واشنطن لا تريد السلام ولا الحــرب كـذلك
زلزال بقوة 6.7 درجات يضرب جزر أندامان الهندية زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر تونغا في جنوب المحيط الهادئ دون تسجيل أضرار زلزال بقوة 5.6 يضرب قبالة سواحل اليابان دون وقوع أضرار أو تحذيرات من تسونامي السلطات في الفلبين تجلي ما يقرب من مليون شخص مع قرب وصول إعصار "فونج-وونج" وصول الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة ترامب يعلن مقاطعة قمة العشرين في جنوب إفريقيا بسبب ما وصفه بسوء معاملة المزارعين البيض ويؤكد استضافة قمة 2026 في ميامي اليونيفيل تؤكد أن استمرار الغارات الإسرائيلية يعرقل جهود التهدئة جنوب لبنان وتحذر من تداعيات التصعيد العسكري على الأمن الإقليمي عشرات الفلسطينيين يُصابون بالاختناق جراء استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للغاز السام في قرية سالم شرق نابلس شرطة لندن تحقق مع الأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرجسون بتهم سوء السلوك المالي وقد يواجهان مغادرة المملكة المتحدة والسجن غارة إسرائيلية على جنوب لبنان توقع قتيلاً وأربعة جرحى
أخر الأخبار

واشنطن لا تريد السلام ولا الحــرب كـذلك!

المغرب اليوم -

واشنطن لا تريد السلام ولا الحــرب كـذلك

بقلم - عريب الرنتاوي

تعيد السياسة الخارجية الأمريكية انتاج أخطائها (خطاياها) مرة تلو الأخرى، إلى الحد الذي بات فيه الاعتقاد سائداً، بأن هذه «الأخطاء» هي السياسة ذاتها، وأنها مقصودة بذاتها، وتصدر عن سبق الترصد والإصرار، وأن أهم أهدافها هو إشاعة الفوضى في الإقليم على نحو مستدام، شريطة أن تكون «مضبوطة» ومسيطرًا عليها، فإبقاء أزمات الإقليم مفتوحة، والاكتفاء بإدارتها فحسب، دون حلها، أمرٌ يخدم في نهاية المطاف، أهداف واشنطن في استنزاف روسيا وإيران وابتزاز أوروبا، وتوفير عوائد ضخمة للشركات والخزانة الأمريكية، كثمرة مؤكدة لسياسة «استحلاب» دول المنطقة، وامتصاص مواردها وإعادة تدويرها.

الأزمة السورية، تنهض شاهداً على «الأخطاء المقصودة» في السياسة الخارجية الأمريكية: بدءاً بالإصرار على «عزل» روسيا وإيران عن مسارات الحل النهائي للأزمة في بواكيرها، والاكتفاء بالعمل من ضمن نطاق «نادي أصدقاء سوريا»، مروراً بشرط تنحية الأسد كمدخل للعملية السياسية في سوريا، وليس كتتويج لها وانتهاء بمطلبها الأخير: خروج إيران غير المشروط من سوريا... لا روسيا وإيران، عزلتا عن المسار السياسي بل استأثرتا به في أستانا وسوتشي، ولا الأسد غادر عرينه في «قصر الشعب»، لكن النتيجة الوحيدة، المقصودة مرة أخرى، هي تدمير سوريا بالكامل، وإنهاك جيشها، خدمة لمصلحة إسرائيل، فضلاً عن إبقاء سيف النزيف والاستنزاف مشهراً فوق رأسي «القيصر» و»المرشد»، دع عنك عشرات مليارات

الدولارات المستحلبة من دول الخليج، وابتزاز أوروبا بملفات الإرهاب واللاجئين وخطر التمدد الروسي على حدودها الجنوبية.
اليوم، تعيد واشنطن الكرة ذاتها، ولكن على نحو أكثر ميلاً لغطرسة القوة وسياسة الإملاءات، وبصورة لم تعد تستهدف خصوم الولايات المتحدة في الإقليم والعالم، بل وحلفائها في أوروبا وبعض دول المنطقة ... فمن يقرأ الشروط الاثني عشر التي يسعى مايك بومبيو في فرضها على إيران، يدرك تمام الإدراك، أن «سياسة الاستنزاف والابتزاز» وعقليه إدارة الأزمات المفتوحة بدل حلها، تفشت في عقول صناع القرار في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ... فواشنطن لا تريد حرباً ثالثة في الإقليم، وهي ليست بواردها على الإطلاق، بيد أنها لا تتوافر على أي مشاريع لحلول سياسية لأزمات المنطقة، أما الخلاصة التي توصل العقل اليميني المحافظ (الغيبي) لهذه الإدارة، فتتمثل في تصعيد التوتر، وإبقاء بؤره مشتعلة، بل وصب المزيد من الزيت على نيرانها المتأججة أصلاٌ.

لو أن واشنطن تريد حقاً احتواء إيران، وإضعاف دورها الإقليمي، وتغيير سلوك نظامها الحاكم وأدواته، لما ذهبت إلى ما ذهب إليه وزير خارجيتها الجديد، ولكانت انخرطت في البحث مع الشركاء والحلفاء، عن مسارات سياسية، تنتهي إلى تدعيم التيار الإصلاحي – التغييري في إيران، وخلق ديناميكيات وعمليات سياسية في دول الأزمات، تنتهي إلى تقليص الدور الإيراني وإضعافه ... بيد أنها اختارت السير في طريق معاكس تماماً لهذا الاتجاه، وستكون له عواقب وخيمة، ليس من بينها «انصياع إيران لصك الإذعان» الذي صاغه بومبيو تعبيراً عمّا يجيش في عقل نتنياهو وغرائزه.

ستنتهي المقاربة الأمريكية الجديدة، إلى بعث وإحياء التيار اليمني المحافظ (الثوري) في إيران، وربما للمرة الأولى منذ انتصار الثورة الإسلامية فيها قبل أربعة عقود، سيتحول قطاع من الإصلاحيين «المخذولين» إلى محافظين متشددين، يزايدون بمواقفهم وشعاراتهم على الحرس الثورة وبعض «آيات الله» المعروفين بمواقفهم «الجهادية» التي لا تلين.

وسيدفع الإقليم، بدوله العربية، «السنيّة والمعتدلة» غالباً، ثمن هذه السياسات بأكثر مما ستدفع إيران، ذلك أن ساحات المواجهة المتفجرة بين إيران والولايات المتحدة، ستكون في دولنا ومجتمعاتنا، وستسدد شعوبنا «فاتورتها» الثقيلة، من بشرها وحجرها وشجرها، طالما أن المعركة الأمريكية- الإسرائيلية ضد إيران، لن تنتقل إلى الداخل الإيراني، وطالما أن أدوات واشنطن وأوراقها التي يمكن استجماعها لمواجهة إيران وتطويقها، هي أقل قيمة وجدوى مما توفرت عليه إدارات متعاقبة، لم تفلح من قبل في فرض الخنوع والخضوع على إيران، ومن شبه المؤكد أن هذه الإدارة لن تفلح كذلك.

في غياب الإرادة لشن «حرب الاقتلاع» للنظام الإيراني لدى صناع القرار الأمريكي، وفي غيبة أي توجه لإطلاق عمليات وديناميكيات سياسية جديدة في دول الأزمات المفتوحة والمضمرة، لن تكون النتيجة سوى مزيد من الخراب والدمار في هذه المنطقة، والمزيد من سياسات الاستنزاف والابتزاز والاستحلاب، لخصوم واشنطن وحلفائها، سواء بسواء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن لا تريد السلام ولا الحــرب كـذلك واشنطن لا تريد السلام ولا الحــرب كـذلك



GMT 19:38 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

إذ الظلم أفضل

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نواب يتكسبون من “العفو العام”

GMT 19:28 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف الخلقُ ينظرون جميعاً إلى مصر

GMT 19:24 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

كيم كارداشيان و«الغباء» الاصطناعي

GMT 19:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا ــ ممداني... زمن الإشارات الحمراء

GMT 19:16 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

القمة الأميركية ــ الصينية... هدنة أم أكثر؟

GMT 19:14 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غزة المنطقة المحظورة في التاريخ

GMT 19:12 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الخيط الرفيع بين الفخر والتفاخر

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 11:32 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مطاعم إندونيسية تستقطب السياح بأكلات سعودية

GMT 15:54 2013 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

أثاث يشبه عش الطائر يكفي 3 أشخاص للنوم

GMT 00:00 2015 الأحد ,14 حزيران / يونيو

طريقة عمل اللبنة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib