تساؤلات حول السياسة الأمريكية حيال إيران
المرصد السوري يعلن إرتفاع حصيلة قتلى اشتباكات السويداء إلى 940 في تصعيد غير مسبوق جنوب البلاد وفاة الأمير النائم الوليد بن خالد بن طلال بعد عشرين عاماً من الغيبوبة توديع قصة هزت مشاعر العالم العربي دولة الإمارات تدين نقل سلطة إدارة الحرم الإبراهيمي الشريف إلى المجلس الديني اليهودي وفاة طفلة عمرها عام ونصف بسبب سوء التغذية في قطاع غزة هزة أرضية بقوة 4.6 درجة تضرب مدينة شاهرود في محافظة سمنان شرق العاصمة الإيرانية طهران الشبكة السورية لحقوق الإنسان تكشف عن مقتل 321 شخصاً على الأقل في أعمال العنف بالسويداء دونالد ترامب يُطالب بكشف شهادات إبستين السرية وسط تصاعد الضغوط والانقسامات السياسية رئيس الفيفا ينعي بأسى وفاة أسطورة الكرة المغربية الراحل أحمد فرس وفاة الوزير والسفير السابق عبد الله أزماني عن عمر يناهز 79 عاماً بمدينة أكادير بدء انسحاب وحدات الجيش السوري من مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية بعد اتفاق لوقف إطلاق النار
أخر الأخبار

تساؤلات حول السياسة الأمريكية حيال إيران

المغرب اليوم -

تساؤلات حول السياسة الأمريكية حيال إيران

بقلم - عريب الرنتاوي

ثمة الكثير من الكلام الأميركي المندد بإيران والمشبع بكل ألوان العداء لنظامها، لكن القليل من الإجراءات قد تم اتخاذها بالفعل حتى الآن، فهل نحن أمام “زوبعة كلامية”، قد تنتهي لأن تكون “زوبعة في فنجان”، أم أن الأشهر والسنوات الأربع القادمة، ستحمل معها جديداً على هذا الصعيد؟ ... كيف وأين سترد واشنطن على طهران؟ ... هل المواجهة حتمية أم أننا أمام عملية “فرد عضلات” هدفها – ربما – استنزاف خصوم إيران وتفريغ صناديقهم السيادية واحتياطياتهم الاستراتيجية؟ ... هل سيخوض ترامب غمار المواجهة مع “المرشد” من منطلق إيديولوجي، أم أنه سيدير المعركة بعقلية “البيزنس”، وإن تغلب “رجل الأعمال” على “الرئيس” في أدائه، هل يمكن أن نشهد يوماً على انفتاح أمريكي على إيران، طمعاً في عقود وصفقات وأسواق، تعود على الولايات المتحدة، بالخير العميم؟

أسئلة وتساؤلات، تشغل بال المهتمين الغارقين في تتبع سيل التصريحات الأمريكية الذي لا ينقطع ضد طهران، ولكن من دون إجابات قطعية حتى الآن ... ويزيد الطين بلة أن واشنطن تحت إداراتها الجديدة، لا تكف عن ارسال الإشارات المتناقضة في هذا الصدد، وتقول الشيء ونقيضه، او تقول الشيء وتفعل نقيضه، فكيف ذلك، سيما واننا امام رئيس يدير سياسة بلاده الخارجية عبر تطبيق “تويتر”؟!

الخطوة العملية الوحيدة التي اتخذها ترامب ضد إيران تمثلت في إصداره أمراً بتوسيع العقوبات على عدد من الشركات والأفراد المتهمة بالإرهاب، من بينها مؤسسات وأفراد من لبنان وسوريا، وليس من إيران وحدها، ومن يدقق في القائمة وتداعياتها، يشعر أنها مثيرة للسخرية، وليست مدعاة لقلق أي من الأطراف المشمولة بها، والمؤكد أن القيادة الإيرانية، نامت ملء أجفانها بعد صدور القائمة، من دون أي أعراض للقلق والتوتر.

لكن في المقابل، وفيما كانت الأنظار تتجه صوب البيت الأبيض وما الذي سيقرره بشأن صفقة طائرات البوينغ التي تعاقدت عليها طهران مع عملاق الصناعات الجوية الأمريكية (80 طائرة من طرازات مختلفة بقيمة 17 مليار دولار)، رأينا “رجل الأعمال” يتحرك في داخل ترامب، وليس الرئيس، فيعطي ضوءًا أخضر لإتمام الصفقة، خشية أن تلجأ طهران إلى استبدالها بصفقة موسعة مع “إير باص” الأوروبية، منافس بوينغ على سوق الملاحة الجوية.

الغريب أنه في الوقت الذي تُشن فيه أشد الحملات ضراوة ضد طهران وبرنامجها النووي ودورها الإقليمي، نرى واشنطن هي من تتراجع عن موقفها المتشدد من البرنامج الذي تعهد ترامب – المرشح بإلغائه أو الانسحاب منه إن تعذر تعديله، ونرى أن قوات النخبة الأمريكية وسلاح الجو الأمريكي، يقاتل جنباً إلى جنب مع “حلفاء طهران” في الموصل وغيرها، بل ويوفر لهم الدعم الجوي الكثيف، ويعتبر ذلك انتصاراً لواشنطن في حربها ضد الإرهاب ... ونرى الجنرال ستيفين تاونسند يحارب كتفاً إلى كتف مع الجنرال قاسم سليماني، ضد تنظيم داعش، حتى وإن تم ذلك من خنادق ومحاور منفصلة، بيد أنها متكاملة وتندرج في سياق الخطة الاستراتيجية ذاتها.

والأهم من هذا وذاك، أن عراق ما بعد داعش، لن يدين بالولاء لواشنطن فثمة حقائق إيرانية صلبة بنيت خلال أزيد من عشر سنوات في بلاد ما بين النهرين، تجعل إيران وليس الولايات المتحدة، هي المرشحة عبر حلفائها، لملء الفراغ الناجم عن هزيمة داعش ... أما في سوريا، وإن كانت الصورة أكثر تعقيداً، إلا أن إيران ما زالت تلعب دوراً أكبر من ذاك الذي تلعبه واشنطن في تقرير وجهة التطورات الميدانية، واستتباعاً السياسية، في هذا البلد المنكوب بحروبه وحروب الآخرين عليه.

أين سترد واشنطن على إيران، وما هي أدواتها لذلك؟ ... طالما أن الولايات المتحدة لا تمتلك - لأسباب عديدة ليس هنا مجالاً لشرحها وتوضيحها - خيار “الضربة العسكرية المباشرة ضد إيران”، فإنها ستمضي على مسارين متوازيين: الأول، مسار العقوبات العبثية، وهي سلاح مثلوم بعد أن رفضت أوروبا وروسيا والصين التجاوب مع مسعى ترامب وتهديداته، وطالما أن إيران لا تخرق الاتفاق النووي وتلتزم بتنفيذ بنوده ... والمسار الثاني، مسار “حروب الوكالة”، هنا يبدو أن لطهران قدرة على التحمل و”النفس الطويل”، ولديها من الأوراق والأدوات، ما لا يتوافر لواشنطن، وفي معظم إن لم نقل جميع ساحات الصراع النازفة في المشرق والجزيرة العربيين.

ربما يكون اليمن، كما قلنا في مقال سابق، الساحة التي سيسعى ترامب لتحجيم إيران فيها، إرضاءً لحلفائه الخليجيين، سنرى تمديداً للمهل الزمنية المعطاة للتحالف العربي بقيادة السعودية لإنجاز المهمة، ولكنه لن يكون تمديداً مجانياً كما اتضح، ولن يكون مفتوحاً إلى الأبد، سيما مع اشتداد الضغوط الدولية المتأسسة على تزايد ثقل الملف الإنساني اليمني، والتي ستدفع ترامب لتفعيل مبادرة كيري – ولد الشيخ وإن بعد حين.

وربما تحاول واشنطن شق طرق التفافية حول النفوذ الإيراني في المنطقة، كأن تسعى لتقطيع “تواصله الجغرافي” من قزوين إلى المتوسط، وتحديداً في منطقة شمال العراق وشمال شرق سوريا، وقد تفعل أشياء أخرى لا نعرفها حتى الآن، لكننا لسنا من النوع المتطيّر بقدرة واشنطن على اجتراح المعجزات، بعد أن فشلت في آخر حربين كبريين لها، وكان فشلها ذريعاً وباهظ الكلفة.

على العرب، خصوصاً من أصحاب الأرصدة الفلكية أن يتنبهوا جيداً، وقبل خراب البصرة وفراغ الصناديق، فثمة في واشنطن من يعتقد أن الوقت قد حان لإعادة تدوير المال العربي، ليجد طريقه إلى بطون الشركات الأمريكية، وهي لعبة يجري تكرارها كل عقد أو عقدين من الزمان، منذ أن صار النفط سلعة استراتيجية، وفي ظني أن هناك من يتطلع لـ “شفط” ما تبقى من عوائد النفط العربية، نظير “ضريبة كلامية” غير مكلفة على الإطلاق، يدغدغ بها الهواجس والمشاعر، وبعد ذلك لكل حادث حديث.

وقد يكتشف السيد ترامب، وربما بأسرع مما نظن ويظن بعض القادة العرب، أن “عوائد التعاون” مع إيران أجدى لواشنطن من “فوائد العداء لها”، لكن الأمر سيحتاج لبعض الوقت للوصول إلى هذه الخلاصة، أقله لاستنفاذ ما تبقى من أموال النفط العربية في المرحلة الأولى، قبل التوجه لإبرام الصفقات والعقود مع إيران في مرحلة لاحقة ... مثل هذا السيناريو لا يجوز استبعاده بحال، سيما بوجود رئيس متقلب، لم يتقن شيئاً في حياته سوى إبرام العقود وإتمام الصفقات، ولم يترك حقلاً للتكسب دون أن يطرقه، من حلبات المصارعة إلى عروض ملكات الجمال.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تساؤلات حول السياسة الأمريكية حيال إيران تساؤلات حول السياسة الأمريكية حيال إيران



GMT 14:22 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

السياسة بدل السلاح… في تركيا ولبنان!

GMT 14:21 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

رصاص الحكومة

GMT 14:20 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

السوداني وشعار: العراق أولاً

GMT 14:19 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

أحوال الشام في عيون الريحاني

GMT 12:58 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

سوريا في محنة جديدة مفتوحة الأمد

GMT 12:57 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

سلاح وجبال ومتسلقون

GMT 12:55 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

درس السويداء السورية

GMT 12:54 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

أنت وسام أم عبد القادر؟!

هيفاء وهبي تمزج الأناقة بالرياضة وتحوّل الإطلالات الكاجوال إلى لوحات فنية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:45 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

حسام حبيب يصل إلى حفله بجدة على كرسي متحرك
المغرب اليوم - حسام حبيب يصل إلى حفله بجدة على كرسي متحرك

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 19:22 2025 الثلاثاء ,03 حزيران / يونيو

محمد صلاح يواصل كتابة التاريخ فى دوريات أوروبا

GMT 13:18 2025 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

محمد صلاح يظهر في ليفربول لأول مرة بعد وفاة جوتا

GMT 12:23 2025 الخميس ,26 حزيران / يونيو

كولومبيا تخصص يوماً للاحتفال بنادي الوداد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib