيّة، تنفي استعدادها للقبول بهدنة طويلة الأمد... مثل هذا الأمر «فصّله» الآباء المؤسسون للحركة، إذ عرضوا عشراً من السنين، أسوة بصلح الحديبية، وأظهروا استعداداً لتجديدها بعشر ثانية وربما ثالثة، وفقاً لمقتضيات الحال... رغم نفي «حماس» اليوم، ورغم تواضع مطالبها وشروطها للهدنة، إلا أن «قابلية» الحركة لإبرام هدنة طويلة الأمد، تبدو عالية جداً، وهو أمر منطقي لحركة عرضت على عدوها هدنة عشر سنوات ولم يكن قد مضى على انطلاقتها الجهادية المسلحة سوى بضع سنوات فقط ... الهدنة تكرس الاعتراف بـ»حماس» كلاعب «رسمي» و»معترف به» على الساحة الفلسطينية، لذلك كانت مطلوبة من قبل... والهدنة تكرس حكم «حماس» وتضمن ديمومة سلطتها في غزة، لذلك فهي مرغوبة اليوم، حتى إن تم التخلي عن معظم إن لم نقل جميع شروط مؤسسها وأبيها الروحي.

 

قد يهمك ايضا
سقوط «الوصفات الجاهزة»
لماذا كل هذه الوحشية؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن «حماس» وإسرائيل  عن غزة و»الهدنة» عن «حماس» وإسرائيل  عن غزة و»الهدنة»



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib