ما الذي تريده إسرائيل للبنان
تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص مقتل 5 أشخاص وإصابة 130 جراء إعصار ضرب ولاية بارانا جنوب البرازيل ترمب يعلن مقاطعة الولايات المتحدة لقمة العشرين في جنوب أفريقيا زلزال بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر يضرب خليج كاليفورنيا إضطرابات في حركة الطيران الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي ونقص المراقبين الجويين الاونروا واحد من كل خمسة اطفال في غزة فاتهم التطعيمات الاساسية بعد عامين من الحرب خليل الحية يصف طوفان الأقصى برد على طمس القضية الفلسطينية ويدعو لتكثيف الجهود نحو تحرير فلسطين الاتحاد الأوروبي يوقف منح الروس تأشيرات دخول متعددة للضغط على موسكو انفجارًا يقع داخل أحد المساجد في العاصمة جاكرتا خلال صلاة الجمعة مما أسفر عن إصابة 54 شخصًا على الأقل
أخر الأخبار

ما الذي تريده إسرائيل للبنان؟

المغرب اليوم -

ما الذي تريده إسرائيل للبنان

بقلم - عريب الرنتاوي

يعيش اللبنانيون، المثقفون منهم على وجه الخصوص، تداعيات صدمة القبض على المخرج والممثل المسرحي المعروف زياد عيتاني بتهمة التخابر مع “الموساد” الإسرائيلي ... وبين مُصدق للخبر ومُكذب له، تمضي التحقيقات مع المتهم، وتتوالى اعترافاته، لتكشف جانباً من “مستور” النوايا الخبيئة والخبيثة للإسرائيليين حيال لبنان وأهله.
لا شيء مثير للدهشة في حكاية تجنيد العيتاني ... القصة باتت معروفة، فتاة جميلة تتواصل بك عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تطلب صداقتك وتحاورك في الشأن العام، وتسعى في “تخليق” مشتركات بينك وبينها، ولا بأس من ممارسات جنسية حميمة عبر أثير الفيسوك والمسانجر، تنتهي إلى ابتزازك بنشر “غسيلك الوسخ”، وإن كنت تورطت في البوح بما تعتقده معلومات حساسة عن جهات خاصة أو عامة، سيُستخدم ضدك ولابتزازك ... هذا ما حصل مع المخرج الشاب، المعروف في الأوساط الفنية والثقافية والسياسية.
لكن ما يثير الاهتمام حقاً في قصة العيتاني، أن “مشغلته”، الضابطة الحسناء في “الموساد” الإسرائيلي كوليت فيانفي، كلفت “الفنان” بالتقرب من شخصيتين لبنانيتين سنيتين معروفتين، ومن معسكرين مختلفين ... الأول، هو وزير الداخلية الحالي وأحد المقربين من الرئيس سعد الحريري، نهاد المشنوق، من خلال مدير مكتبه محمد بركات ... والثاني، هو الوزير السابق عبد الرحيم مراد، الناصري السابق، من خلال نجله حسن، الذي صادف أنه من معارف المخرج – المتهم.
لا أدري لماذا استعجلت الأجهزة الأمنية إلقاء القبض على العيتاني، وهو الذي كان على موعد مع الضابطة الإسرائيلية في لبنان بعد بضعة أيام، في فندق البستان الجميل، في بلدة برمانا الجبلية المذهلة، حيث كان بالإمكان ضبط “المُشغل” و”المشتغل به” بالجرم المشهود، بما يمثل جائزة كبرى للبنان وأجهزته الأمنية ... يبدو أن ثمة تفاصيل عديدة، لم نعرفها بعد عن مجريات التحقيق.
السؤال الذي يجد إجابته من دون بحث وكبير عناء، هو: لماذا تهتم إسرائيل بجميع بيانات تفصيلية عن مسؤوليين لبنانيين، ليسا مندرجين في قائمة أعدائها الألداء، وهما بكل تأكيد ليسا متورطين في أي أعمال “إرهابية” ضدها، ولا من يومياتهما، متابعة تجنيد وتدريب وتسليح وتمويل، خلايا المقاومة في الضفة والقدس وقطاع غزة وداخل الأخضر ... وإذا كان الوزير مراد من بيئة حزب الله السياسية، فإن الوزير المشنوق، من زعماء المعسكر المناهض لحزب الله البارزين.
التفسير الذي يُجمع اللبنانيون عليه، هو أن إسرائيل باستهدافها لهاتين الشخصيتين أو أي منهما، تسعى في إشعال الصراع المذهبي في لبنان ... وإعادة البلاد إلى مناخات “حرب الاغتيالات” التي أعقبت اغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005 ... لو أن “المُشغلة” الحسناء، وصلت إلى بيروت، واستطلعت أهدافها، وأعطت أوامرها لفرق القتل والتنفيذ والاغتيال، لكان لبنان، غرق في بحر من الفوضى وحروب الاتهامات، ولكان انزلق إلى المستنقع الذي أُريد له أن ينزلق إليه، بعد حكاية الحريري  واستقالته .
تعلمنا هذه الواقعة، التي تتولاها أجهزة أمنية غير محسوبة على فريق حزب الله وجماعة 8 آذار، أن إسرائيل يمكن أن تتورط  في مسلسل اغتيالات، ويمكن أن تطيح بوجوه وزعامات وشخصيات، ليست من نادي “مقاوميها”، بل من خصومهم ... فكيف يجرؤ كثيرون على رفض التفكير بمسؤوليتها عن جرائم سابقة وقعت في لبنان، وكانت سبباً في انقسام أبنائه واصطراعهم، ووصولهم إلى حافة الحاوية منذ العام المشؤوم لاغتيال الحريري.
قد يتقبل كثيرٌ من اللبنانيين اليوم، فرضية أن إسرائيل تخطط لإذكاء الفتنة الطائفية والمذهبية في لبنان، في ضوء التحقيقات التي جرت مع زياد عيتاني، ولكن أغلب هؤلاء، ما كانوا ليصدقوا هذه الفرضية، أو حتى يستمعوا لهذه الرواية، لو أنها كشفت بعد اغتيال المشنوق ومراد – أمدّ الله في عمريهما – قبل الجريمة الرواية قابلة للتصديق، أما بعدها، فهيهات أن تجد من يصغي لها.
قديماً كنا نحمّل إسرائيل وزر أي جريمة من هذا النوع، باعتبار أنها صاحبة مصلحة، وأن ذراعها طويلة، ورغبة منّا في البحث عن “مشجب” نعلق عليه أخطاءها وخطايانا ... لكن السنوات العشر الأخيرة، شهدت بروز ظاهرة معاكسة تماماً: فأي اتهام لإسرائيل في حالات من هذا النوع، يقابل بالسخرية والتشكيك، وننسبه إلى من نرى فيه خصماً من أهل البيت أو الأشقاء والأصدقاء والجيران ... إن أنت قلت إن اسرائيل تدعم النصرة، قوبلت بالإدانة والاستهجان، وإن أنت أشرت إلى دور إسرائيلي في العراق أو سوريا أو لبنان أو في الانقسام الفلسطيني، قيل لك أنك تبحث عن مشجب، وأنك “تغمس خارج الصحن”... تصدمنا التحقيقات مع العيتاني وأمثاله كثر في لبنان على وجه الخصوص، من دون أن تعدل في أنماط تفكيرنا، أو تعيد توجيه بوصلتنا صوب الخطر الحقيقي والتهديد الماثل.
ميزة لبنان، ان لديه مساحة واسعة من الحرية، تسمح بنشر التحقيقات والكشف عن المعطيات أولاً بأول ... ما يجري في لبنان، يجري مثله وأضعافه في معظم إن لم نقل جميع الدول العربية، ولكن بصمت ومن وراء أبواب موصدة ... لا نعرف عنها سوى القليل الأقل ... وربما لدى لبنان، أجهزة أمنية أكثر احترافية في الكشف عن شبكات التخابر والتجسس مما هي عليه الحال بالنسبة لدول عربية أخرى ... وربما لبنان مستهدف إسرائيلياً أكثر من غيره، لوجود حزب الله على أرضه ومن بين شعبه، وهو الكابوس الذي تحسب له إسرائيل ألف حساب، حتى وإن خرج علينا من يحاول إقناعنا، بأنه “أداة إسرائيل وذراعها”، طالما هو “أداة إيران وذراعها”.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذي تريده إسرائيل للبنان ما الذي تريده إسرائيل للبنان



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib