عن «سلام الشجعان» و«الردع المتبادل»
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

عن «سلام الشجعان» و«الردع المتبادل»

المغرب اليوم -

عن «سلام الشجعان» و«الردع المتبادل»

بقلم : عريب الرنتاوي

في السرد السياسي الدارج، ثمة مقولات وشعارات، فقدت قيمتها ومعناها تماماً، وباتت تستخدم في غير موضعها، وفي غالب الأحيان، باتت تحمل معنى “نقيضها”، وتُستخدم للتورية والتمويه على عكس ما قيلت من أجله وفي سياقه ... ومن  الدلائل على ما نقول: مقولتا “سلام الشجعان” و”توازن الردع المتبادل”.
المقولة الأولى، فقدت في السياق الفلسطيني الخاص، معاني الفروسية التي تستبطنها ... نحن لا نتحدث عن قيام صلاح الدين الأيوبي بإرسال طبيبه الخاص لمعالجة ريتشارد قلب الأسد ... نحن نستحضر العبارة هنا في حضرة الموت، والميت في الغالب، جنرال إسرائيلي، تلطخت يداه بدماء الفلسطينيين والعرب، قيلت مرة في حضرة إسحاق رابين صاحب الصيحة العنصرية الفاشية: كسروا عظام أطفال الحجارة، وقيلت ثانية في حضرة أبو المشروع النووي الإسرائيلي، وأبو الاستيطان وجزار قانا وعناقيد الغضب ... عن أي سلام يتحدثون، وأية شجاعة في إطلاق مثل هذه الشعارات المضللة، وأين الشجاعة في “البكاء على صدر العدو”، مع الاعتذار من الصديق رشاد أبو شاور.
أن تكون نتيجة المفاضلة بين رابين ونتنياهو أو بين بيريز وبينت أو ليبرمان، لصالح “الشجاعين الراحلين”، فلا يعني ذلك أننا أمام أبطال سلام أو”شهداء لمشروع مغدور” ... كلا الرجلين ساهم في بناء كيان عنصري استيطاني توسعي عدواني، على أنقاض شعب فلسطين وحقوقه وأرضه وكرامته وإنسانيته، كل منهما سجل قصب السبق في القتل والتشريد والإحلال والاستيطان ... الفارق الوحيد بينهما وبين الترويكا الحاكمة الآن في إسرائيل، أنهما ارتديا في أرذل العمر، قفازات بيضاء قبل الشروع في ممارسة القتل والتشريد، فيما لا يتردد خلفاؤهم عن ممارسة القتل بأكف عارية.
آن الأوان للتخلي عن هذه التعبيرات المنافقة، فقد ملّ شعب فلسطين منها ومن مردديها، وهي عنده، مرادفة لوجبة جديدة من التنازلات المذلة، أو قنابل دخان للتغطية على طقوس الذل والدموع المذروفة على صدر الحبيب شمعون بيريز.
المقولة الثانية، تذهب في اتجاه آخر، ولكنها تنتهي إلى النتيجة ذاته ... من حيث الشكل، هي مدججة بالروح الكفاحية (عفواً الجهادية)، ولا تني تستعرض معاني “المعادلات الجديدة” و”الردع المتبادل” وربما “توازن الرعب” على الطريقة التي ميزت علاقات موسكو وواشنطن زمن الحرب الباردة ... لكن من يتأمل في المعنى الحقيقي المُعاش للعبارة، يدرك أنها تنطوي على قدر من التنازلات أكثر مما تعبر عن أقدار من المكتسبات والإنجازات.
ما الذي يعنيه توازن الردع بين حركة مقاومة وسلطات الاحتلال غير تعطيل الفعل المقاوم لسنوات وربما لعقود قادمة، تتغير خلالها حال البلاد والعباد، وتقضم معها الأرض والحقوق والمقدسات، وتفقد بواسطتها المقاومة ميزتها النسبية في إشغال العدو واستنزافه وقضم هيبته وتفوقه على نحو متدرج.
قد يقبل العدو بأن تقتطع المقاومة حيزاً من الأرض، معزولة ومحاصرة ومستلبة من كل شيء، ربما لأسباب تتعلق بضعف شهيته التوسعية حيالها أو لعوامل الجغرافيا والديموغرافيا ... ولكنه يقبل بذلك شريطة أن تحفظ المقاومة أمن الحدود، وان تلتزم بالعمل كحارس لها، تحت طائلة انهيار التهدئة والهدنة... هنا سيخرج علينا من يباهي بعجز العدو عن اقتحام “العرين” أو الدخول في “عش الدبابير”، من دون أن ينسى هؤلاء، أنهم وفورا للعدو “راحة البال” التي ينشد لسنوات قد تمتد لأعوام في حالة غزة، ولعقود في حالة لبنان حيث دخلت التهدئة عقدها الثاني.
تحت شعار “توازن الردع”، الذي لا يجرؤ أحد على مناقشته أو تحديه، تحت طائلة الابتزاز، يجري تعطيل المقاومة لسنوات وسنوات، ويحتفظ العدو بكامل قدرته وحيوته ... ربما بانتظار جولة ثانية من القتال، قد تأتي وقد لا تأتي ...وهنا يتساءل المرء، ايهما أفضل الاستمرار في مشاغلة العدو بعمليات مستمرة وإن متواضعة، أم الذهاب إلى خيار الحد الأقصى: “توازن الردع” ... ثم عن أي ردع يتحدثون، طالما أنه لا يمكن للمقاومة أن تطلق رصاصة أو تتعرض لدورية؟ وكيف لا يجري تفسير “الانسحابات أحادية الجانب” إلا من منظور واحد، يتعلق بالفعل المقاوم، وتُغفل بقية الجوانب الحاكمة لقرار العدو؟ ... ولماذا يختار هذا العدو الانسحاب أحادياً من رقعة ويستميت لإدامة احتلاله وتوسيع استيطانه في رقعة أخرى (القدس والضفة مثلاً)، برغم المقاومة، الضارية في أحيان كثيرة؟
لماذا لا يجري إقران “توازن الردع” بحاجة المقاومين للاندماج في سلطات بلدانهم، والانتقال من الخنادق إلى مقاعد الوزارة والبرلمان، وربما الانخراط في مشاريع وأجندات إقليمية، لا صلة لها بفلسفة المقاومة ولا أهدافها ولا بمبررات وجودها ... وبما يولد حاجة وجودية للاستمساك بنظرية “الردع المتبادل” على وهنها وتهافتها، والأهم والأخطر، تقديم كل ما يلزم لإدامة أثرها ومفاعليها، حتى ولو انتهى المقاومون إلى احتكار فعل المقاومة، توطئةً للتحول إلى “حرس حدود” من جديد، طالما أن مقتضيات السلطة والبقاء فيها، تستوجب إطالة أمد الاستقرار والأمن والهدوء.
لا السلام الذي يتحدثون عنه سلاما، والمؤكد أنه ليس من فعل الشجعان ... ولا “الردع المتبادل” بكاف لردع العدو عن المضي في أجنداته الاحتلالية والاستيطانية والتوسعية، بل ولم يعد كافياً لردعه عن التحرش بالمقاومة في معقلها، وقتل كوادرها وانتهاك “سيادتها” والدخول في عمق مجالها الحيوي، بدلالة سلسلة العدوانات التي لم تتوقف لا شمالاً ولا جنوباً ... ألسنا بحاجة لقليل من التواضع في استخدام هذه المقولات في سردياتنا السياسية، حتى لا نسأل: ألسنا بحاجة لمراجعة هذه المفاهيم والأوهام، وتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقة، او أقله بأسماء أكثر تعبيراً عن حقائق الأمور؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن «سلام الشجعان» و«الردع المتبادل» عن «سلام الشجعان» و«الردع المتبادل»



GMT 15:22 2025 الجمعة ,02 أيار / مايو

سوريا الجديدة ومسارات التكيّف والتطويع

GMT 10:08 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

عن تحولات الجولاني وموسم الحجيج إلى دمشق

GMT 07:14 2021 الجمعة ,24 كانون الأول / ديسمبر

"العالم المتحضر" إذ يشتري البضاعة القديمة ذاتها

GMT 06:17 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

"فتح" و"حماس" ولبنان بينهما

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib